في وقت تتواصل الدعوات لوضع حد للعنف الذي يمارسه النظام السوري، بدأت الأصوات تتعالى بخصوص التجاوزات التي يرتكبها نظام الحكم في كوريا الشمالية.

بينما تتزايد التحركات الدولية لمواجهة السياسات الوحشية التي يمارسها النظام السوري، ها هي الأصوات بدأت تتعالى بخصوص التجاوزات المفزعة التي يقترفها النظام في كوريا الشمالية.
ونقلت تقارير عن القس والناشط في مجال حقوق الإنسان، دوغلاس ريغز، استنكاره لصمت المجتمع الدولي تجاه ما يحدث هناك من انتهاكات، وأبدى استغرابه من عدم تخطيط أي دولة لشن هجوم عسكري ضد النظام الاستبدادي في كوريا الشمالية.
وأعقب ريغز حديثه متسائلاً : quot;أين الاحتجاجات الدولية من أكثر شعوب العالم اضطهاداً في كوريا الشمالية؟ ولا توجد دولة تخطط لعمل عسكري ضد النظام الحاكم هناكquot;.
قتل بطرق وحشية
وأشار ريغز، الذي يعمل في مجال حقوق الإنسان بالتعاون مع العديد من الجماعات المسيحية، إلى أن عدد المسيحيين المحبوسين في كوريا الشمالية يقدر بمئات الآلاف، موضحاً إلى ضخامة عدد الأشخاص الذين لاقوا حتفهم هناك جراء عمليات التعذيب الوحشية.
وواصل ريغز quot;هناك تقارير تتحدث عن آلاف تم قتلهم بطرق وحشية. وهذا أكيد، فالنظام يقتل سجنائه السياسيين، لكن المسيحيين مستهدفون، لأن قتلهم أمر أكثر أهمية هناكquot;.
وتابع ريغز بقوله quot;لما لا توجد احتجاجات؟ لما لا يوجد محررون؟ لما لا يوجد اهتمام على ما يبدو؟ والصمت الذي يخيم على المشهد في الوقت الراهن هو صمت لا يمكن تصديقهquot;.
وقال ريان مورغان، محلل شؤون شرق آسيا لدى منظمة انترناشيونال كريستيان كونسيرن، إن الموضوع غير مرتبط بقلة الاهتمام، لكنه مرتبط في الأساس بصعوبة الإبقاء على الاهتمام.
دولة مغلقة
ولفت مورغان إلى أن اضطهاد المسيحيين أمر يصعب الكشف عنه، نظراً لصعوبة اختراق كوريا الشمالية من الخارج. وتابع: quot;من المستحيل تقريباً إخراج معلومات عن الكنيسة الموجودة تحت الأرض والاضطهاد من كوريا الشمالية. وحتى إذا تحصلت على معلومات، فلن يمكنك إعلانها من دون تعريض حياة من أمدوك بها للخطرquot;.
وأكمل مورغان: quot;ومع استمرار هذا الموضوع على مدار عقود من دون تغيير وبالاتساق مع عدم وجود معلومات جديدة، بات من الصعب للغاية الإبقاء على اهتمام الناس. وأنا أتصور أن المجتمع الدولي قد تخلى عن أي أمل لمساعدة مسيحيي كوريا الشماليةquot;.
ومع هذا، فإنه شدد على استمرار الاهتمام من جانب منظمات حقوق الإنسان، التي تسعى بكل قوة للوصول للحقيقة فيما يتعلق بهذا الموضوع. وشدد مورغان على أن الدعم الذي تقدمه الصين لزعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، يُصعِّب حدوث أي تغيير.
وأشار جيري ديكسترا، المتحدث باسم فرع منظمة أوبن دورز بالولايات المتحدة، إلى أنه عادةً ما تتم الاستعانة بالمواطنين الكوريين الشماليين لاضطهاد المسيحيين والتجسس عليهم.