تجمعت معلومات لدى (خزنة إيلاف) تفيد بأن محكمة أمن الدولة الأردنية لن تصدر أية أحكام ضد السلفي الجهادي عمر محمود عثمان المعروف بـ(أبو قتادة).


تستأنف محكمة أمن الدولة الأردنية في 16 كانون الثاني (يناير) الحالي محاكمة المتشدد (أبو قتادة) الذي كان يوصف في الماضي بأنه quot;سفير بن لادن في أوروباquot; الذي كانت الأردن تسلمه بموجب اتفاقية قضائية من بريطانيا في تموز (يوليو) الماضي.

ولمّح مصدر قانوني أردني أمام (إيلاف) إلى أن التهم التي يحاكم بشأنها أبو قتادة الفلسطيني المولد العام 1960 قد تتم إعادة مراجعتها لـquot;صالحهquot; حيث لم يثبت تورطه quot;شخصياًquot; في أي عمل إرهابي على الأراضي الأردني كما كانت لوائح الاتهام تشير.

ولم يُحدد المصدر القانوني تاريخا لإصدار مثل هذا الحكم أو في أي جلسة من جلسات محكمة أمن الدولة التي تعتزم غلق هذا الملف نهائيا. وكانت محكمة أمن الدولة الأردنية، أصدرت قرارًا بشطب الأحكام التي كانت أصدرتها غيابيا بحق المتشدد الإسلامي السجين على ذمة اتهامات سابقة.

وأبو قتادة متهم من جانب الأردن بالتآمر بقصد القيام بأعمال إرهابية في قضيتين تتعلقان بالتحضير لاعتداءات كان حكم بهما غيابيا العام 1998 والعام 2000quot;.

وكان حُكم على أبو قتادة (53 عاما) بالاعدام غيابيا العام 1999 بتهمة التآمر لتنفيذ هجمات إرهابية من بينها هجوم على المدرسة الأميركية في عمان لكن تم تخفيف الحكم مباشرة إلى السجن مدى الحياة مع الأشغال الشاقة.

كما حكم عليه العام 2000 بالسجن 15 عاما للتخطيط لتنفيذ هجمات إرهابية ضد سياح أثناء احتفالات الألفية في الأردن.

لجوء لبريطانيا

يذكر أن السلفي الجهادي (أبو قتادة) كان أقام في الكويت وبعد حرب الخليج الأولى (التي كان يعارضها) طرد منها إلى الأردن، ومن هناك سافر إلى باكستان ووصل الى بريطانيا في 1993 بجواز سفر اماراتي مزوّر، وطلب اللجوء السياسي بدعوى الاضطهاد الديني، ليمنح اللجوء في العام التالي.

وتحوّل quot;أبو قتادةquot; لأكثر الرجال المطلوبين بعد فراره من منزله في أكتون غرب لندن في أعقاب وقوع هجمات الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) عام 2001، وفي العام ذاته قبضت الشرطة البريطانية عليه أول مرة في منزل ثقافي في شمال لندن واحتجزته في سجن بلمارش ثم أخلت سبيله عنه بكفالة مع فرض قيود صارمة على تنقلاته.

وكان ابو قتادة، احدى الشخصيات الاسلامية المتشددة التي اثارت اهتمام الاعلام البريطانية لسنوات طويلة الى جانب ابو حمزة الاسلامي، المصري، الذي بترت يده، وفقد احدى عينيه، السجين حاليا في الولايات المتحدة وعمر البكري (السوري الأصل) مؤسس حركة quot;مهاجرونquot; الهارب راهنا في مدينة طربلس اللبنانية.

وبعد تفجيرات 7 تموز (يوليو) 2005 في لندن التي أسفرت عن مصرع 50 شخصاً وإصابة ما يقرب من 700 آخرين تم اعتقال quot;أبو قتادةquot;، لتقرر محكمة بريطانية في 26 شباط (فبراير) من عام 2007 بجواز تسليمه إلى الأردن إلا أنه قدم استئنافا ضد القرار وربحه لينجو من تسليمه للأردن.

وفي تشرين الثاني (نوفمبر) 2008 تم اعادة اعتقاله مجددا لخرقه شروط الإفراج عنه بكفالة ليتم إلغاء قرار الإفراج عنه بكفالة وليعاد إلى السجن في انتظار ترحيله خارج المملكة المتحدة، حتى تم ترحيله فعلياً إلى الأردن في تموز (يوليو) الماضي.