بعد موافقة لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي على التدخل العسكري في سوريا، هل بدأ العد العكسي للضربة المنتظرة منذ فترة على سوريا؟ وما الهدف الرئيسي من تلك الضربة، وأي ارتداد لها على لبنان؟.

بيروت: يرى الكاتب والمحلل السياسي عادل مالك في حديثه لـquot;إيلافquot; أن ليس لموافقة لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ على التدخل العسكري في سوريا، ليس لها الكثير من الاهمية، فهي لجنة مصغّرة قد لا تعكس وجهة نظر مجلس الشيوخ بكامله، والفارق بين 10 اصوات أيدت و7 عارضت، يُعطي فكرة عن عدم اقتناع كامل اعضاء مجلس الشيوخ الاميركي بتوجيه ضربة الى سوريا، ويتابع مالك :quot; علينا أن نتأكد أن الرئيس الاميركي باراك اوباما لجأ الى تحويل الموضوع الى الكونغرس كسبًا لمزيد من الوقت لا غير، لأنه بحسب الدستور الاميركي بإمكان اوباما أن يتوجه الى هذه الضربة العسكرية quot;المحدودةquot; الى سوريا، بمعزل عن الكونغرس، لكنه شاء أو لا يزال يفضل أن يمنحه الكونغرس نوعًا من المظلة الواقية تأييدًا لخطوته في سوريا.

عواقب كثيرة

عن عواقب التدخل الاميركي في سوريا على المنطقة ككل يشير مالك الى أن في الوقائع اوباما اكد منذ فترة وبشكل قاطع أن النظام السوري هو الذي استخدم الاسلحة الكيميائية، في حين يقابل الروس هذا المنطق، بآخر كشف عنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الساعات القليلة الماضية، عندما قال إن روسيا تملك ملفًا كاملاً متكاملاً يظهر بما لا يدعي الشك، أن الجيش السوري الحر هو من اطلق هذا النوع من السلاح.

ويتابع مالك:quot; هذا الموضوع يُدخل الشرق والغرب بمواجهات جديدة، ويؤكد نشوب الحرب الباردة التي كانت سائدة في حقبة الستينات والسبعيناتquot;.

واليوم، يضيف مالك، علينا انتظار قمة العشرين التي تبدأ الآن في روسيا، لمعرفة اذا ما كان بالامكان جمع اوباما ببوتين، في محاولة أخيرة للتوصل الى تسوية ما قد تمنع حدوث الضربة على سوريا.

ويلفت مالك الى أن تأثير الضربة الاميركية على سوريا في حال حصلت، سيكون كبيرًا جدًا، واستنادًا الى ما يقوله اوباما، إن الضربة ستكون quot;محدودةquot; جدًا، في هذا المعنى يُفهم من كلام اوباما أنه يريد تحجيم قدرات الرئيس السوري بشار الاسد عسكريًا، لمنعه من المضي في استخدام كافة انواع الاسلحة ضد المعارضة، الممثلة بالجيش السوري الحر وغيره، ويؤكد مالك، أنهquot; يُلاحظ في كل تلك القضية التضخيم الاعلامي المتعمّد من الجانب الاميركي، لتبرير الضربة التي سيقدم عليها ضد نظام الاسد، ويجب التنبه الى ما أكده مرارًا الرئيس الاميركي، أن أي ضربة اميركية، ايًا كانت طبيعتها ومدتها لا تستهدف تغيير النظام، والمقصود بالضربة، الحد من قدرة بشار الاسد، ومنح قوة معنوية ومادية للجيش السوري الحر في صراعه مع الاسد.

وعاجلاً أم آجلاً، يؤكد مالك، الامور ستسير الى الحل السياسي، لكن الذي يمكن أن تنفّذه الضربة العسكرية أنها quot;تحجِّمquot; قدرات الاسد من جهة وتمنح المعارضين نوعًا من التأييد النوعي، الامر الذي يسهّل الذهاب الى جنيف 2، في ظل الظروف الجديدة التي ستنشأ عن هذه الضربة، رغم ذلك المفاجآت لا تزال واردة، وانما الموضوع لا يزال بين المصالح الاميركية والروسية في المنطقة، والتي ادخلت الضربة في نزاع بين الشرق والغرب.

والضربة الاميركية على سوريا، بحسب مالك، لا تحصل على موافقة شعبية في كل انحاء العالم.

لبنان أول المتضررين

وبحسب مالك، فإن لبنان سيكون اول المتضررين من الضربة الاميركية على سوريا، فمن الناحية العملية في ظل التصعيد الاعلامي، تُلاحظ حركة نزوح كبيرة جدًا من سوريا الى لبنان، اتقاءً لضربات محتملة، وهذا يضيف قلقًا جديدًا الى مسؤوليات السلطة في لبنان لمواجهة المزيد من النازحين واللاجئين.

ماذا عن الموضوع الامني في لبنان، هل نحن امام حرب اقليمية اذا ما تدخّل حزب الله ؟ يجيب مالك أن هنالك حربًا اعلامية على مختلف الجبهات، وكلنا نعلم ما هي النتائج النفسية لمثل هذه الحملات التصعيدية، ولكن لم يحِن الآوان بعد لحرب اقليمية شاملة لاكثر من سبب، ولكن عندما تبدأ الضربة، لا أحد يعرف كيف تنتهي.

في اسوأ الاحتمالات لا نتصور أن الامر سيؤدي الى تغيير النظام في سوريا، يخشى والخوف الاكبر دخول سوريا في مرحلة التقسيم المذهبي والطائفي، وحينها تسقط المنطقة بكاملها في نفق مظلم.