أثارت تصريحات وزير العدل العراقي التي كشف فيها تهريب عناصر وقادة القاعدة من السجون العراقية استغراب المواطنين. وكشف الوزير أن الهدف من ذلك تعظيم دور التنظيم وإخافة الإدارة الأميركية من خليفة الأسد لمنعها من تنفيذ ضربة ضده.


لندن: أكد وزير العدل العراقي حسن الشمري أن رؤوس كبيرة في الدولة سهلت بمشاركة القوات الأمنية المسؤولة عن حماية إدارة أمن سجني أبو غريب والتاجي في بغداد هروب عناصر وقادة القاعدة لتعظيم دور التنظيم في سوريا وتخويف الولايات المتحدة من النظام الذي قد يخلف الرئيس السوري بشار الاسد.

وأضاف الشمري في تصريحات خلال مقابلة مع قناة quot;الرشيدquot; العراقية وتابعتها quot;إيلافquot; الليلة الماضية ان قوات حماية السجنين قد انسحبت منهما قبل اقتحام عناصر تنظيم القاعدة للسجنين وتهريب رفاقهم السجناء في تموز (يوليو) الماضي.

وأوضح الشمري، وهو قيادي في حزب الفضيلة الاسلامية المنضوي في الائتلاف الوطني العراقي الشيعي الحاكم،في تصريحاته quot;أن بعض السجون العراقية خاضعة للاجهزة الامنية بالكامل والاخرى بيد وزارة الداخلية ودور وزارة العدل فيها خدمي ولا تتحمل فيهما أي مسؤولية امنيةquot;. وشدد على ان quot;هروب عناصر القاعدة من سجني التاجي وابو غريب لاتتحمل فيه وزارة العدل شعرة واحدةquot;.

وشدد الوزير العراقي بالقول quot;ان الحادث كان عبارة عن خرق خارجي واقتحام للسجن بتواطؤ من داخله في مؤامرة كبيرة مشتركة فيها رؤوس كبيرة مع الاجهزة الامنية في السجنين كانت قد انسحبت منهما بالكاملquot;. واوضح quot;اعتقد انه كان هناك ترتيب خاص لاخراج هؤلاء القتلة فهو كان متزامنا مع قرب صدور قرار من الكونغرس الاميركي لضرب سورياquot;.

وأشار إلى أنّ quot;عملية الهروب كانت هي للضغط على الكونغرس لكي لايصدر قرارا لصالح الرئيس باراك أوباما يخوله ضرب الرئيس السوري بشار الاسد على اعتبار ان دور تنظيم القاعدة قد تعاظم في سوريا وربما يكون خليفة للاسدquot;. وتساءل قائلا كيف ان لواء وفوج للشرطة يغيبان بالكامل عن مسك السجنين في يوم الهروبquot;؟.

وكان تنظيم quot;دولة العراق الإسلاميةquot; المتهم بالارتباط بتنظيم القاعدة قد نفذ هجوما في تموز (يوليو) الماضي استهدف سجني التاجي وبغداد المركزي (أبو غريب) في يوم واحد هرب خلاله اكثر من 500 من عناصر وقادة تنظيم القاعدة حيث وصف الهجوم بأنه العملية الأكبر من نوعها منذ خمس سنوات وتشكل تهديدا كبيرا للأمن العالمي.

وشاركت في الهجوم مجاميع مسلحة مستخدمة قذائف الهاون و(آر بي جي) والأسلحة المتوسطة، كما شارك فيه quot;انتحاريونquot; يرتدون أحزمة ناسفة ويستخدمون مجموعة من العجلات المفخخة بالتزامن مع أحداث شغب وإشعال حرائق داخل السجنين من قبل النزلاء.

وأسفر الهجوم عن أضرار مادية وخسائر بشرية شملت ثمانية قتلى و14 جريحاً من حراس السجنين و21 قتيلاً و25 جريحا من النزلاء عدا quot;الانتحاريينquot; الذين فجروا أنفسهم خلال المواجهات.

وذُكر آنذاك أن نحو خمسمائة سجين من بينهم قادة كبار بالقاعدة فروا من سجن أبو غريب بعد عملية منسقة وناجحة نفذها التنظيم الذي أعلن تبنيه لها وأطلق عليها اسم quot;هدم الأسوارquot; حيث جرى تنفيذها من خارج وداخل السجن بتواطؤ من حراس داخل السجن وفق تحقيقات أولية. ورجح خبراء توجه قادة القاعدة الفارون إلى سوريا وهو ما تأكد من خلال توسع عمليات القاعدة في سوريا مؤخرا.

وكان الائتلاف السوري المعارض قد اتهم ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام بأنه على quot;علاقة عضويةquot; مع النظام السوري وبأنه يعمل على تنفيذ مخططاته بينما وصف رئيس اللجنة القانونية للائتلاف هيثم المالح التنظيم ذاته بأنه quot;لغم زرعه الأسدquot;.

ومنذ الجمعة الماضي قتل العشرات من عناصر تنظيم quot;داعشquot; ومناصريهم خلال معارك مع مقاتلي المعارضة في شمال سوريا اعتبرها الائتلاف الوطني المعارض quot;ضروريةquot; من اجل مكافحة quot;التطرفquot; وquot;تنظيم القاعدة الذي يحاول خيانة الثورةquot;.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان صحافي تسلمت quot;إيلافquot; نسخة منه اليوم ان 36 عنصرا من الدولة الاسلامية في العراق والشام ومناصريها قتلوا واسر حوالي 100 اخرين خلال اشتباكات تجري منذ فجر الجمعة مع مقاتلي المعارضة السورية في ريف حلب الغربي وريف ادلب الغربي الشمالي.. موضحا انه قتل ايضا خلال الاشتباكات 17 مقاتلا معارضا ينتمون إلى كتائب اسلامية وغير اسلامية.

واعلن quot;جيش المجاهدينquot; الذي يضم سبعة تنظيمات اسلامية سورية لا تضم تنظيم داعش ولا جبهة النصرة وتشكل مؤخرا في حلب الحرب على quot;داعشquot; التابعة لتنظيم القاعدة quot;حتى اعلانها حل نفسها او الانخراط في صفوف التشكيلات العسكرية الاخرى او تركهم اسلحتهم والخروج من سورياquot;.

واتهم quot;جيش المجاهدينquot; في بيان تنظيم الدولة الاسلامية بـquot;الإفساد في الأرض ونشر الفتن وزعزعة الأمن والاستقرار في المناطق المحرر وهدر دماء المجاهدين وتكفيرهم وطردهم وأهلهم من المناطق التي دفعوا الغالي والرخيص لتحريرهاquot; من النظام السوري. كما اتهمه بالقيام بعمليات سرقة وسطو وبطرد المدنيين من منازلهم quot;وخطفهم للقادة العسكريين والإعلاميين وقتلهم وتعذيبهم في أقبية سجونهمquot;.

وقال جيش المجاهدين الليلة الماضية quot;بعد التقدم الكبير الذي حققه جيش المجاهدين في حلب وإدلب بكف يد تنظيم البغدادي عن عدة بلدات ومناطق كانت تحت سيطرته وطرده منها، وأسر ما يقارب 110 عناصر من التنظيم والاستيلاء على أسلحة ثقيلة كانت توجه نحونا تطل علينا أبواقه على وسائل التواصل الاجتماعي لتكفيرنا ووصفنا بصحوات الشام ورمينا بالتهم الباطلةquot;.