يبدو أن حسن روحاني يتحضر لإغلاق محطة فوردو لتخصيب اليورانيوم لترفع أميركا عقوباتها عن الاقتصاد الإيراني، لكن ذلك سيضعه في موضع الخائن بعيون المحافظين الإيرانيين.

القاهرة: في وقت تؤثر فيه العقوبات الدولية على الاقتصاد الإيراني بصورة كبيرة، يبدو أن الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني مستعد لتقديم تنازلات في المواجهة التي تخوضها بلاده منذ فترة طويلة مع الغرب، بسبب برنامجها النووي المثير للجدل. ولا يوجد شيء، بما في ذلك ترسانة سوريا من الأسلحة الكيميائية، يشكل مصدر قلق بالغ بالنسبة للغرب وإسرائيل كمنشآت إيران النووية مثل نطنز وأصفهان وفوردو. ويُنظَر إلى المنشأة الموجودة في فوردو، التي لا تبعد كثيرًا عن مدينة قم المقدسة، باعتبارها التهديد الأكثر خطورة.
تفكيك فوردو
يستخدم الباحثون الذين يعملون تحت الأرض هناك 696 جهاز طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم، حتى نسبة قدرها 20%. ويقال إن فوردو، الذي لم يدخل الخدمة إلا في أواخر 2011، هي المحطة الأكثر حداثة في برنامج إيران النووي، الذي يرى العالم، رغم نفي إيران، أنه الأكثر خطورة. كما يعتقد أن محطة فوردو غير قابلة للتدمير، وأن القنابل الخارقة للتحصينات لن تكون قادرة على تعطيلها. غير أن تقارير أوضحت أن النزاع النووي المشتعل مع طهران قد يأخذ منعطفًا مثيرًا، حيث علمت مجلة دير شبيغل الألمانية من مصادر استخباراتية أن روحاني يتحضر لإغلاق محطة فوردو، والسماح للمفتشين الدوليين بمراقبة تفكيك أجهزة الطرد المركزي فيها. وفي مقابل ذلك، قد يطلب روحاني من الولايات المتحدة وأوروبا إلغاء العقوبات الاقتصادية، ورفع الحظر عن صادرات النفط الإيرانية، والسماح لمصرف البلاد المركزي بمزاولة نشاطات الأعمال الدولية الخاصة به من جديد. وأشارت دير شبيغل إلى أن روحاني يعتزم الإعلان عن تفاصيل ذلك العرض، ربما خلال خطاب من المقرر أن يلقيه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نهاية الشهر الجاري. وسيتقابل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف مع كاترين أشتون، مسؤولة بالاتحاد الأوروبي، يوم الأحد المقبل في نيويورك، وسيقدم لها صورة تقريبية لتلك الصفقة.
خائن!
ولفتت دير شبيغل إلى أنه في حال قام روحاني بمثل هذه التنازلات واسعة النطاق، فإنه سيطلق عملية مفاوضات من المفترض أن تؤدي إلى استئناف العلاقات الدبلوماسية الثنائية مع واشنطن. وأكدت المجلة من جانبها أن روحاني، الذي قدم إلى السلطة في مطلع شهر آب (أغسطس) الماضي، يسير في اتجاه إيجابي على صعيد الملف النووي، وهو إذ يجازف بفقدان الدعم في الداخل إذا فشل في إظهار تنازلات ملموسة من الجانب الآخر في مقابل كل التنازلات التي تقدم بها من جانبه بهذا الخصوص. وربما ينظر الحرس الثوري القوي إلى روحاني باعتباره شخصاً خائناً إن وصلت الأمور لهذا الحد. كما ينظر الحرس إليه بعين الريبة خاصة، وأنه يتعامل بطريقة مغايرة لهم.
ونوّهت المجلة بأن روحاني يتصرف من منطلق إدراكه للظروف المعيشية البائسة للغالبية العظمى من ناخبيه، وأنه يعول على دعمهم في سبيل ما يقوم به من أجلهم. وتتبقى التفاصيل الدقيقة الخاصة بالصفقة في حال المضي قدمًا نحو إتمامها، والتي في مقدمتها الجهة التي ستكون منوطة بمراقبة عملية تفكيك أجهزة الطرد المركزي، وطريقة الإشراف على المواد المخصبة، وكذلك طريقة نقلها في النهاية.