تحشد أميركا أحدث الأسلحة في ضربة تبدو وشيكة للنظام السوري، بينما تقف دمشق خلف دفاعات غير متطورة، قد لا يكون لها أي تأثير في المعركة.


لندن: التحضيرات العسكرية الأميركية والفرنسية على قدم وساق، تحضيرًا لضربة تحضر للنظام السوري. فالسفن الحربية الأميركية والفرنسية منتشرة في أرجاء المتوسط، وخصوصًا في نصفه الشرقي، والقواعد الأميركية في المنطقة، وخصوصًا قاعدة أنجرليك في تركيا، تشهد نشاطًا غير اعتيادي.

الهجوم الأميركي - الفرنسي

بعدما كان الحديث الأميركي مقتصرًا على استخدام مكثف لصواريخ كروز توماهوك المجنحة، التي تزيد سرعتها قليلًا عن 800 كلم في الساعة، وقدرتها التدميرية عن 450 كلغ من المتفجرات، وتطلق من السفن والغواصات لتصيب اهدافها بدقة من دون أن تكشفها الرادارات، يبدو أن الأميركيين يريدون إقحام سلاحهم الجوي في المعركة، بعد أنباء عن اتساع رقعة الأهداف وزيادة عددها.

ومن المقاتلات الأميركية التي يفترض أن تشارك في الغارات الجوية على أهداف تابعة للنظام في سوريا طائرة أف-16، وهي طائرة مقاتلة خفيفة، تعد من أهم الطائرات المقاتلة التي ظهرت في أواخر القرن العشرين، إذ أتت استجابةً لمفهوم تطوير طائرة مقاتلة تجريبية خفيفة الوزن صالحة لجميع الظروف الجوية، وذات قدرات هجومية دقيقة لإصابة الأهداف.

وإلى جانبها ستغير طائرة أف-15 quot;إيغلquot;، المصممة لتحقيق تفوق جوي أميركي، بسبب إمكانياتها العالية وبعد مداها الذي يمكنها من ضرب اهداف خلف خطوط الجبهة. إلى ذلك، لا يمكن إلا أن تستخدم أميركا طائرات أف-22 quot;الشبحquot;، اليت تضرب أهدافًا دقيقة بالاستعانة بالأقمار الاصطناعية.

إلى جانب الولايات المتحدة، تقف اليوم فرنسا من دون غيرها، مستعدة لضرب أهداف محددة لها بسوريا بواسطة صواريخ سكالب متوسطة المدى، يتم اطلاقها من طائرات ميراج 2000 ومن مقاتلات رافال، يمكنها أن تنطلق من حاملة طائرات موجودة اليوم في المتوسط، وأو من القاعدة الجوية الفرنسية في الامارات.

الدفاع السوري

سواريخ سام الروسية المضادة للطائرات هي العمود الفقري لمنظومة الدفاع الجوي السورية. فدمشق تملك نحو 100 بطارية سام صاروخية مضادة للطائرات، وآلاف الصواريخ من طراز سام 14 وسام 16 وسام 18، التي تصطاد طائرات هلكوبتر بسهولة، إلى جانب صواريخ متطورة مثل صواريخ أس 300، و36 بطارية من صواريخ بانتسير أس 1 ، وثماني بطاريات من صواريخ تونغوشكا أم 1. وكذلك تمتلك سوريا نحو 1100 مدفع مضاد للطائرات.

وتعتمد الدفاعات السورية فعليًا على صواريخ أس 200 المضادة للطائرات، روسية الصنع، التي يتجاوز مداها 150 كلم، والقادرة على إصابة أهدافها بدقة متناهية، لكن المحللين العسكريين يقولون إن هذه الصواريخ صارت قديمة، غير نافعة.

أما منظومة صواريخ أس 300 الروسية الحديثة للدفاع الجوي الصاروخي بعيدة المدى فهي مصممة لاصطياد الطائرات وصواريخ كروز، ومنها نسخ مطورة لاصطياد الصواريخ البالستية. لكن لم يتأكد بعد استلام دمشق هذه الصواريخ. كما تعتمد سوريا على صواريخ ياخونت بي 800 الروسية المختصة بتدمير السفن وتجاوز عمليات التشويش اللاسلكية الالكترونية.

ويقول المراقبون إن غياب منظومة أس 300 يعني أن سوريا تعتمد في هذه المعركة على أسلحة فقد فاعليتها مع الزمن، ولن تستطيع تنفيذ وعيدها برد حازم على الهجوم الأميركي، من الناحية العسكرية على الأقل.

ميغ-31

وبالرغم من أن أول أهداف الموجة الأولى من الضربة الضاروخية المتوقعة لسوريا هو شل سلاح الطيران الروسي، إلا أن هذا السلاح قد يتمكن من تهديد القطع الأميركية إن تمكن من النفاذ.

وهذا السلاح مؤلف من المقاتلة الاعتراضية ميغ-31 الروسية، التي تم تطويرها من نموذج طائرة ميغ-25 التي أثبتت قدرات قتالية عالية، بعد تجهيزها برادار من نوع زاسلون الذي يعمل بنظام الكاشف بالأشعة تحت الحمراء، والذي يستطيع اكتشاف وتدمير عشرة اهداف في آن واحد، من طائرات وصواريخ مجنحة تملك بصمة رادارية ضئيلة، من مسافة تصل إلى 200 كيلومتر.

كما تحمل ميغ-31 صواريخ موجهة ذات مدى 400 كلم، وتستطيع اسقاط الصواريخ المجنحة من ارتفاعات شاهقة، وضرب 24 هدفًا مختلفًا في وقت واحد، وحمل صواريخ مضادة للأقمار الصناعية.

أما الطائرات الأخرى، من طرازات ميغ وسوخوي المختلفة، فتعد مقاتلات عفا عليها الزمن، وتقادمت حتى خرجت من الخدمة الروسية، لكن النظام السوري ما زال يستخدمها في قصف المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة في سوريا، ويقول المراقبون إنها لا تملك فرصة النجاة أمام التفوق الأميركي.