زوجات مقاتلين سعوديين في سوريا: أخلفه غازياً... فيصبح معدداً!

الرياض: quot;فلان اتصلبزوجته يستأذنها في الزواج، فغضبت وقلت لماذا يخبرها ويمزق قلبها، إن لم يستطع الصبر، فلا يخبرها، لماذا يعذبها مرتين؟!، فهمتم؟quot;.

هذه رسالة من سمّى نفسه بالمشرقي، على صفحات quot;تويترquot;، فهمها المتابعون من النساء، ومن ثم عامة المتابعين، إذ تتلخص القصة في مقاتل سعودي ترك زوجته وأولاده وquot;نفرquot; إلى بلاد الشام يريد quot;الجهادquot;، كما يسمونه، ولكنه لم يستطع الصبر فاتصل بزوجته يطلب منها الإذن بالزواج من أخرى هناك.

في quot;تويترquot; باتت التفاصيل الصغيرة في الأزمة السورية وانعكاساتها الاجتماعية مغيبة لصالح وقعها السياسي أو الاقتصادي، ومن هنا يمكن النفاذ لبعض القصص التي يمكن أن تعكس صورة اجتماعية بانورامية لما يحدث، وهذه القصة إحداها.

نصيحة quot;المشرقيquot; أثارت كوامن النفوس في نساء المقاتلين السعوديين، فحفل الموضوع بشد وجذب انتهى كما فضلت بعض النساء بأن يُسكت عنه لكي لا يُتخذ ذريعة للطعن من quot;المجاهدينquot;.

تقول من رمزت لنفسها باسم (اللهم شهادة) :quot; كلام الاخ وطرحه موفق ومسدد وهو الصواب الله اعلم وإن كان مؤلماً، لكن في كل حال الامر صعب وايضًا النساء يختلفن فيه من ناحية اخباره لهاquot;. في تأييد صريح لوجوب إخفاء الأمر عن الزوجة الأولى، وهو ما استدعى أن ترد فتاة عازبة اسمها بثينة بأن تقول: quot; صدق من قال (ما يحس بالجمرة إلا واطيها)، والله لو شعرتِ بنصف ما يشعرن به لما قلتِ قولك! أحب لأخيك كما تحب لنفسكquot;.

رد بثينة حرك كوامن الحديث بين المتحاورين فتداخل رجال ونساء، إذ عادت (اللهم فاشهد) لتبين وجهة نظرها بأنها تحس بتلك النساء، وقالت أنها تطأ الجمر وتبتلعه أيضاً (...)، وتكمل بأنها قالت ذلك لكي quot;لا يُسب المجاهدونquot;، وأكدت على أنها ترى أن الحل يكمن في quot;هجرتهاquot; معه.

أما (آلاء القرشي) فكانت موافقة لما جاء في تغريدة المشرقي، وأرجعت الأمر إلى أن فطرة النساء تغلبهن، أما من ركز لنفسه باسم (يوميات أسير) فقال معاتباً :quot; الله يهديه ... يكفي أن فقده مزق قلبها وأقض مضجعها ... وهي صابرة محتسبه .. ثم يجازيها بهذا الخبر .. الذي كسر قلبها .. الله يسامحهquot;.

الأمر لم ينتهِ عند ذلك، بل إن كان هذا المقاتل قد طلب إذناً من زوجته فلربما كان غيره ممن فعلها دون أن يخبرها، كما نصح (المشرقي) في مطلع القصة، ولذلك يمكن القول إن تلخيص ذلك مناسب في تغريدة من أسمت نفسها (عقارب الساعة) حين قالت: quot; القضية شائكة وقد تفتح أبواباً لا داعي لها، الآن زوجات المجاهدين سيساورهن الشك والحيرةquot;.

هذه الحوارات وغيرها تأتي وكأنها في زوايا خلفية، فلا يدخل فيها غالباً سوى من انخرطوا بشكل أو بآخر في ما يعرف بالثورة السورية، الكثير من قصصهم تدور بينهم من دون أن تأخذ لها طريقاً للتعاطي الشعبي السعودي في ما يخص الأزمة السورية، ومن دون أن تكون أيضاً ثمة توضيحات لها من مفتي تنظيم القاعدة، الذين تعج بياناتهم بصورة شبه يومية حول التكفير والقتال والأسر وغيرها من مصطلحات القتل والقتال.

ومن جانب آخر وذي صلة، فلم تتطرق تلك النسوة لنوع ذاك الزواج إن كان يدخل في ما عُرف حديثاً بزواج المناكحة الذي يرفض أتباع القاعدة أن يوصموا به، رغم أن تقارير صحافية تحدثت عن ذلك وخصوصاً في تونس وتجنيد بعض الفتيات لهذا الغرض.