على وقع خلافات مع بغداد، بدأ أكراد العراق اليوم اقتراعهم لانتخاب برلمان جديد، في ظل تساؤلات حول مستقبل الاكراد الموزعين تاريخيا على مجموعة دول متجاورة، ويتوقع مراقبون ان يفوز الحزب الديموقراطي الكردستاني بقيادة بارزاني بالعدد الاكبر من مقاعد البرلمان.


اربيل: بدأ اكراد العراق الإدلاء باصواتهم اليوم السبت في انتخابات تشريعية لاختيار برلمان جديد لاقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي، وسط خلافات متواصلة مع بغداد ومعارك تخوضها مجموعات كردية في سوريا المجاورة.
وتوجه آلاف الناخبين في اقليم كردستان العراق، إلى مراكز الإقتراع لانتخاب برلمان جديد للإقليم.
وفتحت المراكز الإنتخابية في مدن إقليم كردستان، أبوابها عند الساعة السابعة من صباح اليوم(بتوقيت المحلي).
ويبلغ عدد أصحاب حق الاقتراع نحو مليون و195 ألف ناخب في السليمانية، و991 ألف ناخب في أربيل، و615 ألف ناخب في دهوك. يتنافس 1138 مرشحا عبر 31 قائمة للحصول على 111 مقعد برلماني.
وتنظم هذه الانتخابات في ظل تساؤلات حول مستقبل الاكراد الموزعين تاريخيا على مجموعة دول متجاورة يبدي بعضها استعداده لمناقشة مطالبهم، بينما تعصف ببعضها الاخر صراعات دامية، معبدة الطريق امام الاكراد لتحقيق مزيد من المكاسب السياسية والعملية.
وابرز الاحزاب المتنافسة في اول انتخابات في محافظات الاقليم الثلاث منذ اكثر من اربع سنوات، حزبا الرئيس العراقي جلال طالباني الغائب عن الساحة السياسية لتلقيه منذ نهاية العام الماضي علاجا في المانيا من جلطة دماغية اصيب بها ورئيس الاقليم مسعود بارزاني، الى جانب حركة التغيير quot;غورانquot; بزعامة نوشيروان مصطفى الذي انشق عن حزب طالباني.
ويتوقع مراقبون ان يفوز الحزب الديموقراطي الكردستاني بقيادة بارزاني بالعدد الاكبر من مقاعد البرلمان الجديد، في وقت يواجه حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة طالباني منافسة من قبل quot;غورانquot; خصوصا في ظل الغموض الذي يحيط بالوضع الصحي للرئيس العراقي (80 عاما).
وتسلط هذه الانتخابات الضوء على المحاولات الكردية على مدار السنوات الاخيرة التي تصب في اتجاه الاستقلال عن الحكومة المركزية في بغداد.
ويشكل التقدم الذي احرزه الاكراد في الاقليم، علامة فارقة مقارنة بالعقود المنصرمة التي كان الناشطون الاكراد يواجهون فيها الاعدام في تركيا وسوريا وايران والعراق.
وقد سعت سلطات الاقليم الغني بالنفط الى بناء خط انابيب يربطها مباشرة بالاسواق العالمية، وعملت في موازاة ذلك على تصدير النفط الى جارتها تركيا، ووقعت عقودا مع شركات اجنبية على راسها اكسون موبيل الاميركية وتوتال الفرنسية.
ويعتمد الاقليم في سعيه هذا بشكل اساسي على صورته كمنطقة امنة في العراق، على عكس المناطق الاخرى من البلاد التي تعاني من اعمال عنف يومية، وعلى اقتصاده الذي يشهد نموا سريعا.
وتثير محاولات الاقليم الكردي تحقيق استقلال نفطي واقتصادي وسياسي متزايد غضب حكومة بغداد التي تخوض مع سلطاته صراعا متواصلا حول مناطق متنازع عليها بين الجانبين، بينها محافظة كركوك الغنية بالنفط والتي تحتضن خليطا من الاتنيات والقوميات.
في موازاة ذلك، يجد اقليم كردستان نفسه منخرطا في الصراع الدامي في سوريا المجاورة.
وقد دفعت الاشتباكات التي خاضتها الشهر الماضي مجموعات كردية مع اخرى جهادية تحاول ايجاد ممر امن الى العراق، عشرات الاف الاكراد السوريين للجوء الى اقليم كردستان العراق.
وكان بارزاني هدد بالتدخل في الصراع في سوريا بهدف حماية الاكراد هناك، رغم ان المسؤولين الاكراد يحاولون التقليل من وقع هذه التهديدات.
ويشارك اليوم 2,8 مليون كردي في العملية الانتخابية التي تشمل المنافسة على 111 مقعدا في برلمان محلي يشرع قوانينه الخاصة.
والى جانب برلمانه الخاص، يملك اقليم كردستان العراق قواته الامنية الخاصة ويعتمد تاشيرة دخول مغايرة لتلك التي تعتمدها بغداد، بالاضافة الى مجموعة اخرى من المسؤوليات الرسمية التي تتولاها حكومة الاقليم.
ورغم ان سلطات اقليم كردستان تزعم ان مواطني المحافظات الثلاث، السليمانية واربيل ودهوك الواقعة جميعها في شمال البلاد، تتمتع بحريات اكبر من تلك التي يتمتع بها العراقيون في المناطق الاخرى، تتعرض هذه السلطات لانتقادات متزايدة وسط اتهامات بانتهاك الحقوق.