تشارك الناشطة الباكستانية ملالا يوسف زاي في حملة جمع الأموال لتنفيذ خطة واعدة، تعيد الأطفال السوريين اللاجئين في لبنان إلى مقاعد الدراسة، تحتاج إلى 500 مليون دولار.


بيروت: أزمة اللاجئين السوريين في الدول المجاورة لسوريا تزداد حدة، مع اقتراب الشتاء، ومع افتتاح موسم المدارس، إذ يجد أطفال سوريا اللاجئين في لبنان أنفسهم خارج الدوام المدرسي تمامًا. لكن غوردون براون، رئيس وزراء بريطانيا السابق والمبعوث الخاص للأمم المتحدة لشؤون التعليم، يسعى لتوفير فرص التعليم لهؤلاء المحرومين من بلادهم، بفعل الأزمة المستعرة منذ عامين ونصف العام.

ملالا مشاركة

ليس أجدر بالمساعدة في هذا الاطار من الناشطة الباكستانية مالالا يوسف زاي، التي تعرضت لمحاولة اغتيال من قبل مسلحي طالبان بسبب تصميمها على تعليم البنات في بلادها. فهي تشارك براون في التصدي لتحد جديد، وهو تعليم أولاد اللاجئين السوريين المتدفقين إلى لبنان، بالتعاون مع منظمة quot;العالم في المدرسةquot;، وتسعى جاهدة لجمع 500 مليون دولار على مدى السنوات الثلاث المقبلة، لتوفير فرص التعليم لأكثر من 300 ألف طفل سوري في سن الدراسة موجودين في تجمعات اللاجئين بلبنان.

وتقول صحيفة تايم البريطانية إن نحو 550 ألف طفل سوري بسن الدراسة سيكونون في لبنان بحلول نهاية العام الحالي، ليتفوقوا في العدد على نحو 300 ألف من أترابهم اللبنانيين.

ولرفع مستوى الوعي بهذه الأزمة، تحدثت ملالا عبر خدمة سكايب إلى زهرة وأم كلثوم كاطو، وهما توأمتان سوريتان تعيشان في مدينة بعلبك شمال لبنان، منذ غادرتا منزلهما في حلب السورية. وخلال الحديث، أدركت الفتيات الثلاث أن ثمة ما يجمع بينهن. فهن جميعًا ضحايا للعنف الذي يهدد بتدمير شبابهن وضياع مستقبلهن.

كما أن الفتيات الثلاث لا يستطعن أن يفعلن ما يمكن لأغلب الفتيات والصبية الآخرين أن يفعلوه كل صباح، وهو مغادرة البيت الذي نشأن فيه والتوجه إلى المدرسة. وبعد توقف ستة اشهر عن الدراسة، عادت الفتاتان السوريتان إلى صفوف الدراسة في منشأة قدمتها ومولتها يونيسيف.

وقالت لهما ملالا: quot;أنا أدعمكما بكل ما أوتيت من قوة، وأعتقد أنكما ستحصلان على التعليم اللائق، وأحدًا لا يمكنه منعكما من ذلكquot;.

خطة واعدة

ووفقًا لتقرير أخير صادر عن منظمة يونيسيف التابعة للأمم المتحدة، ترك نحو مليوني طفل سوري الدراسة في العام المنصرم، أي زهاء 40 بالمئة من إجمالي عدد الطلاب بين الصفين الأول والتاسع. وعلقت ماريا كاليفيس، المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ليونيسيف، على ذلك بالقول: quot;بالنسبة إلى بلد اقترب من تحقيق مبدأ تعميم التعليم الابتدائي الالزامي قبل بدء الصراع، هذه الأرقام مذهلةquot;.

هناك خطة يعدها كيفن واتكنز من معهد التنمية العالمية للأعمال الخيرية، ومنظمة quot;العالم في المدرسةquot;، قد تساعد مجموعة كبيرة من الأطفال السوريين اللاجئين إلى لبنان في الذهاب للمدارس في غضون أسابيع. ولكي ترى هذه الخطة النور، المطلوب من المجتمع الدولي، الذي يساهم باثنين بالمئة فقط في تمويل التعليم المطلوب في الأزمات الإنسانية، أن يوفر تمويلًا بقيمة 500 مليون دولار.

وتقضي الخطة بإبقاء المدارس اللبنانية مفتوحة في دوامين، نهاري وليلي، وبنظام الفترتين أو الثلاث فترات، لتكون نهارًا مفتوحة أمام اللبنانيين، وليلًا أمام السوريين، من خلال التعاقد مع لاجئين سوريين مدرسين باللغة العربية، وتوفير الوجبات المدرسية، بالضافة إلى برنامج لمحو الأمية.

وفي يوم 23 أيلول (سبتمبر) الجاري، ستجتمع في نيويورك منظمات كافحت لسنوات لتقديم التعليم في حالات الطوارئ، من أجل أن تؤسس على أعمال رائدة قدمتها منظمة يونيسيف ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والشبكة العالمية لوكالات التعليم في حالات الطوارئ، لإطلاق مبادرة تعليم بلا حدود من أجل اللاجئين السوريين في لبنان.

وقد انضمت المجموعات الشبابية من مناطق الصراع حول العالم إلى الناشطة الباكستانية ملالا يوسف زاي، وسيقدمون جميعًا طلبًا من أجل الحصول على تمويل من المنظمة الاممية.