هاجم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي فتاوى أصدرها علماء دين سنة عراقيون بإعلان الجهاد ضد القوات العراقية التي هاجمت المحتجين في الأنبار، وطالب دولًا عربية بإيقاف التحريض على العنف والإرهاب من قنوات تأويها، ودعا أبناء الأنبار quot;الحقيقيين، لا المحرّضينquot;، إلى التفاوض حول مطالب المحافظة.. فيما تقرر عرض نائب الأنبار المعتقل أحمد العلواني على التحقيق غدًا، بينما أحرق مسلحون مراكز شرطة وعجلات عسكرية في الرمادي والفلوجة.


أسامة مهدي: قال المالكي في كلمته الاسبوعية الى العراقيين، والتي تابعتها quot;ايلافquot; اليوم، انه ممتن للاجهزة الرسمية والعسكرية في محافظة الانبار الغربية، التي انهت فتنة ساحة الاعتصام، وازالت خيامها بدون اراقة دماء، على الرغم من تحولها الى مركز قيادة للارهاب والارهابيين وملاذًا للتدريب والتخطيط والتفخيخ والتفجير، حيث كان لزامًا على الدولة انهاء ساحات الفتنة هذه، وان تأخر هذا الاجراء بشكل سمح لمزيد من التوتر والعنف.

مواجهة القاعديين
واشار الى انه بعد الانتهاء من هذه المشكلة فإن جهد القوات المسلحة العراقية سيركز على مواجهة مسلحي القاعدة ودولة العراق والشام (الإسلامية) والقضاء عليهم والاستمرار في ملاحقتهم، بعدما تحولت ساحات الاعتصام ومنصاتها ملاذًا لمثيري الطائفية والعنف، ثم التحق بهم مصدرو الفتاوى التكفيرية والداعون إلى الجهاد، في اشارة الى بيانات اصدرها الاب الروحي للاعتصامات في المحافظات السنية المحتجة العلامة الشيخ عبد الملك السعدي، الذي دعا الى الجهاد، وطالب افراد القوات المسلحة بعصيان اوامر قياداتها لضرب المحتجين.

ودعا المالكي رجال العشائر في جميع محافظات البلاد إلى ان quot;تهب لوضع حد لحالة الإتعاب لمسيرة الدولة ومواجهة المخربين والارهابيينquot;. واشار الى انه بعدما انتهت صفحة الاعتصام والفتنة التي تصدرها ساحاتها فإن العمل قد بدأ لتقديم الخدمات لمحافظة الانبار ودعوة ممثليها الحقيقيين، وليس اصحاب الفتنة، إلى القدوم الى بغداد للتفاوض حول مطالب واحتياجات اهلها، مشددا على ان صدر الدولة منفتح لهذه المطالب، مشددا على القول quot;لا نريد التفاوض مع صناع الازمة من بعض السياسيين الذين يثيرون الناس لدوافع انتخابيةquot;.

ورفض المالكي معارضة ارسال الجيش الى الانبار، مؤكدا انه جيش العراق، وليس جيشًا طائفيًا يمثل الشيعة او السنة او الاكراد او المسيحيين، وعليه واجب الذهاب الى اي منطقة من البلاد تتطلب ذلك.

وشدد على ان الجيش ذهب الى الانبار لتخليصها من ارهابيي القاعدة وداعش والطائفيين.. مؤكدا quot;لن نسمح لاحد بالخروج على القانون، وسنلاحق كل الميليشيات، شيعية وسنية، من اجل حفظ امن المجتمع والدولةquot;. وهاجم مصدري فتاوى التكفير والجهاد. وتساءل قائلًا quot;من تريدون ان تقتلوا بهذه الفتاوى؟quot;. وطالب الدول العربية التي تنطلق منها هذه الفتاوى عبر الفضائيات بوضع حد لها ووقفها والابتعاد عن الاجواء التي تثير التوتر والتحريض، التي قال انها لن تخدمهم، ولا تخدم الاوضاع العامة في المنطقة.

عرض العلواني على قاضي التحقيق غدًا
اعلن النائب عن ائتلاف quot;متحدونquot; خالد العلواني ان النائب المعتقل احمد العلواني سيعرض على قاضي التحقيق غدا الخميس، مؤكدا انه يتمتع بصحة جيدة. واشار الى ان لجنة تضم وزير الدفاع وكالة سعدون الدليمي ورئيس مؤتمر صحوة العراق احمد ابو ريشة قد تمكنت من زيارة النائب احمد العلواني في معتقله، مؤكدا انه بصحة جيدة، وتحدث مع عائلته هاتفيًا، وسيعرض على قاضي التحقيق يوم غد، لتدوين اقواله، كما نقلت عنه الوكالة الوطنية العراقية للانباء.

وكانت قوة امنية قادمة من بغداد قد اعتقلت نائب الانبار احمد العلواني لدى مداهمة منزله في منطقة الجزيرة قرب الرمادي السبت الماضي، حيث قتل في العملية ستة اشخاص، من بينهم شقيقه علي. وتتهم السلطات العلواني باطلاق النار على افراد القوة الامنية لدى مهاجمتها لمنزله.

من جهته دعا الشيخ على حاتم امير الدليم اهالي الانبار الى الحفاظ على الممتلكات العامة ودوائر الدولة والكليات والمعاهد والمدارس والمستوصفات الطبية وكل مرفق حيوي يخص حياة الناس. وقال في نداء الى الاهالي quot;وصلتنا تقارير عدى مفادها ان هناك عناصر ميليشياوية مندسة، هدفها تلطيخ سمعة الثوار، والعمل على خلق بلبلة عن طريق العبث بهذه الممتلكات، لذلك كل من يقوم بهذا الشيء هو ميليشياوي خارج عن القانون، لا يسمح بتواجده في ارض الانبار، لأن الثورة التي قامت هي لجلب المنفعة ورد الهيبة لمدن المحافظة، فلن نسمح لأحد بتشويه سمعتها، لذلك وجب التنويه والتنبيه، وعلى المواطنين القريبين من كل مبنى دائرة منع اي مندس يحاول ذلك، وتبليغ اقرب مجموعة من الثوار عن ذلكquot;.

يأتي ذلك في وقت تتواصل فيه اشتباكات شديدة بين مسلحي العشائر والقوات الامنية في مديني الفلوجة والرمادي في محافظة الانبار حيث تم في الفلوجة تدمير 4 عربات هامر للحيش، فيما سلم عدد من افراد الشرطة انفسهم للمسلحين، بحسب ماقالت الحملة الدولية لاطلاق العلواني، مشيرة الى ان الضباط يرفضون التسليم، ويواصلون اطلاق النار ضد المسلحين. واشارت الحملة الى انه تمت السيطرة على الخط السريع وفتحه للمدنيين فقط، وقطع الامداد عن القوات الحكومية المتجهة إلى مدن الانبار.

وفي مدينة الرمادي عاصمة المحافظة، احرق مسلحون اربعة مراكز للشرطة، هي مركز شرطة الملعب ومركز النصر ومركز الحميرة ومركز الضباط اضافة الى حرق عجلات عسكرية.

وفي محاولة لنزع فتيل التوتر الامني في محافظة الانبار، التي تسكنها غالبية سنية، دعا المالكي امس الثلاثاء الجيش الى الانسحاب من المدن، وتسليمها الى قوات الشرطة، في اشارة الى الرمادي والفلوجة في محافظة الانبار. وقد قتل في المواجهات التي تشهدها مناطق من محافظة الانبار منذ الاحد الماضي حوالى 50 شخصًا وأصيب أكثر من 100 اخرين.