يتساءل الشارع الأردني بعد أسبوع من زيارة وفد شعبي لطهران، بين أعضائه ضباط كبار وناشطون وعضو في البرلمان، والتساؤل يتركز ما إذا كان الأمر اختراقًا إيرانيًا للساحة الأردنية أم أن السلطات الأردنية كانت وراء الزيارة أو على الأقل تمت بمعرفتها؟


قام وفد أردني بزيارة إلى إيران أثارت تساؤلات عدة حول الهدف منها. يذكر أن العلاقات الأردنية - الإيرانية مرت بفترات من الصعود والهبوط إلى أدنى درجاتها منذ قيام الجمهورية الإسلامية في إيران على أن العلاقات الدبلوماسية لم تنقطع، وكانت الزيارات الرسمية على أقل مستوياتها الرسمية، وكانت دعوة وجهت للعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني لزيارة طهران قبل عامين لم يتم تنفيذها.

خلال زيارة الشعبي التي استمرت اسبوعًا فإنه التقى عددًا من كبار رموز الدولة والفعاليات الشعبية في جمهورية إيران الاسلامية ومن اهمها لقاءات مع رئيس واعضاء الهيئة الادارية والهيئة العامة لجمعية الدفاع عن الشعب الفلسطيني ومع علي اكبر ولايتي المستشار الخاص للمرشد الاعلى للشؤون الدولية وعلاء الدين براجودي رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الإيراني والدكتور عامري نائب وزير الخارجية الإيراني وليلى افتخاري نائب رئيس مجلس النواب والمهندس علي رضا محجوب عضو مجلس النواب والامين العام لاتحاد النقابات العمالية.

وكان الوفد الشعبي يضم كلاً من رئيس اللجنة الوطنية العليا العسكرية للمتقاعدين العسكريين العميد الدكتور علي فهيم الحباشنه، والعميد سامي المجالي، والدكتور جواد الجزازي، والعقيد سالم العيفه، والنائبة ميسر السردية عضو مجلس النواب، والعقيد امين الجعافرة، والناشطين السياسيين عقاب عقيل ومزيد حتر، وعن النقابات العمالية المستقلة محمد السنيد.

بيان الوفد

وكان الوفد أصدر بعد عودته إلى عمان بيانًا أوضح فيه حقيقة أهداف الزيارة وأشاد فيه بالتطورات الحديثة التي تشهدها جمهورية إيران الاسلامية والعلاقات الاخوية بين الشعبين الاردني والإيراني.

وقال البيان: quot;رغم الحصار الجائر الذي تفرضه اميركا وحلفاؤها على إيران الا أنها أصبحت تمثل مكانة مرموقة على المستوى الدولي فقد دخلت النادي الدولي التكنولوجي للفضاء والنادي الدولي للطاقة النووية السلمية وهذا كله يعتبر تطوراً علمياً في كافة المجالات إضافة إلى امتلاكها ثروات طبيعية متعددة وعلى رأسها احتياطي هائل من النفط والغاز الذي يعتبر عصب الحياة في هذا القرنquot;.

وأكد البيان أن الثورة الإيرانية سخرت بناء اقتصادها المتكامل والمتكافئ لخدمة ورفاهية الشعب الإيراني وتحقيق العدالة الاجتماعية بعد أن استطاعت ضرب كافة أوكار الفاسدين والتخلص من آفة الفساد.

وحول الموقف الإيراني من القضية الفلسطينية قال البيان إنها تعتبرها قضيتها الاولى وقد اثبتت ذلك عمليًا من خلال الدعم اللامحدود الذي تقدمه للمقاومة في لبنان وفلسطين، والتي استطاعت من خلاله الحد من قدرات إسرائيل على حماية نفسها حيث كان للموقف الإيراني الحازم والواضح من وقف العدوان الاميركي على سوريا الشقيقة اكبر الاثر في تغيير المعادلة السياسية والعسكرية على الصعيدين الاقليمي والدولي .

محادثات

وحسب مصادر الوفد، فإنه بحث مع عدد من المسؤولين الإيرانيين وقوف جمهورية إيران الإسلامية ضد المؤامرة الصهيو- أميركية التي تحاك وتنفذ ضد الشعبين الاردني والفلسطيني وخاصة المخطط الاسرائيلي الذي يتبنى مقولة إن الأردن هو الوطن البديل للفلسطينيين .

كما بحث آلية دعم الشعب الاردني في مجالات الطاقة (النفط والغاز) بأسعار تفضيلية وتشجيع الاستثمار وزيادة التبادل التجاري بمختلف السلع ما بين الشعبين الشقيقين وتقوية وتعزيز التواصل الثقافي والعلمي من خلال تخصيص بعثات دراسية للطلبة الأردنيين في الجامعات الإيرانية وانشاء جمعية صداقة إيرانية اردنية لزيادة قنوات الاتصال ما بين الشعبين في مختلف المجالات .

عضوية ميسر السردية

ما لفت الانتباه في تشكيلة الوفد هو عضوية النائبة ميسر السردية عضو مجلس النواب للوفد، وهذه السيدة كانت ضيفًا دائمًا مع نواب أردنيين على المؤتمرات السنوية التي تعقدها سنوياً في باريس منظمة (مجاهدين خلق) الإيرانية بزعامة مريم رجوي.

البرلمانية ميسر السردية كانت صرحت في طهران إنها وصلت مع وفد أردني إلى العاصمة الإيرانية طهران، لدعم quot;المقاومةquot; التي quot;تديرquot; إيران نهجها، على حد تعبيرها.

وقالت السردية خلال اللقاء مع الامين العام لمنتدى الصحوة الاسلامية علي اكبر ولايتي: quot;لقد جئنا الى طهران لتعزيز الصلات بين البلدين في مختلف المجالات وكذلك لنقل الخبرات وتطوير العلاقات بين الشعبين الإيراني والاردنيquot;، وفق ما نقلت وكالة أنباء quot;فارسquot; شبه الرسمية عنها.

واشارت quot;الى الجمودquot; بين الأردن وإيران في تطوير علاقتهما، وقالت، quot;اننا نسعى من اجل كسر هذا الجمود ونأمل بأن يكون ذلك تمهيدًا لتطوير العلاقات بين البلدينquot;. وأكدت أن quot;من اهداف زيارة الوفد الى طهران، دعم الصحوة والمقاومة في المنطقةquot;، مشيرة إلى أن الوفد يدعمquot;هذا النهج الذي يوجه ويدار من قبل إيرانquot;.، وقالت السردية quot;ان اي عدو لاسرائيل هو صديقناquot;.