أدى الزلزال القوي الذي هز باكستان إلى خروج جزيرة جديدة في بحر العرب، قبالة ساحل غوادار، الأمر الذي لم يستغربه العلماء، لأن الهزات القوية تحرك تضاريس أعماق البحار فتندفع إلى السطح.

ظهرت جزيرة جديدة على خريطة باكستان بالقرب من السواحل الجنوبية المطلة على بحر العرب بعد زلزال عنيف ضرب المنطقة. وقدرت وكالة المسح الجيولوجي الأميركية قوة الهزة بــ 7.7 درجات بمقياس ريختر، وهي من القوة ما أدى إلى تشكل جزيرة جبلية في بحر العرب قرب ساحل بلدة غوادر، بحسب ما بثته قناة جيو تي في الباكستانية.
ليس مستغربًا
شكل ظهور هذه الجزيرة ظاهرة رصدتها وسائل الاعلام، لأنها ساهمت في تغيير خريطة المنطقة البحرية المقابلة لباكستان، والمجاورة لمداخل الخليج العربي.
والجزيرة صغيرة، بقطر نحو مئة قدم وبطول 60 مترًا وبارتفاع 30 مترًا، وقد استغرق اكتمال ظهورها فوق سطح البحر ساعات، وذلك على بعد 600 متر تقريبًا من ساحل غوادر الباكستاني.
وأكد زاهد رافي، المختص في المركز القومي لمراقبة مسح الزلازل ظهور الجزيرة، لافتًا إلى أن هذا ليس بأمر مستغرب بالنظر إلى حجم الهزة المدمرة، quot;لأن زلزالا بهذه القوة يحرك تضاريس الأعماق عادة فتندفع إلى السطحquot;. ويقول خبراء إن الزلازل العنيفة تحدث تشوهات رئيسة في قشرة الأرض، وتحديدًا قرب المناطق الساحلية.
عوامل إضافية
أما جون بيليني، الجيوفيزيائي في هيئة المسح الجيولوجي الأميركية، فنقلت عنه تقارير صحافية قوله: quot;صغر مساحة الجزيرة يناسب قوة الزلزال الذي يبعد مركزه 235 كيلومترا جنوب شرق بلدة دالباندين، في إقليم بلوخستان الباكستاني المتاخم لإيران، ولو كان مركزه أقرب لكانت التضاريس التي خرجت من الأعماق أكبر بكثيرquot;. لكنه استبعد أن تكون الزلازل وحدها قادرة على تشكيل جزر بحجم هذه الجزيرة، لافتًا إلى عوامل عدة قد تساهم في ذلك، منها المد البحري.
وقال طفيل بالوش، المسؤول في الإدارة المحلية لمنطقة الساحل الجنوبي: quot;قبل 60 عامًا، ظهرت على السطح البحري جزيرة مماثلة، لكنها اختفت فجأة ولم نعد نراهاquot;.