تحدث الجنرال سليم إدريس، قائد الجيش السوري الحر، عن سبب اعتراضه على صفقة الأسلحة الكيميائية التي تمت مع الأسد، ووصفها بأنها مجرد خدعة. كما تطرق لأسباب قلق الغرب في ما يخص المتطرفين الإسلاميين، وكذلك الطريقة التي ينجح من خلالها بالتنسيق بين قواته عبر خدمة سكايب.


القاهرة : تلقى قائد الجيش السوري الحر، الجنرال سليم إدريس تعليمه في مقر الأكاديمية العسكرية في حلب، قبل الانضمام للجيش السوري الحر في تموز (يوليو) عام 2012. وبعد ارتقائه إلى أن تم انتخابه كرئيس لهيئة الأركان للمجلس العسكري الأعلى، بات المسؤول الأبرز في الجيش السوري الحر، وبات كذلك الشخصية الأكثر أهمية على صعيد التواصل مع الحكومات الأجنبية.
وفي بداية حديثه مع مجلة دير شبيغل الألمانية، رفض إدريس اعتبار صفقة الأسلحة الكيميائية التي أبرمت مع الأسد بمثابة العلامة المبشرة، مضيفاً أن الهجوم الذي شُن في الـ 21 من الشهر الماضي هو جريمة ضد الإنسانية، ولم يحاسب عليها أحد.
وقال إن المشكلة تتمثل في أن الجميع يتحدث عن مراقبة الأسلحة الكيميائية، وليس عن دمار سوريا واستمرار عمليات القتل. وأضاف: quot; تشن قوات الجو التابعة للأسد هجمات يومية على المدن والقرى، ما كان سبباً في إبادة أبراج سكنية بأكملها بواسطة صواريخ سكود واستمرار القصف بالمدفعية والدبابات، دون انزعاج من أحدquot;.
وأكمل quot;يقع يومياً 100 قتيل وأكثر، ويلوذ ثلث سكان سوريا تقريباً بالفرار من بيوتهم. وهذا جنون، وأنا لا أفهم الغرب، فلماذا يكتفون جميعهم بمجرد النظر؟quot;.

لا جدوى من تدمير الكيميائي
وأشار إدريس إلى أنه لا جدوى من خطوة تدمير الأسلحة الكيميائية، موضحاً أنهم تحصلوا بالفعل على تقارير تؤكد إخفاء النظام لأسلحته الكيميائية. وأن الكثير من منشآت التخزين تكون خالية حين يأتي المفتشون. وعن الآثار التي قد تنجم جراء شن الولايات المتحدة هجوماً بصواريخ كروز، أكد إدريس أن مجرد التهديد بتلك الصواريخ وحدها هو أمر كافٍ لبث الذعر في نفوس القوات الموالية للنظام السوري.
وأضاف أن الجميع ينتظر توجيه ضربة للمطارات ولمنصات إطلاق صواريخ سكود، حيث ستكون هي البداية نحو فقدان النظام قدرته على التحمل، وأعقب بلفته إلى أنهم كثوار ليسوا بحاجة إلى قوات برية، وإنما إلى هجمات جوية أو صواريخ مضادة للطائرات على أقل تقدير كي يتمكنوا من الدفاع عن أنفسهم من كل ما يواجهونه.
واستنكر إدريس رفض تزويد الغرب لهم بالسلاح بحجة خطر وصولها للإرهابيين، وقال quot;الإرهابيين؟ نحن من نتعرض للإرهاب كل يوم. فقد تحدثت منذ فترة قصيرة مع احد قادتنا في الشرق، وأخبرني بأن سلاح الجو قصف سد الفرات مرة أخرى، وإذا تحطم السد، فإن مليارات الأمتار المكعبة من المياه ستأتي على الأخضر واليابس. فهل هذا إرهاب؟ وقد قدمنا كل الضمانات للجانب الأميركي بأننا سنستعين فقط بالأسلحة المضادة للطائرات في مواجهة سلاح الجو الخاص بنظام الأسدquot;.
وأشار إدريس إلى أن تخوف العرب من احتمالية فرض الجهاديين سيطرتهم حال سقوط الأسد لا أساس له من الصحة، فقد سبق لمتطرفي quot;الدولة الإسلاميةquot; أن أخلوا مواقعهم في إدلب وحلب حين بدت الضربة الأميركية وشيكة، مضيفاً أنه ونظراً لعدم وجود مصلحة لهم في سقوط النظام، فقد ازدهروا في الحرب واستفادوا من ضعفنا.
كما لفت إلى أنه سبق أن حذر من مغبة أي تعاون عسكري بين الجيش السوري الحر والجهاديين. وأكد أن لديهم هدفاً مشتركاً هو تدمير النظام وتحقيق الحرية والكرامة.
وعن الجهات التي تتخذ القرارات الخاصة بشن الهجمات، أوضح إدريس أن المبادرة تتخذ في بعض الأحيان من جانب المجلس العسكري الأعلى، وفي بعض الأحيان من جانب القادة على أرض الواقع، مضيفاً أنه يتواجد على الإنترنت حتى الثالثة من صباح كل يوم، في محاولة للتنسيق بين الوحدات المنتشرة عبر سوريا بأكملها.
كما نوّه إلى أنهم يدعمون كافة الحلول السياسية، شريطة أن يمثل الأسد أمام القضاء. وحذر من استمرار الأوضاع الحالية لأن ذلك سيؤدي إلى مزيد من الكراهية والانهيار التام.