حذر البابا فرنسيس من انهيار الكنيسة الكاثوليكية كبيتٍ من ورق، إذا استمرت مهووسة الصغائر، مثل المثليين والاجهاض ومنع الحمل.


لندن: أكد البابا فرانسيس في مقابلة اجرتها معه مجلة لا سيفلتا كاتوليكا اليسوعية الايطالية، بمناسبة مرور ستة أشهر على توليه كرسي البابوية، أنه مصمم على اصلاح الكنيسة التي لديها نزعة إلى توريط نفسها في صغائر الأمور.
وقال البابا: quot;نحن بحاجة إلى ايجاد توازن جديد، وإلا فإن صرح الكنيسة الأخلاقي نفسه يمكن أن ينهار كبيت من ورقquot;. واضاف: quot;لا نستطيع الاصرار على قضايا تتعلق بالاجهاض وزواج المثليين واستخدام موانع الحمل فقط، إذ ليس من الضروري الحديث عن هذه القضايا طول الوقتquot;.
أنا آثم
بتواضعه المعهود، اعلن البابا فرنسيس أنه آثم، قائلًا حين سُئل أي نوع من الرجال يصنف نفسه: quot;إن هذا أدق تعريف، وهو ليس تعبيرًا مجازيًا أو جنسًا أدبيًا... فأنا آثمquot;. واعترف الحبر الأعظم بأنه ارتكب الاخطاء حين كان كبير اساقفة بوينس أيريس، وكانت لديه نزعة تسلطية، وبسببها كان يُحسب على المحافظين المتطرفين. لكن البابا لم يقتصر على جلد نفسه، بل أكد انه ورع بحيث يصلي حتى عندما يكون بانتظار دوره في عيادة طبيب الاسنان. واضاف البابا فرنسيس انه يتعبد في الصباح، ويتعبد في ساعة الظهر، ويتعبد في المساء، بل يغلبه النعاس وهو يؤدي صلاته الصامتة. وقال إنه يتلو كتاب الأدعية في الصباح ثم يقود قداسا في الظهيرة، quot;وأُفضل الابتهال في المساء حتى عندما يكون فكري منصرفًا إلى اشياء أخرى، أو حتى عندما أغفو مبتهلا، لكني أُصلي ذهنيًا حتى عندما أكون منتظرًا في عيادة طبيب الاسنانquot;.

راهبة أنقذته
اغتنم البابا مناسبة مرور ستة أشهر على توليه قيادة الكنيسة الكاثوليكية لطرح رؤيته وأولوياته، مكررًا موقفه من قضايا خلافية مثل المثلية حين أعلن خلال زيارته البرازيل في حزيران (يونيو) الماضي: quot;من أنا كي أحكم؟quot;. كما أشار البابا فرنسيس إلى تأييده إناطة دور أكبر بالمرأة في الكنيسة الكاثوليكية، قائلًا: quot;إن قضايا المرأة يجب أن تُعالجquot;، ودعا إلى إشراك المرأة في عملية صنع القرار في الكنيسة.
وكشف البابا في معرض دفاعه عن اعطاء المرأة دورا أكبر في قرارات الكنيسة إنه يدين بحياته إلى عمل راهبة عندما نُقل ذات مرة إلى المستشفى مصابًا بمرض رئوي. في المستشفى، ضاعفت راهبة جرعة البنسلين خلافًا لأوامر الأطباء فأنقذته من موت محقق. وقال البابا: quot;ضاعفت الراهبة جرعة البنسلين ثلاث مرات، لأنها كانت حاذقة بجرأة، وكانت تعرف ما تفعله لأنها تسهر على المرضى طول الوقتquot;.
على دفعات
وقال البابا quot;ان ظلاما عظيماquot; نزل عليه يوم انتخابه ورافقه حتى ساعة متأخرة بعد انتخابه.
وتحدث البابا فرنسيس عن اختياره الاقامة بين قساوسة زائرين في دار ضيافة متواضعة في الفاتيكان، quot;فالشقة البابوية مثل النفق، لا يستطيع المرء أن يدخلها إلا على دفعاتquot;.
وحين توجه لدخول الشقة البابوية لأول مرة، قال له ربه ألا يقبلها. وقال البابا فرنسيس: quot;حين ذهبتُ لتسلم الشقة البابوية سمعتُ بوضوح في داخلي كلمة لا، فهي كالنفق المقلوب، كبيرة وفسيحة لكن المدخل ضيق حقًا، ولا يستطيع الناس أن يأتوا إلا على دفعات، وأنا لا أستطيع العيش بلا ناسquot;.