امتدحت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن الملك عبدالله الثاني وانتقدت حكومته ونظامه الرسمي، وقالت الجماعة إن ما يقوله الملك لا يطبقه نظامه على أرض الواقع.


صدرت عن جماعة (الإخوان المسلمين) في الأردن رسائل خاصة موجهة الى العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني وتثني عليه quot;شخصياًquot; لا على quot;النظام الرسميquot; في شأن الحوار مع الجماعة ومسيرة الإصلاحات في الأردن.
وقاد الإخوان المسلمون في الأردن على مدى أكثر من عامين موجة من الرفض لكل خطوات الإصلاح التي أعلنها الملك عبدالله الثاني بما فيها مقاطعة الانتخابات النيابية والانتخابات البلدية.
لا بل أن معلومات تواترت في الأسابيع الأخيرة عن احتمال حل الجماعة بسبب مواقفها من التطورات في مصر وهجماتهم التي تصاعدت ضد الملك بسبب دعمه للتحولات المصرية وزيارته للقاهرة.
ولاحظ مراقب أردني أمام (إيلاف) أن شخصيتين إسلاميتين وجهتا ما يمكن تسميته رسائل غزل للملك وحده لا إلى حكومته ولا تحمل تلك الرسائل الملك مسؤولية عدم الوصول الى حوار جاد بين الحركة الاسلامية والحكومة حول القضايا الخلافية التي نشأت وتطورت أكثر على وقع ما يسمى (الربيع العربي).
ففي ندوة حوارية شاركت فيها شخصيات إسلامية وحزبية حول امكانيات الحوار الوطني، أطلق القيادي الإخواني البارز سالم الفلاحات أول رسالة للملك حين قال: quot;إن الحركة الإسلامية لم تجد في النظام الرسمي من يتحدث بجدية عن التطلعات الشعبية إلا quot;الملك فقطquot; وهي ترى أن هناك فجوة كبيرة بين ما يتحدث به الملك وما يطبق على أرض الواقعquot;.
بني ارشيد
أما الرسالة الثانية، فقد صدرت عن زكي بني ارشيد نائب المراقب العام لجماعة الإخوان حين سُئل عن حصول لقاءات في الأوانة الأخيرة مع جهات رسمية والجماعة، حيث قال: quot;يصعب فهم لغز السياسة الاردنية والتناقضات بين مواقف وتصريحات الملك والاجراءات التي تنتهجها الحكومة والاجهزة الامنية والتي تمثلت بالمزيد من الاعتقال السياسي للناشطينquot;.
واكد بني ارشيد في تصريح لصحيفة (المقر) الالكترونية أن الجماعة لم يصلها ولم تدرس حتى الآن أي عرض رسمي لإجراء لقاء أو حوار جاد معها، منوهًا الى أن الوضع في الاردن كله مرتبط بالتطورات الاقليمية.
وكانت تسريبات اعلامية تحدثت عن عرض شخصية سيادية اجراء لقاء مع قيادات جماعة الاخوان المسلمين.
كلام الملك
يذكر أن الملك عبدالله الثاني كان قال في تصريحات لوكالة (شينخوا) الصينية يوم الأحد الماضي: انطلاقاً من مسؤوليتي كضامن للدستور، فإنني أرفض احتكار أي طرف للحياة السياسية، كما أرفض إقصاء أي طرف عن الحياة السياسية.
وقال إنه بالنسبة لجماعة الإخوان المسلمين كان من الأفضل لهم لو شارك حزب جبهة العمل في العملية السياسية ممثلة بالانتخابات النيابية والبلدية، ونال نصيبه من الحضور والتمثيل، وبالتالي، لما كان هناك مجال لمثل هذه الطروحات، لأنه كان سيغدو شريكًا في العملية السياسية، وقادرًا على أن يلعب دورًا إيجابيًا وبنّاء في مسيرة الإصلاح السياسي، بدل أن يكون مدار الحديث هو كيفية التعاطي معه.
وأضاف الملك: على أي حال، فإن حزب جبهة العمل يشكل جزءاً من الطيف السياسي والنسيج الاجتماعي، والأردن لا ينتهج الإقصاء تجاه أي تيار أو حركة سياسية. نحن من دعاة نهج الانفتاح والحوار وإدماج الجميع في العمل السياسي، وشعبنا يطمح إلى أحزاب ذات برامج عمل سياسية اجتماعية اقتصادية حقيقية ومنتجة تقدم حلولًا ملموسة للتحديات التي تواجهنا.
لقاءات الكلالدة
يذكر أن وزير التنمية السياسية الدكتور خالد الكلالدة كان اجتمع مع الحركة الاسلامية في الأسبوع الماضي في اطار اتصالاته مع مختلف القوى السياسية في المملكة من اجل الوصول الى تفاهم وطني عام على مختلف الأصعدة في سبيل انجاز الاصلاحات السياسية التي يهدف اليها الجميع في المملكة.
وقال نائب المراقب العام للإخوان زكي بني ارشيد quot;بأن اللقاء بين الحزب والوزير الكلالده كان في سياق لقاءات الوزير مع جميع الاحزاب وعبّر الحزب عن طبيعة اللقاء بتصريح رسميquot;
وشدد على اهمية التفاهمات الوطنية في هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها الوطن للتوافق حول آليات تحقيق المطالب الاصلاحية وخارطة الطريق الكفيلة بانجاز الاصلاح والمشاركة الشعبية في صناعة القرار.
وقالquot;إن مباشرة الخطوات العملية وتقديم مبادرات حسن النوايا والتوجهات من الحكومة اهم من كثرة الحديث عن الحوار والاصلاح خلافًا للواقع الذي يتردى في كل يومquot;.
واكد بني ارشيد على أن سياسة الاعتقالات والقبضة الامنية تتناقض مع القيم والاعراف والنصوص الدستورية وتشكل عائقًا حقيقيًا امام الاصلاح والتنمية والاستقرار .