أقرّ حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني بخسارته في انتخابات إقليم كردستان، واصفًا النتائج بأنها لا تليق بتاريخه النضالي، فيما أكدت قيادته تحمّلها مسؤولية هذه النتائج أمام أعضاء وأنصار الحزب. وقالت إنها ستحقق في أسبابها وتعيد النظر في آليات العمل والإدارة والبرامج ومستلزمات العمل والمهام والمسؤوليات داخل تشكيلات الحزب.


لندن: جاء اعتراف حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، الذي خاض انتخابات الإقليم السبت الماضي بغياب زعيمه طالباني الذي يعالج في ألمانيا منذ أواخر العام الماضي من جلطة دماغية، إثر إعلان المفوضية العليا للانتخابات العراقية الليلة الماضية الانتهاء من عمليات عد وفرز وتدقيق أصوات الاقتراع لانتخاب برلمان كردستان، البالغ عدد أعضائه 111 برلمانيًا.

توزيع مقاعد البرلمان على القوى المتنافسة
وقال رئيس مجلس مفوضية الانتخابات سربست مصطفى رشيد في مؤتمر صحافي في مدينة أربيل عاصمة الإقليم إن المجموعة الأولى من أوراق الاقتراع ستنقل إلى المركز الرئيس للمفوضية في العاصمة بغداد ظهر اليوم الاثنين لإدخال البيانات في السجلات النهائية.

وعلى الرغم من اختلاف الأرقام شبه النهائية لنتائج الانتخابات، فإنه من الواضح أن حزب طالباني قد خسر الانتخابات. ففي حين قال مصدر في الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني إن الحزب حصل على 42 مقعدًا في برلمان الإقليم، وإن حركة التغيير (المعارضة) بزعامة نشيروان مصطفى قد حصلت على 22 مقعدًا، فيما نال الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة طالباني 18 مقعدًا.. فإن حركة التغيير أشارت إلى حصول الحزب الديمقراطي على 35 مقعدًا مقابل 29 مقعدًا لحركة التغيير، و18 مقعدًا للاتحاد الوطني، و12 مقعدًا للاتحاد الإسلامي الكردستاني، وخمسة مقاعد للجماعة الإسلامية المعارضة.

وشهدت محافظات إقليم كردستان الثلاث، أربيل والسليمانية ودهوك، السبت، عملية الاقتراع العام لانتخابات برلمان الإقليم بمشاركة أكثر من مليوني ناخب، تنافس فيها 1138 مرشحًا من 31 كيانًا سياسيًا للحصول على 111 مقعدًا برلمانيًا، حيث سجلت نسبة المشاركة في الانتخابات 74.9%، بحسب مفوضية الانتخابات. وأشارت المفوضية إلى أن هذه النسبة كانت في محافظة أربيل 71.7 %، وفي محافظة السليمانية 73%، وفي محافظة دهوك 76.4%.

حزب طالباني: لا تليق بتاريخنا النضالي
وأقرّ حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة طالباني بخسارته في انتخابات إقليم كردستان، واصفًا النتائج بأنها لا تليق بتاريخه النضالي، فيما أكدت قيادته تحمّلها مسؤولية هذه النتائج أمام أعضاء وأنصار الحزب. وقالت إنها ستحقق في أسبابها وتعيد النظر في آليات العمل والإدارة والبرامج ومستلزمات العمل والمهام والمسؤوليات داخل تشكيلات الحزب.

وقال الحزب في بيان صحافي إن مكتبه السياسي عقد اجتماعًا الليلة الماضية في مدينة السليمانية بإشراف كوسرت رسول علي نائب الأمين العام للاتحاد، وبحث موضوع الانتخابات، حيث هنأ في البداية quot;أبناء شعب كردستان بنجاح الانتخابات وإنجاح الديمقراطية، التي تخدم تعميق الحياة الديمقراطية في إقليم كوردستان، وهي أحد الأهداف والشعارات الرئيسة العتيدة للاتحاد الوطني الكردستانيquot;.

كما شكر المكتب السياسي المواطنين في كردستان، الذين شاركوا بحماسة وحرص في الانتخابات، وكذلك الرفاق ومؤيدي وأصدقاء ومصوّتي الاتحاد الوطني الكردستاني وذوي الشهداء والسجناء السياسيين وذوي الاحتياجات الخاصة والبيشمركة والبيشمركة القدامى والمنظمات والنساء والرجال والشباب والشابات من مصوّتي الاتحاد الوطني الكردستاني، الذين أعربوا أثناء الحملة الانتخابية ويوم التصويت عن وفائهم لاتحادهم، كما حيّا الاجتماع أرواح شهداء الاتحاد الوطني، الذين استشهدوا أثناء الحملات الانتخابية ويوم الاقتراع، بسبب العنف الذي وقع بحق مراكز الاتحاد الوطني، كما تمنى المكتب السياسي الشفاء العاجل لجرحى أحداث الانتخاباتquot;.

وأكد الاجتماع أنه بالرغم من ضرورة انتظار النتائج الرسمية للانتخابات وحسم الشكاوى quot;لكنه وقف عند النتائج الأولية، وأكد أن النتائج الأولية هي مبعث قلق للاتحاد، وليست مفرحة، ولا تليق بتاريخ وموقع ونضال الاتحاد، لكنه سيأخذ النتائج الأولية كرسالة، مؤكدًا أنه يتحمّل المسؤولية الكاملة أمام الرفاق ومخلصي الاتحاد الوطني، كما سيقوم بالتحقيق في الأسباب المتعددة والمسببة لتلك النتائج، بالتشاور مع المجلس القيادي والكوادر المتقدمة والمختصين من أصدقاء الاتحاد الوطني، وسيقوم بإعادة النظر في آليات العمل والإدارة والبرامج ومستلزمات العمل والمهام والمسؤوليات داخل الاتحاد الوطني الكردستانيquot;.

كما شدد المكتب السياسي على أن الاتحاد الوطني الكردستاني يحترم إرادة شعب كردستان، وسيلتزم بها، في إشارة إلى قبوله بالنتائج النهائية للانتخابات.

الأحزاب الكردية الرئيسة المتنافسة
.. الحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة مسعود بارزاني، وأسسه زعيم الثورة الكردية ملا مصطفى بارزاني في آب (أغسطس) عام 1946.

.. الاتحاد الوطني الكردستاني برئاسة جلال طالباني، وتأسس في حزيران (يونيو) عام 1975 بعد انشقاقه مع عدد من القيادات مثل نوشيروان مصطفى (زعيم حركة التغيير- كوران) عن الحزب الديمقراطي الكردستاني.

.. حركة التغيير (كوران): برئاسة نوشيروان مصطفى، والمنشقة عن حزب طالباني، وكانت قد فازت بالمركز الثاني بعد قائمة الكردستانية، المؤلفة من الحزبين الرئيسين في الانتخابات السابقة، والتي باتت واحدة من القوى السياسية الرئيسة في الإقليم، وتفوقت على الأحزاب الإسلامية واليسارية الأخرى، مثل الحزب الشيوعي الكردستاني وحزب العمال الكردستاني، وهو الجناح العراقي لحزب العمال الكردستاني التركي.

.. الأحزاب الإسلامية في الإقليم وهي: الاتحاد الإسلامي (تأسس عام 1994) والحركة الإسلامية (عام 1987) والجماعة الإسلامية (عام2001) وجماعة أنصار الإسلام (عام 2001).

يذكر أن أول انتخابات لبرلمان إقليم كردستان كانت قد جرت في 19 أيار(مايو) عام 1992، وتقاسم كل من حزبي بارزاني وطالباني مقاعد البرلمان بنسبة 50% لكل منهما.