تُعقد آمال كثيرة اليوم حول اسبوع لبنان في نيويورك، من هذه الآمال حلحلة ممكنة لموضوع الحكومة اللبنانية من دون أن ننسى المساعدات الاقتصادية المرجوة، فهل تكون آمالاً تُحبطها الوقائع؟.

بيروت: يؤكد النائب السابق مصطفى علوش ( المستقبل ) في حديثه لـquot;إيلافquot; أن هناك ملفين اليوم في اسبوع نيويورك، الملف الاول هو ملف سياسي وامني، وهو مرتبط بامكانية تسويات دولية يبدو أنها غير حاضرة، ومعالمها لم تضح في الوقت الحالي، رغم الحديث عن توافقات روسية اميركية بخصوص سوريا، فالمعلومات حتى الآن متضاربة، وكل ما يجري هو شراء وقت للنظام السوري من قبل روسيا، وبعض الوقت لإيران، اما من الناحية الاقتصادية والانسانية، يؤكد علوش أن وضع لبنان الاقتصادي تجاوز الخطوط الحمراء من أشهر عدة، بخاصة مع وجود اعداد هائلة من النازحين واللاجئين السوريين، يضاف اليهم تفاقم الوضع الاقتصادي اللبناني لا بل تدهوره على مدى العامين الماضيين واكثر، من هنا عمليًا الملف الاهم،الذي يمكن للمجتمع الدوليأن يقوم باجراءات قد تكون مفيدة، هو ملف المساعدات للنازحين وللبنان بشكل عام.

في هذا الخصوص، يرى النائب مروان فارس ( الحزب السوري القومي الاجتماعي) في حديثه لـquot;إيلافquot; أنه بكل الحالات الاجتماع الدولي الذي سوف يحضره لبنان في نيويورك يشير الى الاهتمام الدولي بلبنان، لخروج لبنان من ازماته المتلاحقة على كل المستويات، بخاصة أن الدولة اللبنانية معطلة اليوم على المستويات كافة، وسبب ذلك أن جلسة المجلس النيابي المقررة اليوم لن تعقد، وهذا يعني أن المجلس النيابي معطل للمرة الخامسة، وكما نعلم، تعطيل المجلس النيابي هو تعطيل لكل الحياة السياسية، اما القوى السياسية التي تحاول التعطيل فهي قوى 14 آذار/مارس، وهي لا تريد أن تسير الامور بالمعطيات الممكنة حاليًا، الا أنه بعد تصريحات رئيس الجمهورية أنه فور عودته من الولايات المتحدة الاميركية سيشكل حكومة، فنحن نعتقد أن الدولة اللبنانية وهي عاجزة عن القيام بواجباتها، معنية أن تشكل حكومة في ظل هذه الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة، وكل المعنيين يعتبرون أن الوضع في سوريا يؤثر كثيرًا على لبنان.

لبنان متزعزع داخليًا

لبنان متزعزع داخليًا، لا حكومة لا مجلس نواب ينعقد، هل سيكون مؤتمر نيويورك بالفاعلية ذاتها لو كان لبنان متماسكًا داخليًا؟

يؤكد علوش لو كانت هناك حياة سياسية طبيعية في لبنان، لما كانت هناك ازمة، لانه عمليًا ازمتنا نابعة من عدم وجود دولة حقيقية على مدى العقود الماضية، والدولة معالمها تكون بسيطرتها السيادية على المفاصل الامنية.

ويرى علوش أن لبنان يُتعامل معه من قبل الدول الكبرى والمجتمع الدولي على اساس أنه دولة ناقصة، لكنّ هناك املاً بانتظار أن تكون هناك حلول كبرى للمنطقة، لأن عمليًا في ظل وجود سلاح الميليشيات وعلى رأسها حزب الله، والتداخلات الدولية الموجودة واهمها التداخل الايراني في لبنان، لا يمكن أن نصل الى دولة متكاملة إلا بعد وجود حلول طويلة الامد تتعلق بالسلاح غير الشرعي.

حول هذا الموضوع، يعتبر النائب فارس أن على لبنان أن يخرج من الازمات السياسية المتلاحقة فيه، من خلال خروجه من الازمة الطائفية، وحزب الله لا يريد صراعًا سنيًا ndash; شيعيًا، والقوى السياسية لا تريد ذلك، وquot;نسعى أن يكون لبنان بلدًا لجميع اللبنانيين، من دون تقسيمات مذهبية أو طائفية، بخاصة أن هنالك مخاطر كبيرة بعد النزوح السوري الى لبنان، وهناك قوى سياسية تدخل من سوريا الى لبنان، كالقاعدة وغيرها، اصبحت تهدد امن لبنان.quot;

حكومة بانتظار معجزة

الحديث اليوم عن حلحلة لمسألة الحكومة في لبنان بعد انعقاد مؤتمر نيويورك، هل نحن بانتظار معجزة ما من وراء هذا الموضوع؟ يؤكد علوش أنه لا شك قبل أي محطات معينة نشهد على آمال كبرى ولكن هذه الآمال تُواجه دائمًا بالوقائع، لا نعتقد أن ما سيحدث في نيويورك سيكون من ضمنه حلحلة لموضوع الحكومة، لأنه عمليًا الاطراف الموجودة على الارض لا تزال على مواقفها، ولا نزال نشهد وجود الخلاف على المستوى السياسي والامني والعسكري القائم بلبنان، نريد ان تُشكّل حكومة حيادية، والخيار الآخر أي 3 (8)، نحن بانتظار أن يطرح رئيس الجمهورية والرئيس المكلف التشكيلة التي يريانها كي نعلن عن موقفنا تجاهها.

في هذا الصدد، يرى النائب فارس أنه من المفترض لرئيس الحكومة اللبناني أن يشكل الحكومة بعد 6 اشهر من تكليفه، وان يقدم خيارات واضحة للشعب اللبناني، والرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام معني اليوم أن يقبل التحدي خصوصًا انه انتُخب باجماع المجلس النيابي اللبناني.

القوى السياسية، يتابع فارس، تريد أن تُمثل بحسب احجامها السياسية، وندعم حزب الله والقوى السياسية الاخرى ممثلة بالمجلس النيابي كي تكون موجودة في الحكومة.

فصل الموضوع السوري عن لبنان

مؤتمر نيويورك سيفصل قضية سوريا عن لبنان، وسيولى لبنان أهمية خاصة، ما الفائدة المرجوة من ذلك؟ يرى علوش أنها آمال تحبطها الوقائع، والازمة السورية نعاني منها منذ نشأة لبنان، ودخول الاحلام العسكرية والامبراطورية على عقول بعض السياسيين في سوريا، وبالأخص من ايام الرئيس السابق حافظ الاسد، والفصل بوضع الظل القائم هو شبه مستحيل، اذا كانت هناك امكانية لسحب حزب الله من سوريا، ووقف العمالة بكل ما للكلمة من معنى للنظام السوري من قبل البعض، وكذلك العمالة للنظام الايراني من قبل البعض الآخر في لبنان، فربما يمكن أن نفصل الوضع السوري عن لبنان، ولو بشكل جزئي لمعالجة الوضع اللبناني، ولكن عمليًا الحدود لا يمكن أن تكون مفتوحة باتجاه واحد.

للنائب فارس رأيه في هذا الخصوص وهو يعتبر أن مؤتمر نيويورك هو دعم دولي للبنان، لمساعدة لبنان على مواجهة ازمة النازحين السوريين، ويقول: quot;نتمنى ألا يبقى مجرد كلام، نريد منه أن يقدم مساعدات للبنان، لأنه يمر بأزمة كبيرة، لا يستطيع فيها أن يعالج ذلك بنفسه، عن المساعدات الاقتصادية لمؤتمر نيويورك يعتقد فارس أنه يجب أن يُساعد لبنان لأن الدول العربية التي وعدت بمساعدة لبنان لم تفِ بوعودهاquot;.

لقاء سليمان بالرئيس الاميركي

عن لقاء الرئيس اللبناني ميشال سليمان على هامش المؤتمر مع الرئيس الاميركي باراك اوباما يرى علوش أن هذا اللقاء شكلي، ونوع من التعبير لأنه سيكون قصيرًا، والامور التي تُبحث تكون معدة سابقًا، وتمّ التوافق عليها في الاروقة الدبلوماسية.

في هذا الخصوص يرى فارس أن اوباما على رأس الدول المتسلطة على العالم، التي تعمل لمصلحة اميركا وليس لمصلحة دول الشرق الاوسط، وهي بالتالي تعمل لمصلحة اسرائيل، وهذه الاخيرة تحتل لبنان وتعتدي عليه، لن يكون هناك تغيير كبير في الموقف الاميركي، لأنه يدعم اسرائيل، ولبنان طرف عادي بالنسبة لاميركا.