معلولا المسيحية في سوريا جريحة اليوم، موت وقتل وخطف، وجرحها يطال معظم مسيحيي المشرق الذين باتوا مهددين في بقائهم في ظل الاحداث في المنطقة.

بيروت: تتوالى الاخبار حول بلدة معلولا المسيحية في سوريا، الموت والخطف والقتل يهدد ابناءها ويطرح سؤالاً مصيريًا حول وضع مسيحيي سوريا عمومًا ومسيحيي الشرق بصورة خاصة في ظل التغيرات التي تشهدها المنطقة والحراك العربي فيها.

يقول النائب سليم سلهب في حديثه لquot;إيلافquot; ان معلولا التي لها رمزية تاريخية بالنسبة للمسيحيين المشرقيين، لا موقع استراتيجي لها من اجل القيام بمعركة فيها، ويطرح سلهب سؤالاً حول الموضوع ويقول :quot; ما الذي حصل اليوم من اجل القيام بمعارك في معلولا؟ من حيث المبدأ لماذا يريدون حصار معلولا والدخول اليها، وما هي النتائج الاستراتيجية المنتظرة من ذلك؟

ويلفت سلهب الى ان هناك خوف بمناطق اخرى على المسيحيين في سوريا، ففي بلودان السورية مثلاً بدأ الاهالي يخافون من ان يصيبهم مصير معلولا، وبلودان مدينة ذات كثافة مسيحية كبيرة، وقد تواصلنا مع الاهالي هناك الذين اعلنوا عن خشيتهم ومخاوفهم من ان يواجهوا مصير معلولا ذاته.

مسيحيو لبنان

عن وضع المسيحيين اليوم في ظل التهديد باحزاب اسلامية متطرفة يؤكد سلهب ان وضعنا اليوم كمسيحيين في المشرق يتمحور حول عدم رؤية موحدة تجمعنا، في لبنان خصوصًا، ولكن كتكتل تغيير واصلاح لدينا موقفنا وهو ضد التطرف الديني مهما كان الدين ومن اي طرف كان، جميعنا مع الاعتدال ومع الوصول الى دولة مدنية اكثر من كوننا دولة طائفية ذات طابع ديني حتى لو كان طابعًا معتدلاً.

هل فعلاً هناك خوف على مسيحيي لبنان كما ان هناك اليوم خوفًا على مسيحيي سوريا؟ يؤكد سلهب ان الخبرة علمتنا بعد الاحداث التي جرت في العراق حيث كان الجيش الاميركي متواجدًا، وهو اقوى جيش في العالم كان يحتل العراق، رغم ذلك رأينا النتائج على مسيحيي العراق وما الذي حصل معهم، اكبر جيش في العالم لم يستطع ان يحمي الاقليات المسيحية الموجودة في العراق، وقد اضطرت هذه الاقليات الى الهجرة بطريقة مأساوية، من هنا الخوف كبير على مسيحيي المشرق ككل لان ما يحصل اليوم حرب طائفية مذهبية مع مختلف الفرقاء، وهو امر مخيف، ان تدخل كل الاحزب والطوائف بحرب في ما بينها، من اجل ان تبقى اسرائيل دولة يهودية مرتاحة على وضعها، ولا احد عند العرب يطالب بما يضرها.

لماذا هذا الاستهداف الدائم للمسيحيين في الشرق الاوسط؟ يجيب سلهب لانهم اقلية، واليوم اصبحوا ضعفاء، ان كان في الادارة او الحكم او السياسة، والضعيف دائمًا مستهدف اكثر من غيره، ولا نزال نسبيًا صامدين اذا ما قارنا انفسنا ببعض الدول العربية، لا يزال مسيحيو لبنان يتمتعون بمراكز في الادارة والقرار السياسي ولا نزال نتعاطى بامورنا السياسية، بينما في دول اخرى الاقلية المسيحية لا تتعاطى باي شأن سياسي، ولا يُنتخبون بل يتم تعيينهم، وهذا يعني الا حقوق مدنية لهم مكتسبة بالحد الادنى، لذلك نشهد ان الاقليات المسيحية في المشرق العربي هي التي تدفع الثمن في البدء.

لا دعم غربي

وفي ظل غياب اي دعم غربي لمسيحيي المشرق يرى سلهب ان دول الغرب لا يهمها سوى مصالحها الآنية، من هنا لا يمكن الاتكال على الغرب والقول انه سيحمينا كمسيحيين، اذا استطعنا وضع انفسنا بموقع يكون للغرب مصلحة فيه، عندها يهتم الغرب بنا، وحتى الآن لم نضع انفسنا بموقع يكون الغرب بحاجة الينا اقتصاديًا ولهم مصالح عندنا.

ويلفت سلهب الى موقف بابا روما الاخير الاسبوع الماضي، الذي دعا الى نبذ الحرب في سوريا، وطلب من الجميع الصلاة من اجل عدم حصول الحرب.

هل يبقى المسيحي مستضعفًا في الشرق؟ يرى سلهب ان الامر يعود الى كيفية تصرف المسيحيين في لبنان خصوصًا، اذا عرفنا تثبيت موقعنا في البلد، من الممكن ان يكون لبنان مرآة لسائر الدول، من خلال اخذ لبنان نموذجًا كي يعود مسيحيو المشرق لمواقعهم ونفوذهم.