قد تعتبر الرسائل الدبلوماسية الإعلامية بين السعودية وايران جس نبض قد يعني طريقاً ممهداً لتسوية مفترضة أو ترتيبات جديدة لطريق جديد في طريق العلاقات المتوترة.


الرياض:من دعوة إلى الحج... إلى وصف بالدولة الشقيقة الصديقة؛ هي رسائل دبلوماسية تبادلتها السعودية وإيران خلال اليومين الماضيين لتدل على معاني محتملة لما يمكن تسميته محاولة جديدة لتلمس طرق جديدة في حلحلة ملفات المنطقة العالقة بين القوتين الاقليميتين او على الاقل فتح صفحة جديدة بين البلدين على المستوى الثنائي فحسب.

فقد تلقى الرئيس الايراني حسن روحاني دعوة من العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز لاداء فريضة الحج هذا العام بحسب وكالة فارس الرسمية التي ذكرت امس ان السفارة السعودية بطهران قدمت دعوة رسمية وجهها الملك عبدالله بن عبدالعزيز الى الرئيس حسن روحاني لحج بيت الله الحرام. وبينت وكالة فارس ان زيارة روحاني للمملكة تأتي بعد ختام زيارته لنيويورك للمشاركة في اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة.

هذه الزيارة التي سبقها أيضا تصريحات متبادلة وإن كانت كجس النبض بين الدولة الحليفة للسعودية الولايات المتحدة الأميركية وإيران بعد تولي روحاني الرئاسة والتي قد تعتبر مقدمة لمباحثات قادمة حول نووي ايران خاصة بعد تصريحات روحاني الدبلوماسية بعدم توجه طهران نحو انتاج القنبلة النووية، وهو ما اعتبره أوباما تصريحا قابلا للتطور الى مفاوضات قد تفضي هي الأخرى بإيجاد حلول ربما قد تنشد السلام والصداقة مع دول المنطقة وفق ما أكد عليه روحاني.

وصف الرئيس الإيراني، حسن روحاني، في حديث له، اليوم الخميس، المملكة العربية السعودية بشقيقة وصديقة لإيران في المنطقة، مؤكداً مشاطرته رغبة خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، في إزالة quot;التوترات الطفيفةquot; بين البلدين، تحقيقاً للمصالح المشتركة ومصلحة العالم الإسلامي، على حد تعبيره.

وذكر موقع quot;تسنيمquot; القريب من الحرس الثوري أن روحاني أكد في كلمة له أمام أعضاء بعثة الحج على ضرورة التنسيق في موسم الحج بين الإيرانيين. وواصل بالقول إن المملكة العربية السعودية هي شقيقة وصديقة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في المنطقة، وquot;تربطنا بها قواسم مشتركة ومصالح متبادلة كثيرةquot;، مؤكداً ضرورة المضي قدماً نحو رفع مستوى العلاقات والتواصل بين البلدين.

وفي معرض إشارته إلى رسالة التهنئة التي بعثها خادم الحرمين الشريفين للرئيس روحاني بمناسبة فوزه في الانتخابات الرئاسية، قال إن quot;الأمر كان واضحاً في تهنئة العاهل السعودي التي بعثها لي، وفي ردي على هذه التهنئة. الجانبان يرغبان في إزالة التوترات الطفيفة تحقيقاً للمصالح المشتركة ومصلحة العالم الإسلاميquot;.

وهنا لا بدَّ أن تدخل سوريا والبحرين على خط القطار الدبلوماسي المتوقع انطلاقه في حج هذا العامحيث تتهم السعودية إيران بتأجيج الاضطرابات في البحرين بل وفيها هي نفسها بينما تتهم طهران الرياض بالتآمر مع واشنطن على تدميرها.لكن روحاني -وهو من المعتدلين نسبيا بعد الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد- يقول إنه يريد أن يقيم علاقة ودية مع السعودية. ومما يبعث على الامل في حدوث ذلك خبرة الرئيس الإيراني الجديد في التفاوض مع الرياض.

وقال روحاني في مؤتمر صحفي في يونيو حزيران quot;أتمنى أن تكون لنا إن شاء الله خلال فترة الحكم القادمة علاقات جيدة جدا مع الجيران وخصوصا السعوديةquot;.

ويرى محللون أن مصلحة السعودية وإيران التحدث إلى بعضهما البعض. فالسعودية تريد أن تتوقف إيران عما تصفه بالتدخل في شؤون الدول العربية بدعم الشيعة أو حلفائهم في سوريا والعراق ولبنان والبحرين واليمن وفي السعودية نفسها. وفي المقابل تريد طهران أن تكف الرياض عن الحث على شن عمل عسكري على المواقع الذرية الإيرانية وعن تعزيز العقوبات الغربية من خلال زيادة الامدادات النفطية لتعويض النقص الناجم عن حظر الخام الإيراني.

وأبدى روحاني والملك عبد الله استعدادا في الماضي لتحقيق السلام.

وعندما كان روحاني رئيسا للمجلس الأعلى للأمن القومي في إيران في عام 1998 قضى ليلة بأكملها في التفاوض مع الأمير نايف وزير الداخلية السعودي الراحل بشأن اتفاقية أمنية مع المملكة بعد توتر دام سنوات.

وقال روبرت جوردان سفير الولايات المتحدة في الرياض من عام 2001 إلى 2003 quot;الملك عبد الله يعرف روحاني منذ فترة. أعتقد أن علاقتهما طيبة وأفضل بكثير من علاقته بأحمدي نجاد. يمتلك الاثنان قدرة على التواصل بقدر من الاحترام.quot;

وفي سوريا، يعتقد المحللون ان أي تحسن في العلاقات سيتوقف بالنسبة للسعودية على وقف دعم إيران للأسد الذي وصف وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل هجومه على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية بأنها إبادة جماعية.ولعل اتخاذ إيران خطوات مثل استخدام لغة أكثر ميلا للمصالحة في البث الاعلامي المتعلق بالبحرين ودول خليجية أخرى ووقف دعم جماعات يمنية قد تلطف الموقف.