راسل أحمد الجربا البطاركة بشارة الراعي وزكا الأول عيواص وغريغوريوس الثالث لحّام ويوحنا العاشر، مؤكدًا أن المعارضة لم تتعرّض لمعلولا، بل جيش النظام هو من استهدفها، متهمًا الجيش الحر لصرف النظر عن مجزة الغوطتين بالسلاح الكيميائي.


بهية مارديني: يعتزم أحمد الجربا، رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض، توجيه رسالة إلى كل الرموز المسيحية في العالم، وإلى البطاركة الأربعة مار بشارة بطرس الراعي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة، والبطريرك المعظم مار إغناطيوس زكا الأول عيواص بطريرك السريان الأرثوذكس، وغريغوريوس الثالث لحّام بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق والأسكندرية وأورشليم للروم الكاثوليك، وصاحب الغبطة البطريرك يوحنا العاشر، لإيضاح ما يجري في مدينة معلولا السورية، والتأكيد على أن النظام دمّر أديرتها وأماكن العبادة فيها، ووجّه أصابع الاتهام إلى الجيش السوري الحر، في محاولة لطمس عار استخدامه السلاح الكيميائي في ريف دمشق، ولفت الأنظار إلى قضية أخرى.

صورة مشوهة
تشدد الرسالة، التي حصلت quot;إيلافquot; على مقتطفات منها، على أن بعض وسائل الإعلام تقدم صورة مشوّهة عن حقيقة ما يجري في معلولا، وتحاول تقديم جيش النظام السوري المجرم على أنه حامي المسيحيين وحامي مراكز العبادة فيها، وأن النظام يمارس دورًا إنسانيًا وحضاريًا مع أهل معلولا، quot;فيما يعيش المسيحيون في أكثر من مكان في سوريا بحماية الجيش الحر، الذي يحرص على أديرتهم وأماكن عبادتهمquot;.

وتؤكد رسالة الجربا على محاولات بعض مواقع التواصل الاجتماعي عبر صفحات النظام ومرتزقته تزييف القصص عمّا يحلو أن تسميهم quot;الجهاديينquot;، وتدّعي أنهم يرتكبون الفظائع بحق الأقليات المسيحية في سوريا، فيما يعزز النظام السوري من قناصته ومجرميه في معلولا والمدن المجاورة. كما يحاول النظام المجرم تسويق كل من يحاربه على أنه جهادي، ويلفّق روايات عن محاربة الأقليات واضطهادهم.

سر التوقيت
وتشير رسالة الجربا إلى أن جيش وطيران النظام السوري هو الذي قصف مواقع معلولا الدينية والأثرية ودمّرها، وعبأ آلته الإعلامية الدولية وعملائه ليحاول مسح نتائج استخدامه للسلاح الكيميائي في الغوطتين في ريف دمشق وصور ضحاياه من ذاكرة العالم.

وتساءل الجربا في رسالته عن سر توقيت الحملة التي نفذها النظام ضد معلولا، بعدهجومه الكيميائي على ريف دمشق، ومع أداء صلاة من أجل السلام في معلولا، دعا إليها البابا فرنسيس في أنحاء العالم، وبالتزامن مع الحديث عن ضربة أميركية مرتقبة ضد النظام السوري.

وذكّر الجربا في رسالته البطاركة بالبيان المشترك، الذي وقعه رئيسا الائتلاف وهيئة الأركان، لتكليف قوات خاصة من الجيش الحر بتأمين الحماية quot;لأهلنا في معلولا، وبالخصوص الأديرة والمقدساتquot;، وتأكيد البيان على القيام بكل جهد لحماية السوريين، وهو ما تم في المناطق التي يسطر عليها الجيش الحر.

شركاء في النضال
وأشار الجربا إلى تركيز الجيش الحر على حماية الأقليات، quot;فهم إخوتنا، ونعلم أن النظام سيستهدفهم بشكل استثنائي في هذه المرحلة تحديدًاquot;. وأضاف البيان أن النظام السوري يسعى بفجور استثنائي إلى ترهيب السوريين والعالم، quot;عبر إعطاء انطباع بأنه يحمي الأقليات، وأن الثوار وحوش ضارية تريد افتراسهاquot;.

وأكد التزام المعارضة السورية والجيش الحر بالسعي إلى حماية كل سوري وسوريّا، quot;وقص اليد التي تمتد لتطال أهلنا، وخصوصًا الأقلياتquot;. ودعا الجربا البطاركة إلى تحري الحقائق، وسؤال إخوتنا المسيحيين في معلولا وحلب وكل أرجاء سوريا، quot;فنحن لا ندعوهم أقلية بقدر ما نعتبر نحن أننا جزء منهم وهم جزء منا، فنحن وهم شركاء في الأرض والوطن ومحاربة النظام حتى إسقاطهquot;.