قَبل لوران فابيوس دعوة إيران إلى جنيف ـ 2 بشروط، فعليها أن تقبل بهدف المؤتمر في تشكيل حكومة انتقاليةلا مكان فيها لبشار الأسد، وأن تفهم أنها لن تُكافأ على تعاونها في حل الأزمة السورية بتمكينها من مواصلة برنامجها النووي.


قال لوران فابيوس، وزير الخارجية الفرنسي، في لقاء مع اعضاء مجلس التحرير في صحيفة نيويورك تايمز، بمناسبة حضوره اعمال الجمعية العام للأمم المتحدة: quot;هناك حجة قوية لصالح حضور ايران، فالسلام يُصنع بين اطراف متحاربة، وايران طرف في النزاعquot;.

ثم أضاف: quot;ولكن، بل مرتين ولكن، عليهم أن يقبلوا بصراحة الهدف من جنيف ـ 2 في تشكيل حكومة انتقالية كاملة السلطات، لا مكان فيها لرئيس النظام بشار الأسد، والنقطة الثانية أن يكون واضحًا للايرانيين أن هناك سورًا صينيًا بين القضية السورية والبرنامج النووي، وليس بمقدورهم أن يقولوا نوافق على تقديم حل للمشكلة السورية إذا تساهلتم مع البرنامج النووي. كلا، فهذان شيئان مختلفانquot;.

إتصال أول

تزامنت تصريحات فابيوس مع الكلمات التي سيلقيها زعماء العالم خلال اعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة التي من المتوقع أن يكون النزاع السوري الموضوع الرئيسي فيها. وإلى جانب الاتفاق على نص قرار تقبل به القوى الكبرى في مجلس الأمن لتنفيذ الاتفاق الاميركي ـ الروسي على تدمير ترسانة الأسد النووية، يناقش الدبلوماسيون من الدول ذات العلاقة آليات عقد جنيف ـ 2 وموعده.

وفي حين أيّد فابيوس والمبعوث العربي الدولي الأخضر الابراهيمي دعوة ايران، فإن الولايات المتحدة والدول الحليفة عارضت إشراك طهران، التي ارسلت مقاتلين من فيلق القدس لمساعدة نظام الأسد، وتمده بالسلاح ايضًا.

يبدو أن الاميركيين ينتظرون ما سيحدث الخميس، حين يلتقي وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف نظراءَه من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن زائد المانيا، بشأن برنامج ايران النووي. وبحضور وزير الخارجية الاميركي جون كيري، سيكون اللقاء اول اتصال مباشر على هذا المستوى بين الولايات المتحدة وايران منذ 30 عامًا ونيف من القطيعة، كما سيكون أول لقاء بين كيري وظريف بصفتهما الوزارية.

نقاشات بناءة

كانت مفوضية السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي التقت ظريف الاثنين، وقالت إن نقاشاتهما كانت بناءة، وإن ظريف الذي لم تجتمع به وجهًا لوجه قبل ذلك تحدث عن عدد من القضايا، لكنه ركز على القضية النوويةquot;.

وكان رد فعل الخارجية الاميركية على اللقاء حذرًا، يعبر عن موقف إدارة أوباما بأن العبرة في افعال القيادة الايرانية الجديدة وليس أقوال مسؤوليها. واعربت المتحدثة باسم وزارة الخارجية جين ساكي عن الأمل بأن تتواصل الحكومة الايرانية الجديدة جديًا مع المجتمع الدولي، من أجل التوصل إلى حل دبلوماسي لبرنامج ايران النووي وتتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تحقيقاتها.

وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ عقب اجتماعه مع ظريف إن ايران يمكن أن تقوم بدور بناء في انهاء النزاع السوري، quot;لكن بريطانيا تتوقع من ايران أن تتخذ خطوات ملموسة لتبديد مخاوف المجتمع الدوليquot;.