موسكو: مشروع القرار الفرنسي حول سوريا "مرفوض"

نيويورك: اعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية فيليب لاليو لفرانس برس الثلاثاء ان فرنسا مستعدة لان تعدل، ضمن حدود معينة، مشروع القرار الذي تقدمت به حول سوريا والذي اعتبرت موسكو انه quot;مرفوضquot;. (التفاصيل)

واوضح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس الثلاثاء ان روسيا ترى ان مشروع القرار الفرنسي في الامم المتحدة حول الاسلحة الكيميائية السورية مشروع quot;لا يمكن قبولهquot;.

وقالت الخارجية الروسية في بيان ان quot;لافروف شدد على ان اقتراح فرنسا الموافقة على قرار يصدره مجلس الامن الدولي (...) مع تحميل السلطات السورية مسؤولية الاستخدام المحتمل لاسلحة كيميائية (هو اقتراح) لا يمكن قبولهquot;. (التفاصيل)

هذا فيماشدد الرئيسان فرنسوا هولاند وباراك اوباما على ضرورة quot;ابقاء كل الخيارات مفتوحةquot; في شان سوريا، مذكرين بانهما quot;يفضلان حلا دبلوماسياquot;، وذلك خلال اتصال هاتفي بينهما الثلاثاء وفق ما اعلنت الرئاسة الفرنسية.

وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان ان الرئيسين الفرنسي والاميركي quot;ذكرا بانهما يفضلان حلا دبلوماسيا (في سوريا) لكنهما شددا ايضا على اهمية ابقاء كل الخيارات مفتوحةquot; لتعطيل السلاح الكيميائي الذي يملكه النظام السوري وquot;ضمان تدميره في شكل تام وفعليquot;. (التفاصيل)

وبدأت فرنسا الثلاثاء التشاور مع شركائها في مجلس الامن الدولي بشأن مشروع قرار فرنسي حول الاسلحة الكيميائية في سوريا، كما اعلن دبلوماسيون.

واوضح هؤلاء الدبلوماسيون أن هذه quot;المحادثات غير الرسميةquot; شملت صباح الثلاثاء في المرحلة الاولى دبلوماسيين من فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا، وقد تدوم quot;عدة ايامquot;.

إلى ذلك، دعت شخصيات بارزة في المعارضة السورية الثلاثاء المجتمع الدولي الى التركيز على انهاء العنف الذي اودى بحياة عشرات الالاف وعدم اختزال الازمة السورية بمسألة الاسلحة الكيميائية في سوريا.

وقال منذر ماخوس ممثل المعارضة السورية في باريس في مؤتمر صحافي في العاصمة الفرنسية إن quot;المجازر تقع، وقتل اكثر من 100 الف شخص، كما أن ملايين السوريين اصبحوا نازحين ولاجئين، ويوجد 200 الف سجين يتعرضون للتعذيب كل يومquot;.

واضاف quot;علينا أن نركز على الامر الاساسي وأن لا نحصر الازمة السورية في مسألة الاسلحة الكيميائية التي اصبحت هي القضية للاسفquot;.

وتراجعت احتمالات شن عمل عسكري خارجي ضد النظام السوري الثلاثاء بعد أن اقترحت روسيا وضع الاسلحة الكيميائية السورية تحت الاشراف الدولي لتجنيب دمشق مثل هذا العمل العسكري.

ودانت المعارضة السورية المقترح السوري ووصفته بأنه مناورة سياسية لتأجيل أي عمل عسكري ضد النظام السوري والتسبب بسقوط مزيد من القتلى.

وقال ماخوس quot;لقد كان هناك قرار حاسم بالتدخل (العسكري) ولكن الوضع تغيّر تمامًاquot;، مشيرًا الى أن quot;الاقتراح الروسي بوضع ترسانة سوريا الكيميائية تحت الاشراف الدولي هو هدية للنظام في دمشق تجنبه التعرض لضربات جويةquot;.

من ناحيته، قال ميشال كيلو، المعارض السوري المسيحي الذي يتزعم جناحًا علمانيًا ليبراليًا من المعارضة السورية، إن الاحباط يتزايد بسبب التراجع الغربي.

وقال كيلو quot;يريدوننا ان نذهب الى جنيف (لاجراء محادثات سلام مقترحة) ولكن في الوقت نفسه فإنهم يسمحون للنظام بشن هجمات كيميائية وبعد ذلك يتراجعون عن التدخلquot;.

من جهة ثانية، ذكر متحدث باسم البيت الابيض الثلاثاء أن واشنطن ستجري مشاورات مع حلفائها حول جدية سوريا في تطبيق اقتراح وضع اسلحتها الكيميائية تحت الاشراف الدولي، الا أنها ستواصل حملتها لحشد الدعم لعمل عسكري محتمل ضد النظام السوري.

وجاءت تصريحات المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني لشبكة quot;ام اس ان بي سيquot; بعد ساعات من تأكيد سوريا موافقتها على الاقتراح الروسي بوضع اسلحتها تحت الاشراف الدولي والتخلص منها بعد ذلك.

وقال كارني quot;اجرينا وسنجري محادثات مكثفة مع اصدقائنا وحلفائنا الدوليين حول هذه العملية، وحول التقدم الى الامام وحول اختبار جدية السوريين في ما يتعلق بامكانية تخليهم عن مخزونهم من الاسلحة الكيميائيةquot;.

واضاف انه رغم أن سوريا تقول الآن إنها مستعدة للتخلي عن اسلحتها الكيميائية، فإن الرئيس الاميركي باراك اوباما سيواصل حشد الدعم لامكانية القيام بعمل عسكري.

واوضح ان اوباما quot;سيواصل حشد الدعم لدى الكونغرس ولدى الشعب الاميركي لفهم ودعم العمل الذي يقترحهquot;.

وقال وزير الخارجية الاميركي جون كيري الثلاثاء إن الولايات المتحدة تنتظر تسلم الاقتراح الروسي بشأن وضع اسلحة سوريا الكيميائية تحت اشراف دولي، الا أنها لن تنتظر طويلاً.

وقال كيري امام عدد من اعضاء الكونغرس إن وضع مخزون سوريا من الاسلحة الكيميائية تحت الاشراف الدولي قد يكون quot;الطريقة المثاليةquot; للتخلص من هذه الاسلحة، الا أنه حذر من أن ذلك قد يكون quot;صعبًا للغايةquot;.

قال وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل الثلاثاء إن التهديد الاميركي بشن عمل عسكري ضد سوريا يجب أن يظل مطروحاً لضمان نجاح الجهود الدبلوماسية لوضع الاسلحة الكيميائية السورية تحت الاشراف الدولي.

وقال هيغل امام اعضاء من الكونغرس الاميركي quot;جميعنا نأمل في أن يكون هذا الخيار هو الحل الحقيقي لهذه الازمة، ولكن علينا أن نبقى متيقظينquot;، مضيفًا أن التهديد الاميركي بشن عمل عسكري ضد دمشق يجب أن يظل quot;حقيقيًا وذا مصداقيةquot;.

إلى ذلك، دعمت سوريا طلب موسكو بأن تقوم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتحليل حول مخاطر ضربة عسكرية محتملة على المنشآت النووية في سوريا، حسب ما اعلن الثلاثاء السفير السوري لدى وكالة الامم المتحدة في فيينا.

وقال بسام الصباغ السفير السوري لدى الوكالة quot;ننضم الى طلب اتحاد روسيا بأن تقوم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتحليل لمخاطر هجوم محتمل على هذه المنشآتquot;.

وصرح للصحافيين على هامش اجتماع مجلس حكام الوكالة المنعقد في جلسة مغلقة هذا الاسبوع في فيينا: quot;نؤكد ايضًا للمدير العام (يوكيا) امانو أن لوكالة الطاقة التفويض والمسؤوليةquot; للقيام بالتحليل.

وعارضت واشنطن الاثنين اجراء مثل هذا التحليل واعتبرت أنه يدخل في اطار quot;التكهنات الى حد كبيرquot; وانه يتجاوز صلاحيات الوكالة.

وطلبت روسيا الاسبوع الماضي من الوكالة تقديم تحليل حول مخاطر التدخل العسكري على مفاعل مصغر يولد نترونات ومنشآت سورية أخرى، محذرًا من عواقب quot;كارثيةquot; اذا اصيب المفاعل.

وبحسب روبرت كيلي من المعهد الدولي لابحاث السلام في ستوكهولم فإن قلب هذا المفاعل المدفون في موقع في الصحراء على بعد حوالي 15 كلم من دمشق quot;بحجم عبوة دهانquot;.

واكد انه اذا اصيب الموقع quot;فلن يكون لذلك أي مفعول على المناطق المجاورةquot;. اما الموقع المجاور لجعل الاطعمة مشعة الذي يستخدم اشعة غاما فيعتبر هدفًا اكثر خطورة وقصفه قد يفضي الى انتشار مواد مشعة وسيستلزم الامر عملية لازالة التلوث في شعاع قطره مئات الامتار، حسب ما اعلن خبير لفرانس برس.

ويتضمن المفاعل المصغر المولد للنترونات كليوغراما من اليورانيوم العالي التخصيب، وبالتالي يمكن استخدامه لاغراض عسكرية بحسب وكالة الطاقة الدولية. وقال امانو إن ذلك لا يشكل quot;سوى كمية صغيرةquot; لكنه رفض التعليق على العواقب المحتملة اذا اصيب هذا المفاعل.

وروسيا الدولة الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي تعارض أي تدخل عسكري في سوريا ردًا على الهجوم الكيميائي في 21 اب/اغسطس الذي حملت واشنطن نظام بشار الاسد المسؤولية عنه.