لا يتوقف المعارضون السوريون عن التعبير عن خيبة أملهم من تردد الادارة الأميركية، الذي لا يفعل إلا تشجيع بشار الأسد على التمادي في القتل، والايحاء بأن أميركا لا تريد تغيير النظام في سوريا.


بيروت: أعرب معارضون سوريون عن غضبهم من قرار الرئيس الاميركي باراك اوباما بالتراجع عن هجوم وشيك على سوريا، معتبرين أن عدم التصرف بعد التهديدات الكثيرة يشجع الأسد على التمادي في العنف. وبعد أن أعلن أوباما أنه سيسعى للحصول على موافقة الكونغرس على أي هجوم على سوريا، تأجلت أي ضربة عسكرية محتملة لمدة 10 أيام على الأقل، ما عنى للثوار أن القوات الموالية للأسد ستسعى إلى استخدام هذا الوقت لتصعيد الهجمات على معاقلهم.
رسالة تطمين
أدى تردد الولايات المتحدة إلى خيبة أمل لدى المعارضين، الذين أملوا في أن ينجح التدخل العسكري بكبح جماح الأسد، أما النظام السوري فاعتبر هذا التردد انتصارًا لسوريا وبداية التراجع الاميركي التاريخي. ائتلاف المعارضة السورية أصدر بيانًا حث فيه الكونغرس على دعم العمل العسكري، معتبرًا أن عدم استجابة المجتمع الدولي لاستخدام الأسد المزعوم للأسلحة الكيميائية سيشكل سابقة خطرة، تشجع الديكتاتوريات الأخرى في جميع أنحاء العالم. ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن مصعب أبو قتادة من مجلس دمشق العسكري قوله: quot;الأسد حصل على الضوء الأخضر من المجتمع الدولي، والرسالة التي حصل عليها هي أن بإمكانه أن يقتل شعبه بالوسائل التقليدية، لكن ليس بالأسلحة الكيميائيةquot;. وقال طارق الدمشقي، وهو ناشط يبلغ من العمر 30 سنة من منطقة الغوطة الشرقية، التي كانت أكثر المناطق تضررًا في الهجوم الكيميائي في 21 آب (أغسطس) التي تقول ادارة أوباما إنه أدى إلى مقتل 1429 شخصًا، إنه لا يشعر بالأمل الآن بأن أي تدخل عسكري سيحصل.
وأضاف: quot;نحن نشعر بخيبة أمل عميقة، فكل شيء مجرد لعبة سياسية، ولو أرادوا ضرب الأسد لفعلوا ذلك على الفور، من دون تأخير وبدون سابق إنذارquot;.
الأسد سيصعّد
جاء إعلان أوباما بمثابة صدمة للسوريين الذين استعدوا لضربة أميركية بعد مغادرة مفتشي الامم المتحدة، الذين كانوا يحققون في الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيميائية في سوريا. وقال لإميل حكيم، محلل شؤون الشرق الأوسط في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، إن الضربات المحدودة والضيقة التي اقترحها أوباما من غير المحتمل أن تحدث تغييرًا كبيرًا في التوازن العسكري في البلاد. وبحسب ما أفاد به شهود لواشنطن بوست، عمل الجيش السوري على مدار الأسبوع على نقل القوات والمعدات من القواعد العسكرية إلى المباني المدنية والأحياء السكنية. وفي المدن الرئيسية مثل حمص ودمشق، وصل الجنود في حافلات وتمركزوا في مهاجع الجامعة، كما تحدث السكان عن نقل المدفعية والدبابات إلى المناطق السكنية. قال حكيم: quot;الضربات التي تعلن عنها الولايات المتحدة مسبقًا لن تكون كبيرة، كل ما سينتج عنها هو تدمير بعض المبانيquot;، مشيرًا إلى أن تردد أوباما في التصرف سيعزز الانطباع بين مؤيدي الأسد بأن الغرب لا يريد تغيير النظام في سوريا. وأضاف: quot;كل هذا يخلق المزيد من الغموض على أرض الواقع، فالأسد سيصعّد ويستمر بقتل الناس بالأساليب التقليديةquot;. ولا يرجح الخبراء الغربيون أن يخاطر الأسد بإغضاب الولايات المتحدة أكثر عبر الانتقام مباشرة من إسرائيل أو حلفائها الإقليميين، مثل الأردن و تركيا. وقال محمد عبيد، وهو محلل سياسي في بيروت ومقرب من الحكومة السورية: quot;في حال لم تهدد الضربات بقاء الأسد، من المحتمل أن تمتص سوريا الضررquot;.