قلّت الحركة في المجمّعات التجارية في لبنان بسبب شائعات سرت بأنها ستكون مستهدفة في المستقبل بالتفجير، ما حدا ببعض المواطنين الى تجنّبها خوفًا على حياتهم.

بيروت: بعد تفجير الضاحية في 15 آب /اغسطس الماضي، وتفجيري طرابلس في 23 من الشهر ذاته، سرت شائعات كثيرة في لبنان ومن بينها ارسال رسائل قصيرة عبر الهاتف الخلوي مفادها أن المجمّعات التجارية ( المولات) ستكون الهدف التالي للتفجير في لبنان.

البعض صدّق هذه الشائعات وامتنع عن الذهاب للتبضع في بعض مولات بيروت، ما اثّر على الحركة الاقتصادية في لبنان.

في أحد المولات الكبرى في بيروت، تبدو الحركة اقل بكثير من الايام السابقة، لينا خيرالله قصدت المول رغم التحذيرات الكثيرة التي سمعتها من هنا وهناك، وتؤكد أن اليوم كل المنشآت الكبيرة في لبنان مهددة، من مراكز العمل الى مدارس الاولاد، ونحن بذلك لا نستطيع ايقاف حياتنا منتظرين التفجيرات وما ستحدثه من مخاوف في نفوسنا.

تتحدث خيرالله عن صديقتها التي رفضت مرافقتها مما اضطرها للذهاب وحدها للتبضع، وتقول إنها ترفض رفضًا قاطعًا الذهاب الى أي مول تجاري أو حتى الاقتراب منه على بعد امتار، وهذا الخوف تتشارك به معظم صديقاتها اللواتي فضّلن أن ينتظرن ما سيحدث في المستقبل بعد التهديد بأن الانفجارات ستستهدف ايضًا المجمّعات التجارية.

لا خوف من التفجيرات

رالف زيدان كان برفقة زوجته يتبضعان من اجل مولودهما الجديد، ويقول إنه قصد المول رغم التهديدات التي سمعها، لأنه يستطيع أن يجد فيه اختيارًا اكبر، مع وجود مساحات هائلة لألبسة الاطفال والاولاد، وهذا لا يستطيع أن يؤمنه أي محل تجاري آخر صغير.

ويقول إنه سمع بالتهديدات للمولات في لبنان، من خلال رسائل على الهاتف الخلوي، وهو لا يصدّق كل هذه التفاهات، لان من يريد أن يفجّر مكانًا لا يرسل للناس عن مكان التفجير.

شل الاقتصاد

ليال عون كانت برفقة اصدقائها في احد المطاعم التابعة للمجمّع التجاري وتتحدث عن الشائعات التي طالت معظم القطاعات، وبرأيها الامر كله يدخل ضمن الشائعات ولشل الحركة الاقتصادية في لبنان اكثر، ومن يقوم بذلك هم اعداء لبنان، الذين هرّبوا السيّاح هذا العام ولم يبقَ في لبنان اي سائح، لا عربي ولا خليجي ولا أجنبي، والامر برأيها يدخل ضمن خطة مبرمجة لقتل اقتصاد لبنان وهو الآن، أي الاقتصاد اللبناني، في غرفة العناية الفائقة.

جميل غزال قصد المجمع التجاري لاضطراره شراء أحد المنتوجات التي لن يجدها خارجًا، ولم يكن ليقصد quot;المولquot; لولا حاجته الملحة لذلك، وهو سمع بالتهديدات التي اطلقت عبر الرسائل الالكترونية والرسائل القصيرة على الهواتف الخلوية، وبرأيه quot;لا دخان من دون نارquot;، ورغم اقتناعه بأن المجمّعات التجارية تقوم بواجبها من خلال التفتيش الدقيق للسيارات قبل أن تركن داخل المجمّع التجاري، الا أن يد الاجرام برأيه قد تكون اكثر فاعلية منها.

يؤكد فادي طعمة أنه كان يقصد المجمع التجاري كل يوم تقريبًا، اما اليوم وبعد تفجيرات الضاحية وطرابلس، فهو بات يقصد quot;المولquot; للضرورات فقط، ويؤكد أن الخوف لدى الجميع رغم ذلك نشاهد اليوم من quot;قلبه القويquot; ولا يهاب التفجيرات، وبرأيه معظم اللبنانيين اعتادوا على نغمة التفجيرات، ولم يعودوا يخشون كثيرًا ان يغامروا بأنفسهم، فاللبناني برأيه يحب الحياة ولن تقف التفجيرات في وجه تحول المواطن اللبناني العادي عن قصد مجمعات تجارية أو مدارس أو مراكز عمل باتت مهددة اليوم اكثر من أي وقت مضى بالتفجيرات.