إلى جانب الرئيس السوري بشار الأسد مستشارتان إعلاميتان، بثينة شعبان ولونا شبل، وهما تحددان أي وسيلة إعلامية دولية تحظى بفرصة لقاء الرئيس.

يوم الاثنين الماضي، حصل جورج ستيفانوبولوس، مذيع شبكة آيه بي سي، على دعوة يسعى كل صحافي تقريبًا للحصول عليها. قيل له: quot;تعالَ إلى سوريا، وسيتحدث الرئيس بشار الأسد إليك عن الحرب الأهلية في البلاد وتهديدات الغرب بالهجوم العسكريquot;. الهدف من هذا الخيار هو أن الحكومة السورية أرادت برنامجًا أميركيًا صباحيًا لعرض المقابلة مع الأسد يوم الأربعاء، في نوع من التفنيد لما قاله الرئيس باراك أوباما يوم الثلاثاء.
فعال وملتبس
حظيت مقابلة الأسد مع تشارلي روز من CBS وPBS باهتمام دولي كبير يوم الاثنين. وطار ستيفانوبولوس سرًا إلى بيروت، تماما كما فعل روز، قبل أن يقود طاقم CBS عبر الحدود إلى دمشق. لكن يبدو أن الأسد تردد في هذه الخطوة، لأنه ألغى المقابلة ما أن وصل ستيفانوبولوس إلى بيروت، فعاد إلى الولايات المتحدة خالي الوفاض.
على الجانب المشرق، تمكن الصحافي الأميركي من الحصول على مقابلة مهمة أخرى، فجلس مع أوباما في واشنطن يوم الجمعة. رحلة 11 ألف ميل التي أجراها ستيفانوبولوس عكست ميل الحكومة السورية الفعال حينًا والملتبس أحيانًا في التواصل مع الغرب، من خلال منافذ وسائل الاعلام الرئيسية.
وأشارت صحيفة نيويورك تايمز إلى أن دائرة الأسد من مستشاري وسائل الاعلام تشمل امرأتين هما بثينة شعبان، وهي مترجمة تلقت تعليمها في الغرب ومؤلفة كانت تظهر أحيانًا على شاشات التلفزيون للدفاع عن الحكومة، ولونا شبل، المراسلة السابقة في قناة الجزيرة التي رتبت مقابلة تشارلي روز في وقت سابق من الاسبوع الماضي.
لا يوجد اتصال
وقال ديفيد رودس، رئيس سي بي أس نيوز، إن فريق الأسد الإعلامي صغير، يتميز بالولاء، ومتمركز محليًا. وأضاف: quot;اذا كنت ترغب في مقابلة صحفية مع الأسد، فإن الأمر ليس سهلًا كطلب موعد من هوارد روبنشتاينquot;، مشيرًا إلى رجل العلاقات العامة الشهير. وعلى الرغم من أنها مستشارة الأسد الإعلامية، يقول الكثير من الصحافيين الغربيين إنه كان من المستحيل الوصول إلى شعبان والتواصل معها منذ أناندلعت الانتفاضة السورية في أوائل العام 2011.
ويقول جون سنو، المذيع المخضرم في قناة 4 نيوز البريطانية، إن التواصل مع شعبان يمكن اختصاره بعبارة واحدة: quot;لا يوجد اتصالquot;، لكن ذلك تغيّر بعد فترة وجيزة من التقارير عن مذبحة بحق المدنيين خارج دمشق يوم 21 آب (أغسطس)، إذ فوجئ سنو بمنحه مقابلة تلفزيونية على الهواء مباشرة يوم 4 أيلول (سبتمبر) الجاري. وقال ريتشارد روث، رئيس المراسلين السابق لشبكة سي بي اس نيوز، عن شعبان: quot;أنا لا أعتقد أنها قدمت في أي وقت مضى حججًا مقنعة لسياسات الأسد، لكنها سيدة خبيرة جدًا عندما يتعلق الأمر بالمقابلات التلفزيونية، فهي تجيد التعبير، وقوية الشخصية لا يمكن ثنيها، كما تتحدث برسمية وثقة وبلغة انكليزية لا تشوبها شائبةquot;.
تتمتع بالسلطة
شعبان، الحائزة على شهادة الدكتوراه في الأدب الإنكليزي من جامعة وارويك في بريطانيا، كثيرًا ما توصف بأنها الناطقة باسم الحكومة السورية. وأثبتت نفسها للصحافيين على أنها quot;شخص قادر ويتمتع بالسلطة في سورياquot;، وفقًا لما قاله روث.
وعلى الرغم من أنها حلقة الوصل في مقابلات الأسد مع روز بين العامين 2006 و2010، إلا أنها لم تكن موجودة عندما عاد الأخير إلى دمشق لإجراء المقابلة في نهاية الأسبوع الماضي.
وفقًا لجيف فاغر، رئيس سي بي أس نيوز الذي رافق روز في الرحلة، كانت شبل المسؤولة عن ترتيب المقابلة مع الأسد. وفي الأسابيع القليلة الماضية، تحدث الأسد أيضًا مع صحافيين من فرنسا وروسيا، ما أتاح له التأثير على الرأي العام في هذين البلدين. لكن مقابلته مع روز، التي بثتها شبكة سي بي أس الاثنين الماضي، حظيت باهتمام واسع النطاق، إذ نقلتها كل وسائل الإعلام الدولية.
أفضلية روز
الحكومة السورية حسبتها بشكل صحيح، فالجلوس في مقابلة أمام روز خطوة سينظر إليها على أنها ذات مصداقية وستحظى باهتمام عالمي. وقال فاغر إنه خرج ذلك اليوم بانطباع بأن المستشارة لونا شبل لاعب خطير، وهي تتحدث مع الأسد مرات عدة في اليوم.
لم تستجب شعبان وشبل للطلبات المتكررة الاسبوع الماضي لإجراء مقابلات مع الأسد. ويبدو أن برنامج تشارلي روز الصباحي حاز أفضلية على غيره من المقابلات لأنه يحظى بمتابعة كبيرة في الشرق الأوسط والعالم.
وقال روز إن ما شد حلقة الأسد الإعلامية لإجراء مقابلة في برنامجه هو أنه قادر على تنفيذ مقابلات غير محررة وبلا مونتاج، ولأنه يتمتع بسمعة الرجل القاسي والعادل والعالم في الوقت ذاته.