تستعد حاملة الطائرات الأميركية quot;نيمتشquot; للمشاركة في الحرب المرتقبة ضد سوريا، إذ يمكنها إطلاق 300 طن من القنابل والصواريخ في موجة هجومية واحدة، وتمكنها مفاعلاتها النووية الأربعة من الإبحار لمدة 50 عامًا، طالما أنها ليست بحاجة للتزود بالغذاء لطواقمها، كما تحوي بداخلها قاعات سينما وحمّامات سباحة.


القاهرة: في الوقت الذي صادقت لجنة الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي على توجيه ضربة عسكرية لسوريا، تتجه صوب مياه البحر الأحمر للمشاركة في تلك المهمة، حاملة الطائرات الأميركية العملاقة quot;نيمتشquot;، التي لا يوجد مثيل لقدراتها في معظم الأسلحة البحرية لمختلف دول العالم، وفق تقديرات عسكرية في واشنطن، فالولايات المتحدة تمتلك ما يربو على عشر حاملات طائرات، تحمل جميعها اسم الأدميرال الأميركيquot;تشيستر نيمتشquot;.

300 طن قنابل وصواريخ في موجة الهجوم

وتستطيع السفن الأميركية من هذا الطراز أن تحمل على متنها عشرات الطائرات الحربية والمروحيات، ومن خلال المفاعلات النووية التي تحويها هذه السفن يمكنها الإبحار في عرض البحار والمحيطات لمدة 50 عاماً كاملة، واعتماداً على طائراتها الحربية تستطيع السفن التي يدور الحديث عنها إطلاق ما يزيد عن 300 طن من القنابل والصواريخ في موجة هجومية واحدة، ولعل هذه القدرات هي التي خلعت على السفينة quot;نيمتشquot; لقب اكبر سفن العالم.

ووفقاً لمعلومات موثقة نشرتها صحيفة ماكوريشون العبرية، دخلت السفينة الأولى في عائلة quot;نيمتشquot; الخدمة العسكرية عام 1975، ويبلغ وزن حاملة الطائرات الواحدة من هذا النوع 102 ألف طن، بينما يبلغ طولها 330 متراً، ومن خلال أربعة مفاعلات نووية على متنها تقوم بتزويدها بالطاقة بقوة 250 ألف حصان، تصل سرعة السفينة إلى 60 كيلومتراً في الساعة، كما تمكنها تلك المفاعلات من البقاء في عرض البحار والمحيطات لمدة خمسين عاماً كاملة، نظراً لأن مدى هذه المفاعلات غير محدد، ما يجعلها غير مضطرة للرسو في أي مكان، طالما إنها لا تحتاج لتزويد طاقمها بالماء أو الطعام.

ويصل عدد طاقم السفينة الواحدة من هذا النوع إلى 6.000 شخص، كما أنه بمقدور السفينة الواحدة أن تبسط ثمانية أجنحة، لتكون ممراً لإقلاع وهبوط الطائرات الحربية، وبعبارة أخرى تستطيع حاملة الطائرات quot;نيمتشquot; حمل ما بين ثلاثة إلى أربعة أسراب من الطائرات الحربية، ويمكن إجمال ذلك في 90 آلية جوية من أنواع وأحجام مختلفة.

عمليات سرية في حرب الخليج وأفغانستان

وقامت حاملة الطائرات الأميركية quot;نيمتشquot; بالعديد من العمليات السرية، حينما حملت على متنها قوات خاصة، لتنفيذ مهمات معروفة بـ quot;حفظ السلامquot;، كما قادت حاملات الطائرات من هذا النوع معارك جوية خلال حرب الخليج وأفغانستان.

ولا تُبحر حاملة الطائرات الأميركية من هذا الطراز بمفردها، وإنما تشكّل محوراً لقوات المهام، إذتحوي كل قوة مهام علىسفن حاملة للصواريخ، سفن مضادة للغواصات، إمداد، توجيه، وغيرها، ما يعني انه إذا اتجهت quot;نيمتشquot; لسوريا، فإنه لابد أن يرافقها ما لا يقل عن خمس مدمرات.

وعند النظر إلى عُمق حاملة الطائرات الأميركية quot;نيمتشquot;، بحسب معلومات صحيفة ماكوريشون العبرية، يُلاحظ وجود عدد من الهناجر العملاقة، التي تحوي بداخلها معظم الطائرات الحربية، وتدخل الطائرات في هذه الهناجر عبر مدرج يمر على أربعة ادوار بطول السفينة وعرضها. ويدير الحركة على متن السفينة ضابط مناوب واحد، لا تزيد مدة خدمته عن أربع ساعات، ويكون هذا الضابط مسؤولاً عن تأمين وتشغيل السفينة بما في ذلك أجهزة الرادار، الاتصالات، الفحص الاعتيادي، تلقي التقارير، الرقابة على طاقم التعقب، وتنفيذ جدول الأعمال اليومي لحاملة الطائرات.

ويعاون الضابط المناوب مدير دفّة، مسؤول عن توجيه السفينة، وآخر مكلّف بتشغيل المحركات، ويكون على اتصال دائم بالغرفة الفنية المسؤولة عن صيانة المحركات، فضلاً عن مراقب، مسؤول عن الملاحة، ضابط مسؤول عن متابعة الحالة الجوية، وآخر مسؤول عن إدارة جدول أعمال السفينة.

بزّات عسكرية ملونة وفقاً لمهمة أصحابها

في وسط السفينة يوجد مركز معلومات الحرب، وهو بحسب دوائر عسكرية متخصصة عين وأذن السفينة، ويضم منظومات كاشفة للجو، وعدداً ليس بالقليل من المنظومات الالكترونية المتطورة، ويتواجد في هذا المركز ضابط تكتيكي مناوب، يساعد ربان السفينة على إدارتها، ودمج الجانب البحري بنظيره الجوي.

وفي الجانب العلوي لمنتصف السفينة يقبع ضابط يوصف بأنه القائد الجوي، بمعنى أنه لا يجوز لأية طائرة الصعود على متن السفينة إلا بأوامر مباشرة منه، بالإضافة إلى أن أية حركة للطائرات على متن السفينة أو داخل الهناجر تكون تحت إمرته، ويرتدي هذا القائد بزة عسكرية صفراء كُتب عليها منصبه على السفينة، بينما يرتدي مساعده بزة عسكرية خضراء.

وعلى متن سطح السفينة عينها عدد كبير من المعاونين، يرتدي كل واحد منهم بزة عسكرية بلون مختلف عن الآخر، وفقاً لمنصبه والدور الذي يقوم به، فالملاحون الذين يرتدون اللون الأصفر على سبيل المثال، مسؤولون عن ارشاد الطائرات لطريقها على الممر بعد وزن كل واحدة منها، وتنسيق قوتها وفقاً لسرعة الرياح.

أما quot;الموجّهquot; فهو المسؤول عن انطلاق الطائرة من السفينة إلى الجو، ورغم أن مهمته تبدو صغيرة إلا أنها في غاية الأهمية، إذ انه يمكن أن تُقلع طائرة من على متن السفينة كل 20 ثانية، فتنطلق في سرعتها من quot;صفرquot; كيلومتر في الساعة إلى 225 كيلومتراً في الساعة خلال ثانيتين فقط.

أما الطواقم التي ترتدي البزات العسكرية ذات اللون الأخضر على متن السفينة، فهي المسؤولة عن عمليات الإمداد والتموين، بينما يرتدي البزات البيضاء الطواقم المسؤولة عن عمليات المراقبة الجوية، وكذلك الضباط المعنيون بتوجيه الطائرات عند الهبوط، وهم في الأصل طيّارون مخضرمون، ونظراً للمهام الصعبة التي يقوم بها قائدو الطائرات، فإن هؤلاء الضباط مخولون منح قائدي الطائرات الحربية الأنواط والنياشين العسكرية.

أما الطواقم التي ترتدي بزات عسكرية بيضاء في مقدمتها صليب أحمر، فهي الطواقم الطبيّة، بينما يرتدي البزات البنفسجية طواقم تزويد الطائرات بالوقود، ويرتدي البزات الحمراء الطواقم المكلّفة بعمليات الإطفاء، وترتدي طواقم الإنقاذ بزات عسكرية زرقاء، ويشاركهم في اللون عينه قائدو الجرارات.

أمسيات موسيقية وسينما و120 ألف بيضة

من يحاول مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية العملاقة quot;نيمتشquot;، سيفاجئ بأنها مهمة صعبة للغاية، فالسفينة مزودة بمنظومة رادار عالية التقنية، بعضها يطير لمدى قصير، كما أن وسائل الدفاع الأولية بطبيعة الحال هي الطائرات، ومن يستطيع الهرب أو الخلاص من الطائرات، تواجهه السفن بوابل من الصواريخ المتطورة المضادة للطائرات، وهي منظومات تحيط السفينة من كل جانب وفي أي وقت، بالإضافة إلى صواريخ مضادة للطائرات لا يزيد مداها عن 8 كيلومترات من موقع السفينة، فضلاً عن منظومات صاروخية من طراز quot;فلنكسquot;، التي تستطيع إطلاق 6.000 قذيفة في الدقيقة الواحدة فقط.

نظراً لعدد أفراد طواقم السفينة الهائل، يحتاج هؤلاء لكميات كبيرة من الطعام يومياً، إذ يعد الطهاة في مطعم السفينة ما لا يقل عن 18 ألف وجبة غذاء كل يوم، لتضم 11 طناً من اللحوم، و120 ألف بيضة. وتحت قيادة ضابط الوحدة الطبية توجد بالسفينة عيادة طبية، وأخرى لعلاج الأسنان، وغرف لإجراء العمليات الجراحية، بالإضافة إلى معمل لعلاج حالات الإصابة بالأسلحة الكيميائية والبيولوجية.

وفي الجزء السفلي للسفينة تتواجد قاعات العرض السينمائي، للترفيه عن أفراد طواقم السفينة. وفرع للبريد، مطاعم للوجبات السريعة، كوافير، بالإضافة إلى صالة للألعاب الرياضية وحمامات سباحة. وتحوي كل حاملة طائرات من طراز quot;نيمتشquot; صالة تلفزيونية، ومحطة إذاعية خاصة بها، وتخلي إدارة السفينة هناجر الطائرات الواسعة مرتين في الأسبوع لإقامة أمسيات موسيقى الـ quot;كاريوكاquot; والرقص للترفيه عن أفراد طواقم السفينة.

ويؤكد المراقبون العسكريون أن توفير تلك الخدمات وسبل الحياة والراحة، يعود إلى أن طواقم السفينة بداية من ربانها لأصغر رتبة عليها، يبتعدون عن منازلهم لمدة لا تقل في كثير من الأحيان عن ستة أشهر كاملة، وهو الأمر غير المعتاد في فقه المؤسسة العسكرية الأميركية، التي تمنح أفرادها عطلة كل أسبوعين على الأقل لزيارة منزله وأسرته.