أصدر الرئيس الأميركي إعلاناً رئاسياً باعتبار شهر كانون الثاني (يناير) شهراً لمنع الاستعباد والاتجار بالبشر وذلك في ذكرى مرور أكثر من قرن ونصف قرن من الزمن على إصدار لنكولن إعلان تحرير العبيد.


قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إن عبودية العصر الحديث تشكل مأساة عالمية، ويتعين علينا مكافحتها وهي كذلك تتطلب عملاً دوليًا.

وأضاف أن الملايين من الناس لا يزالون يعيشون في نير العبودية، حيث يُجبر الأطفال على المشاركة في النزاعات المسلحة أو يتم بيعهم إلى بيوت الدعارة من قبل أهاليهم المعوزين، ويتعرّض الرجال والنساء الذين يكدحون مقابل أجر زهيد أو بدون أجر على الإطلاق، للتهديد وللضرب إذا حاولوا الهرب. إن العبودية تمزّق نسيجنا الاجتماعي، وتغذّي العنف والجريمة المنظمة، وتزدري إنسانيتنا المشتركة.

وقال أوباما: وخلال الشهر القومي لمنع الاستعباد والاتجار بالبشر، نجدد التزامنا بوضع حد لهذه الآفة في جميع أشكالها.

ونوه الإعلان الرئاسي إلى أن الولايات المتحدة تسلط الأضواء على الزوايا المظلمة حيث توجد وتفرض عقوبات على بعض أسوأ المنتهكين، وتمنح الحوافز للبلدان لتلبية مسؤولياتها، وتشارك مع مجموعات ومنظمات مساعدة ضحايا الاتجار بالبشر للهروب من قبضة منتهكي حرياتهم.

قوانين مكافحة

وقال الرئيس الأميركي: ونحن نعمل مع دول أخرى فيما تكثف جهودها الخاصة، ونشهد المزيد من الدول تصدر قوانين لمكافحة الاتجار بالبشر وتحسين فرض تطبيقها. وتابع أوباما: وفي الوطن، نقود كمثال يحتذى به، تتخذ حكومتي إجراءات صارمة ضد المهرّبين، ووجهت التهم إلى عدد قياسي من المنتهكين، كما أننا ننشر تكنولوجيا جديدة في مجال مكافحة الاتجار بالبشر.

وقال إن الحكومة الفدرالية تقوم على تطوير أول خطة عمل إستراتيجية على الإطلاق لتعزيز خدمات حماية الضحايا وتقوية مكافحة الاتجار بالبشر في العقود الفدرالية.

واشار الى ان البيت الأبيض استضاف خلال العام الماضي، مناسبات حول مكافحة الاتجار بالبشر، وجمع سوية قادة من كل قطاع من قطاعات المجتمع الأهلي. ووضعنا معًا أفكارًا جديدة لمحاربة الاتجار على الصعيدين الوطني والشعبي.

تفكيك شبكات

واستطرد الرئيس الأميركي يقول: خلال عملنا على تفكيك شبكات الاتجار ومساعدة الناجين على إعادة بناء حياتهم، ينبغي علينا أيضًا أن نعالج نقاط القوة الكامنة وراء دفع هذا العدد الكبير من الناس إلى العبودية. ودعا الى تطوير اقتصادات تخلق فرص عمل شرعية، وبناء شعور عالمي بالعدالة يقول إنه يجب عدم استغلال أي طفل على الإطلاق، وتمكين بناتنا وأبنائنا بالفرص نفسها لتحقيق أحلامهم.

وقال أوباما: وفي هذا الشهر، أدعو كل دولة، وكل مجتمع، وكل فرد إلى مكافحة الاتجار بالبشر أينما وُجد. فلنعلن كشخص واحد أن العبودية لا مكان لها في عالمنا، ولنعِد في نهاية الأمر إلى جميع الناس الحقوق الأكثر أساسية في الحرية والكرامة والعدالة.

وفي بيانه الرئاسي قال: وعليه، أنا باراك أوباما، رئيس الولايات المتحدة الأميركية، وعملاً بالصلاحيات التي خولها لي دستور وقوانين الولايات المتحدة، أعلن شهر كانون الثاني (يناير) من العام 2014 الشهر القومي لمنع الاستعباد والاتجار بالبشر الذي سيُختتم بالاحتفال السنوي باليوم القومي للحرية في 1 شباط (فبراير).

ووجه أوباما دعوة للشركات والمنظمات القومية والمجتمعات الأهلية وجميع الأميركيين لأن يدركوا الدور الحيوي الذي يمكننا القيام به لإنهاء جميع أشكال العبودية وأن يحتفلوا بهذا الشهر بتنظيم البرامج والنشاطات المناسبة.

وختم أوباما بيانه الرئاسي: وكشهادة على ذلك، أوقع على هذا الإعلان في اليوم الحادي والثلاثين من كانون الأول (ديسمبر) من العام 2013 ميلادي، وفي العام الثامن والثلاثين بعد المئتين من استقلال الولايات المتحدة الأميركية.