تنصتت المخابرات الألمانية على اتصال بين مسؤول في حزب الله ومسؤول في السفارة الإيرانية في برلين، فسمعت اللبناني يقول للإيراني: أخطأ الأسد بالكيميائي. وذلك بعدما اتهم هاشمي رفسنجاني الأسد صراحة بقتل شعبه بالسلاح الكيميائي.


بيروت: من يقرأ الصحف الأوروبية هذه الأيام، يجدها تتهافت وراء أي دليل على استخدام النظام السوري سلاحه الكيميائي في ريف دمشق. فبعد quot;لو جورنال دو ديمانشquot; الفرنسية، وquot;غارديانquot; البريطانية، تدخل quot;شبيغلquot; الألمانية هذا السباق المحموم، من خلال تقرير نشرته على موقعها الالكتروني، قالت فيه إن الاستخبارات الخارجية الألمانية عرضت على القياديين الأمنيين في ألمانيا دليلًا على استخدام النظام السوري الأسلحة الكيميائية في غوطة دمشق.

وأفاد الخبر بأن رئيس الاستخبارات الألمانية الخارجية شيندلر قدم خلال ندوة سرية، عقدها مع بعض القياديين الأمنيين، دليلًا على استخدام نظام الأسد السلاح الكيميائي، إذ تنصتت الاستخبارات على أحد المسؤولين رفيعي المستوى في حزب الله خلال حديث هاتفي أجراه مع أحد المسؤولين في السفارة الإيرانية في برلين.

فالمسؤول في حزب الله استعمل عبارة تؤكد أن الرئيس السوري بشار الأسد استخدم الأسلحة الكيميائية في غوطة دمشق في 21 آب (أغسطس) الماضي، إذ قال إن الأسد أصبح عصبيًا للغاية، وإنه ارتكب خطأ كبيرًا باستخدامه الغازات السامة. كما أوضح الخبر أن التسجيل بين المسؤولين الإيراني واللبناني قد يمثل دليلًا إضافيًا للمجتمع الدولي على أن الأسد استخدم الكيميائي.

ترجمة حرفية

والمضحك في المسألة أن بعضًا من أهم الأدلة، التي يمكن أن تثبت تهمة استخدام السلاح الكيميائي على الأسد، يأتي من أبرز حلفائه، أي من إيران وابنها المدلل حزب الله. فقبل يومين، نشر موقع quot;بلاغquot; الإيراني تسجيلًا صوتيًا لهاشمي رفسنجاني، رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران، يحمّل فيه النظام السوري مسؤولية استخدام الأسلحة الكيميائية ضد شعبه. لكن مرضية أفخم، المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية، سارعت إلى نفي الخبر، متحدثةً عن تحريف طال أقوال رفسنجاني.

إلا أن الترجمة الحرفية للملف الصوتي المنشور على موقع بلاغ تؤكد الخبر، إذ تأتي حرفياً: quot;سمعتم الأنباء عن أن أميركا والغرب عمومًا وعددًا من الدول العربية أعلنوا الحرب على سوريا، وفي كل لحظة ننتظر سماع دوي الصواريخ والقنابل، الله يرحم الشعب السوري، الذي عانى خلال العامين الماضيين الكثير من الأضرار، وقدم ما يزيد عن 100 ألف قتيل وثمانية ملايين من المشردين في الداخل والخارج، والسجون ممتلئة بالناس، وباتت لا تكفي فتم تحويل بعض الملاعب إلى سجونquot;.

وتابع قائلًا: quot;الشعب السوري يتعرض لظروف قاسية، يتعرض من جهة للقصف الكيميائي بواسطة حكومته، وينتظر اليوم من جهة أخرى القنابل الأميركيةquot;.

ضجة في إيران

يذكر أنّ كلام رفسنجاني أثار ضجة كبيرة في إيران، إذ شنت وسائل إعلام متشددة موالية للمرشد الأعلى علي خامنئي حملة استنكار واسعة ضد اتهام رفسنجاني لنظام بشار الأسد، واتهمت كلامه بأنه يصب في صالح وسائل الإعلام الأميركية والإسرائيلية والبريطانية، ويخالف خط الإمام الخميني. فامتنع موقعه الرسمي عن نشر كلمته، بينما نشرتها مواقع أخرى مجتزأة، من دون الفقرة التي أشار فيها إلى استخدام الأسد الأسلحة الكيميائية ضد شعبه.

لكن مواقع إيرانية أخرى أكدت أن رفسنجاني حمّل النظام السوري مسؤولية القصف الكيميائي في الغوطة الشرقية، الذي راح ضحيته ما يزيد عن 1400 مدني سوري، قام موقع محلي في إقليم مازندران بنشر التسجيل الصوتي لرفسنجاني.

ورأت فاينانشال تايمز البريطانية في تصريح رفسنجاني، تبدلًا في الموقف الإيراني تجاه الحرب الأهلية السورية، بينما عدّها المحللون إنذارًا للحكومة الإيرانية بمراجعة موقفها الداعم للأسد، لأن موقف رفسنجاني يعبر عن موقف الملايين من الإيرانيين يفتقرون إلى الجرأة للتعبير.