ربما على عكس ما انتظره حكّام إيران المتشددون، الذين يسعون جاهدين إلى الحفاظ على تقاليدهم الملتزمة، تشهد طهران انتشارًا واسعًا للمحال الأميركية الطراز المتخصصة في بيع الهمبرغر، والتي تصدح منها موسيقى الروك أند رول.


لم تعد شطيرة الهمبرغر خاصة بالأميركيين فقط، فهذا السندويتش المحبب لدى كثيرين انتشر بقدر انتشار الثقافة الغربية، لا سيما في أوساط محبي المأكولات السريعة. لكن وجودها في إيران يشير إلى استمرار تأثر الشباب في هذه البلاد بـquot;الشيطان الأكبرquot;.

الجمهورية الإسلامية، التي تسعى جاهدةً إلى الحفاظ على تقاليدها الملتزمة، تشهد انتشارًا واسعًا في المحال الأميركية الطراز المتخصصة في بيع الهمبرغر، والتي تصدح منها موسيقى الروك أند رول.

في مواجهة الملالي
تصدح موسيقى الروك من مطعم quot;غاراج غريلquot; في حي طهران الراقي، فيما تنتشر صور الممثلين بول نيومان وجيمس دين على الجدران. هذا المطعم هو إحدى الوجهات المفضلة للشباب في العاصمة الإيرانية، الذين يتوافدون للتمتع بسندويش الهمبرغر الشهي.

في الحي المجاور، مطعم quot;دكان برغرquot;، الذي يستقبل الزبائن القادمين بسياراتهم الأوروبية الفاخرة، ويقدم إليهم سندويشات البرغر مع كاتشاب quot;هاينزquot; الشهير.

قد تبدو هذه المطاعم بديهية وعادية جدًا في أي مكان آخر، إنما ليس في إيران، حيث كانت جزءًا من مشهد الوجبات السريعة على مدى عقود، حتى اندلاع الثورة الإسلامية عام 1979 عندما تم شجب أي رمز للثقافة الأميركية كمثال على quot;التلوث الغربيquot;.

وكانت تلك المطاعم تتركز معظمها في وسط الأحياء المتوسطة الدخل، وتقدم مأكولات أميركية للزبائن الراغبين في سعرات حرارية كثيرة، أو للطلاب وميزانياتهم المدروسة.

خرق شبابي
أما اليوم، فإن مطاعم البرغر الراقية ظهرت فجأة في أنحاء المدينة كافة، مما يجعلها بمثابة خرق في سياقات المدينة، ويثبت تعلق الجيل الشاب بالبرغر الأميركي، مهما حاولت التقاليد والالتزامات إبعاده عن ثقافتهم.

لا أحد ينظر إلى البرغر على أنه من المطبخ الأميركي أو حتى الأجنبي، فهذا السندويش من الأطعمة المفضلة للملايين حول العالم.
وبعد سلسلة المطاعم الأميركية، التي افتتحت في السنوات الأخيرة، يقول مراقبون إن صعود البرغر في المشهد الغذائي في العاصمة طهران ليس مستغربًا، لا سيما وأن الإيرانيين هم من عشاق اللحوم المشوية.

quot;البرغر سندويش في غاية البساطةquot;، قال بايام كاشاني نجاد، مؤسس quot;غامبو غايدquot;، وهو موقع الكتروني لمراجعة وتقييم مطاعم طهران، مشيرًا إلى أن سوق الهمبرغر كبيرة، وتتمتع بإقبال شديد.

أما ديفيد يعقوبي، المدير الإبداعي في أكبر وكالة دعاية إيرانية في لندن، فأشار إلى أن البرغر تجربة مميزة للجمهور الإيراني، على الرغم من أنه سندويتش عادي.