أكدت المراجع الشيعية في العراق دعمها للجيش وقالت إن مكافحة الإرهاب ليست حكرًا على الشيعة وليست موجهة ضد السنة وحذرت من تسلل عناصر داعش إلى محافظات عراقية مجاورة للأنبار.. فيما دعا ائتلاف متحدون بزعامة النجيفي إلى ايقاف فوري لقصف المدن والأحياء السكنية في محافظة الأنبار الغربية بذريعة الرد على الارهابيين.


لندن: قال معتمد المرجع السيستاني أحمد الصافي في خطبة الجمعة في مدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) اليوم إن مكافحة الإرهاب مهمة وطنية لا تخص طائفة دون أخرى مشيرا إلى أنّ مكافحة القوى الظلامية الدموية مهمة وطنية لا تختص بطائفة او فئة دون اخرى في إشارة إلى الشيعة الذين يقودون الحكومة.

وشدد على ضرورة وقوف جميع مكونات الشعب العراقي quot;خلف القوات المسلحة وابناء العشائر الذين يحاربون هذه القوى المنحرفةquot;. ودعا الجميع إلى الابتعاد عن الممارسات الطائفية والمساس بحقوق المواطن الدستورية وأكد أن الاستقرار السياسي والاجتماعي في البلاد مرهون باحترام البعض للآخرquot;.

وأشار الصافي إلى أن العراق يقف على ابواب انتخابات مهمة في الثلاثين من نيسان (أبريل) المقبل داعياً إلى ضرورة توفير ظروف ملائمة للناخب للإدلاء بصوته بعيداً عن اي ضغط داخلي او خارجي مشدداً على أهمية إدراك الجميع لخطورة المرحلة التي يمر بها البلد.

وقال إن العراق على أبواب انتخابات مهمة وعلى الجميع أن ينتظروا ليقول الشعب كلمته وينتخب مجلسا للنواب من خلال توفير الأجواء المناسبة حتى يمارس كل فرد في عموم البلد حريته واختياره بعيدًا عن أي ضغط داخلي أو خارجي. وأوضح أنه من خلال صناديق الاقتراع سيمكن تلافي الخروق الأمنية المتكررة في المستقبل.

ومن جهته حذر إمام جمعة النجف (160 كم جنوب بغداد) القيادي في المجلس الاعلى الاسلامي صدر الدين القبانجي من quot;تسرب عناصر داعشquot; إلى المحافظات المحيطة بصحراء الأنبار مؤكدا ان الحرب ضد الارهاب quot;ليس ضد طائفة معينةquot;.

وقال القبانجي خلال صلاة الجمعة quot;الحرب ضد الارهاب ليس ضد طائفة معينة ويجب محاربته في اي مكانquot; محذرا من quot;تسرب عناصر داعش إلى المحافظات المحيطة بصحراء الأنبارquot; ودعا الاجهزة الامنية إلى quot;ملاحقة العناصر التي تحاول ان تجد لها مكانا في المحافظات المجاورةquot;.

وأضاف القبانجي في خطبته التي نقلتها وكالة quot;المدى بريسquot; أن quot;الارهاب يحاول لبس ثوب الاسلام ويحاول أن يجعل القضية مذهبيةquot;، مستدركا quot;لكنه فشل واليوم اصبح مشايخ السنة يفتون بتكفيرهمquot; مؤكدا أن quot;داعش وجبهة النصرة لا يمثلان الاسلام ولا يمثلان اهل السنة، والارهاب لا دين ولا مذهب لهquot;.

وفي سامراء (175 كم شمال غرب بغداد)، قال خطيب صلاة الجمعة الموحدة في ساحة الاعتصام الشيخ حسين غازي ان عشائر العراق من الجنوب إلى الشمال ترفض ما تقوم به الحكومة من زجّ الجيش لمقاتلة اخوانهم في الأنبار. وقال خلال خطبة الجمعة التي اطلق عليها اسم quot;بأبناء عشائرنا نحرر معتقلينا وفارس ساحاتناquot; ان قيام الحكومة بزج الجيش لمقاتلة اخوانهم في الأنبار عمل كارثي ترفضه عشائر العراق من الجنوب إلى الشمال.

ودعا الخطيب من وصفهم بالعقلاء من الساسة السُنة وابناء العشائر العراقية إلى الوقوف بوجه المخططات الرامية إلى تدمير أواصر ابناء الشعب الواحد. وقال quot;ان السنة والشيعة يعيشون في العراق منذ مئات السنين ولا يمكن ان يقتل كل مكون الاخر وتربطنا بشيوخ العشائر في الجنوب روابط قوية وقربى ومصاهرة quot;. وناشد أهالي الأنبار التوحد وعدم الإصغاء إلى مثيري الفتن والمغرضين الذين يحاولون زرع الفتنة بينهم لانهم يسعون إلى تدمير وحدة العراق وقتل ابنائه.

وأكد أن الحراك الشعبي ماضٍ في طريقه quot;ولن تلغى صلواتنا الموحدة ولن نترك الميادين وساحات الشرف حتى نأخذ حقوقنا المشروعة بالكامل ولن يثني عزيمتنا القتل والدم وعلى الحكومة والعالم أجمع أن يعرفوا أن ساحات الاعتصام سلمية وليست وكرا للارهاب كما وصفها رئيس الوزراءquot;. وطالب الحكومة بإطلاق سراح نائب الأنبار احمد العلواني الذي قال إنه اعتقل دون جرم.

ائتلاف النجيفي يدعو لوقف قصف المدن

ودعا ائتلاف quot;متحدون للاصلاحquot; بزعامة رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي إلى ايقاف فوري لقصف المدن والاحياء السكنية في محافظة الأنبار الغربية بذريعة الرد على الارهابيين فيما منعت قوة عسكرية.

وقال الناطق الرسمي لقائمة متحدون للاصلاح ظافر العاني حول تطورات الاوضاع في محافظة الأنبار الغربية ان المحافظة تعاني محنة كبيرة quot;بعد الاعتداء غير القانوني الذي قامت به قوات رئيس الوزراء نوري المالكي على منزل النائب احمد العلواني في الرمادي واعتقاله ودخول قوات عسكرية كبيرة إلى المدن فأحدثت اضطرابا أمنيا كبيرا إثر الاستفزازات التي قامت بها ضد الاهالي ما فسح المجال لمجاميع (داعش) الارهابية ان تنتعش وتسيطر على عدد من مراكز الشرطة والمؤسسات الحكومية بعد انسحاب الجيش الذي دخل وخرج من المدن مخلفا وراءه الفوضىquot;.

وأضاف في تصريح صحافي على صفحته في شبكة التواصل الاجتماعي quot;فيسبوكquot; واطلعت quot;إيلافquot; على نصه انه في هذه الاجواء ما كان على أبناء الأنبار الا استعادة مدنهم التي اختطفها الارهاب فقام ابناء العشائر بمواجهة الغرباء من مجاميع داعش الارهابية التي دخلت المدن تحت غطاء الاضطراب الذي أحدثته القرارات السياسية المبيتة وتم طردهم من الاماكن التي تحصنوا فيها.

وأشار إلى أنّ ما جرى خلال الايام السابقة من انفلات امني ومعاناة إنسانية وتضحيات سخية في مدن الأنبار يتحمل رئيس الوزراء مسؤوليته القانونية عنها من خلال القرارات الفردية غير المستندة إلى معلومات كافية ودقيقة وسياسة الاستهداف السياسي التي يتبناها متجاوزا الحكومة المحلية ومجلس محافظتها المنتخب.

وقال العاني انه quot;في هذه الظروف العصيبة وايام المحنة تحيي قائمة متحدون للاصلاح ابناء العشائر في الأنبار ووجهاءها وشيوخها وقادة حراكها وعقلاءها الذين فوتوا الفرصة على من يتربص بمحافظتهم الشر وأحبطوا مؤامرة الفوضى التي كانت معدة لهاquot;.

ودعا بقوة إلى ايقاف قصف المدن والأحياء السكنية بذريعة الرد على الارهابيين فوراً وإلى عدم زج الجيش العراقي في مدن الأنبار quot;فأبناؤها قادرون على ترتيب أوضاع مدينتهم بالتعاون مع حكومتها المحلية وشرطتها وإلى إطلاق سراح النائب احمد العلواني.

وشدد على quot;التزامنا المبدئي بالحراك الشعبي السلمي كحق دستوري وبالاعتصامات وصلوات الجمع الموحدة التي ستبقى ما بقي الظلم وسنظل نعمل على المطالبة بكل الوسائل المشروعة لتنفيذ المطالب العادلة التي يتبناها المعتصمونquot; بحسب تصريحه.

قوة عسكرية تمنع مرور موكب النجيفي لأداء صلاة الجمعة

كما أكد ائتلاف quot;متحدون للاصلاحquot; ان رئيسه اسامة النجيفي رئيس مجلس النواب اضطر هو وعدد من قادة ائتلافه وعدد من النواب إلى الذهاب سيرا على الأقدام لأداء صلاة الجمعة الموحدة في جامع أبي حنيفة النعمان في منطقة الاعظمية في بغداد بسبب قيام قائد عمليات بغداد بإصدار أوامر إلى نقاط التفتيش بمنع موكبه من المرور.

وأشار الائتلاف في بيان صحافي اليوم إلى أنّ قائد عمليات بغداد أصدر أوامره إلى نقاط التفتيش بمنع موكب النجيفي الذي يضم أيضا عددا من قادة ائتلاف متحدون للاصلاح وعددا من النواب من التوجه لأداء صلاة الجمعة الموحدة في جامع أبي حنيفة النعمان ما دفع النجيفي إلى الترجل من سيارته مع أعضاء موكبه وتوجهوا سيرا على الأقدام ليكونوا مع المصلين الذين استقبلوه بما يليق بعزمه وارادته في أن يكون بينهم.

وأضاف ان المصلين استنكروا منع موكبه من التوجه لأداء الصلاة ووصفوا القرار بأنه يخلو من أي حس بالمسؤولية في حين أكد النجيفي أن quot;كل وسائل وطرق المضايقة لن تثنينا عن التواصل مع جمهورنا وأداء واجباتنا تجاه أهلنا وأخوانناquot;. وقال إن النجيفي quot;أدى بعدها صلاة الجمعة الموحدة مبتهلا مع المصلين إلى الله سبحانه وتعالى رفع المعاناة عن المواطنين ودعم كل جهد خير من أجل تجاوز المحنة التي تعصف بالعراقquot;.

يأتي ذلك في وقت استمرت الاشتباكات الجمعة لليوم الثالث على التوالي في مناطق من مدينتي الفلوجة والرمادي حيث تحاول القوات الحكومية مدعومة بأبناء العشائر دحر مسلحي quot;الدولة الإسلامية في العراق والشامquot;. وعلى الرغم من تمكن القوات المشتركة من جيش وشرطة في استعادة بعض الأحياء في المدينتين فانه لا تزال الجماعة المرتبطة بتنظيم القاعدة تسيطر على بعض الأحياء الاستراتيجية.

وفي الرمادي، يستعد الجيش العراقي مدعوما باللجان الشعبية من أبناء العشائر لاقتحام حيي البوفراج والخميرة شرقي المدينة واللذين يقعان على طريق تستخدمه القوات الحكومية لإرسال التعزيزات إلى الرمادي. وفي حين تواصلت المعارك والمناوشات في شرق الرمادي فأن إن وسط المدينة والمناطق الغربية والشمالية منها تشهد هدوءا حذرا وذلك بعد أن اقتحمتها القوات الحكومية ودحرت المسلحين.

وتزايدت التوترات في محافظة الأنبار التي يشكل السنة غالبية سكانها منذ أن فضت الشرطة العراقية مخيم احتجاج بالرمادي أدى إلى سقوط قتلى وجرحى وسيطرة آلاف المسلحين على مباني الحكم المحلي في الفلوجة والرمادي. وقال شهود اليوم الجمعة إن المسلحين لايزالون يسيطرون على معظم مناطق الفلوجة التي تنتشر حولها حشود عسكرية استعدادا لاقتحامها بالتزامن مع قصف الجيش العراقي لأحياء في المدينة.

وكان المالكي وفي محاولة لنزع فتيل التوتر الأمني في الأنبار بعيد فض الاعتصام دعا الثلاثاء الجيش إلى الانسحاب من المدن وتسليمها إلى الشرطة لكنه عاد وتراجع عن قراره الأربعاء معلنا إرسال قوات إضافية إلى هذه المحافظة.

وقد استغل تنظيم quot;الدولة الاسلامية في العراق والشامquot; إخلاء قوات الشرطة لمراكزها في الفلوجة والرمادي وانشغال الجيش بقتال مسلحي العشائر الرافضين لفض الاعتصام لفرض سيطرته على بعض مناطق هاتين المدينتين.

وقد فجر اعتقال الجيش العراقي للنائب أحمد العلواني السبت الماضي غضب الشارع في محافظة الأنبار التي اعتبرت قياداتها السياسية أن العملية تأتي في سياق محاولة المالكي تأجيج الصراع الطائفي.

وكان مسلحو quot;داعشquot; المرتبطون بالقاعدة قد اقتحموا مراكز شرطة في الأنبار واستولوا على أسلحة وأطلقوا سراح عشرات السجناء وأحرقوا المراكز بعد طرد أفراد الشرطة منها لكن محادثات تجرى حاليا بين رجال العشائر ومسلحي داعش لإبعادهم عن القتال وعدم الخلط بينهم وبين مقاتلي العشائر الذين يواجهون القوات الحكومية.