هل يحل الامن الذاتي الذي اعتمده حزب الله في مناطقه مكان هيبة الدولة؟، وماذا عن المضايقات التي تعرَّض لها بعض الاعلاميين اللبنانيين جرّاء اعتماد الامن الذاتي في بعض مناطق نفوذ حزب الله؟.

بيروت: الامن الذاتي مفهوم قديم حديث دخل الحياة السياسية اللبنانية مجددًا، فبعد انفجار الضاحية الشهر الماضي، عمد حزب الله الى اعتماد الامن الذاتي ونشر قواته لحماية مناطقه من أي تفجير محتمل عليها، غير أن اعتماد هذا الامر ادى الى مضايقات تعرّض لها الاعلاميون اللبنانيون، ومنهم اخيرًا الصحافي حسين شمص، والصحافية مهى الرفاعي.

يؤكد النائب نضال طعمة ( المستقبل ) في حديثه لـquot;إيلافquot; أن اعتماد حزب الله للامن الذاتي في مناطقه يعني أنه لا يؤمن بالدولة، ولا يؤمن بمؤسسات هذه الدولة، وهي المشكلة الاساس بيننا وبينه، ولحزب الله سلاحه وجيشه، وهو لا يؤمن بالدولة اللبنانية ومؤسساتها ويريد فرض الامر الواقع على الجميع، والبعض يقوم بمسايرته خوفًا ومهابة، وهذا الموضوع يشكّل المشكلة الرئيسية مع حزب الله، ودعوناه مرارًا الى العودة الى لبنانيته، والى المقاومة ضد اسرائيل، وكلنا مصطفون حوله في هذا الخصوص، ولكن ايران تريد ذلك، والمشكلة الرئيسية، يضيف طعمة، أن حزب الله لا يؤمن بالتركيبة اللبنانية.

هل يحل حزب الله مكان الدولة اللبنانية من خلال اعتماده للامن الذاتي؟ يرى طعمة أن حزب الله لا يؤمن اصلاً بالدولة اللبنانية، وحجته أنه يحمي نفسه في ظل غياب الدولة، وهذا العذر اقبح من الذنب نفسه، واليوم على حزب الله أن يؤمن بالدولة ويدعمها ويساعدها، ويضع مجهوده مع الدولة، اليوم حزب الله مرتبط ارتباطًا وثيقًا بايران، وبولاية الفقيه، وكل ما يأتيه من اوامر يمتثل لها من خلال مقولة quot;نفذ ثم اعترضquot;.

ويضيف طعمة quot;يجب أن يعود حزب الله الى لبنانيته ويقرر أن يبقى على علاقة جيدة مع كل الدول ما عدا اسرائيل طبعًا، لا يجب أن نكون تابعين لأحد، بل الى لبنان فقط ومؤسساته وسلاح الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي على كافة الاراضي اللبنانية، ويتابع طعمة :quot; حزب الله من خلال الامن الذاتي يلغي الدولة اللبنانية من اولها الى آخرهاquot;.

مضايقة الاعلاميين

وردًا على سؤال عن مضايقات يتعرض لها بعض الاعلاميين جرّاء الامن الذاتي الذي يفرضه حزب الله في مناطقه، يقول طعمة إن الرسالة منها أن كل من يتكلم بلغة غير لغة حزب الله يُضايق ويُلاحق، وهذا ما تعرَّض له الزميلان الكريمان في الايام الماضية، وكل من يخالف أي رأي لحزب الله سيُلاحق، لان الحزب لا يؤمن بالديموقراطية، وبحرية الآخر، لا يؤمن إلا بالقمع، وهو يرسل برسائل مفادها أن كل من يعترض على ما اقوله أو اعمل به، هو عدو لاسرائيل ويجب محاسبته.

من هنا، يضيف طعمة، هجوم حزب الله على رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، وعلى رئيس الجمهورية اللبناني ميشال سليمان، لأنه طلب تطبيق الدستور اللبناني.

مع غياب الدور الفاعل للدولة اللبنانية، هل يكون الحل اليوم اعتماد الامن الذاتي في مختلف المناطق؟ يرفض طعمة ذلك، ويؤكد أن ما اضعف الدولة هو وجود الامن الذاتي، ولن نقبل إلا بالدولة اللبنانية، ولن ننجر الى كل فئة تقوم بأمنها الذاتي، وفي طرابلس مثلاً لم يعتمدوا الامن الذاتي، نقول إننا نريد الدولة، ومؤسساتها، لذلك نطالب بحكومة اليوم قبل الغد.

تقسيم لبنان

هل الامن الذاتي اليوم بداية لتقسيم لبنان؟ يجيب طعمة:quot; لا شك أنه يؤدي الى تقسيم لبنان، ويعيدنا بالذاكرة الى الحرب الاهلية، لأنها بدأت بأمن ذاتي، ورأينا ويلاتها، ثم عدنا وتحاورنا.

يجب أن نضع كل امكانياتنا بيد الدولة اللبنانية، كي تقوى، ولم يعد هناك داعٍ من أن يشعر كل فريق بأنه مستهدف وخائف، يجب أن تكون هناك قناعة جماعية بدعم الدولة اللبنانية.

ويلفت طعمة الى أن هناك البعض ممن يُذكِّر بعودة الحرب ويقرع طبولها.

لكنها مرفوضة، ونحن نتذكر الحرب كي نتعلم منها، ويجب تطبيق اعلان بعبدا لننأى بأنفسنا عن الاحداث حولنا، وما يجري في سوريا، شئنا أم ابينا، سيلسعنا بناره اذا لم نَنْأَ بأنفسنا عنها.

ويؤكد طعمة أن الامن الذاتي اليوم بداية لفرط عقد هيبة الدولة اللبنانية، وبداية لفرط كل المؤسسات الامنية، والحكومية، من مجلس وزراء الى مجلس نواب، وبداية الى تقسيم لبنان ولكن ليس اداريًا بل ذاتيًا وامنيًا.