الارهاب في لبنان بمختلف وجوهه، قد لا يكون عابر سبيل، بل قد يكون وجد فيه بيئة حاضنة لغرس جذوره، واللافت في الآونة الاخيرة أن أدوات هذا الارهاب باتت من صنع محلي لبناني.

بيروت: يطرح موضوع الارهاب في لبنان اكثر من علامة استفهام، وتبدو المواقف حوله مثار جدل بين فئة تؤكد أن الارهاب مستحدث في لبنان، ولن يطول وبين فئة أخرى تشير الى أن الارهاب وجد بيئة حاضنة في لبنان وسيمكث فيها طويلاً.

يقول الكاتب والمحلل السياسي عادل مالك لـquot;إيلافquot; إن التسميات تعددت للارهاب في لبنان، والنتيجة واحدة، في ما يتعلق بالتنظيمات الارهابية، واصبح موضوع القاعدة عنوانًا عريضًا، لكن هذا يعني أن الامور الارهابية ليست فقط محصورة بالقاعدة، بل هناك مدرسة تعتنق هذا النوع من الاساءة الى الامن في مختلف الدول العربية، وفي لبنان بالذات.

ويتابع مالك :quot; للاسف الشديد اثبتت الحوادث أن لبنان قام باتخاذ تدابير لحماية حدوده من عناصر ارهابية، رغم ذلك لم يحل الامر دون اختراق العديد من quot;الارهابيينquot;، ولكن يضاف الى ذلك عنصر خطير مع مطلع العام الحالي، اذ ظهر ارهاب من صنع محلي، بمعنى أن عناصر لبنانية تعيش في احضان الارهاب وتشكل خطرًا كبيرًا على الامن الوطني اللبناني، وشاهدنا هذا الامر في عملية اغتيال الوزير محمد شطح، وقرب السفارة الايرانية، وفي حوادث صيدا الاخيرة، وحتى في حوادث الضاحية الجنوبية في حارة حريك.

وبالنسبة لمالك يشكل الامر تحولاً خطيرًا لجهة اثارة القلق في مختلف الارجاء اللبنانية.

ويبقى الموضوع يفوق قدرة السلطات كما فاق قدرات سلطات اكبر من لبنان بكثير.

مكافحة التطرف

اما مكافحة التطرف في لبنان فيرى مالك أنها مشكلة لا تحتمل حلاً سحريًا أو حاسمًا بشأنها، ومع الاسف الوضع يستمر هكذا في لبنان للاسابيع القليلة المقبلة، بانتظار حدوث استحقاقات دستورية يمكن أن يواجهها لبنان، كتأليف الحكومة، وتحريك عجلة العمل النيابي في مجلس النواب، والاهم استحقاق انتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية.

معلومات أم أمنيات

ويلفت مالك الى ما ورد في وكالة انباء فارس الايرانية التي اكدت أن لبنان مقبل على اسبوعين خطيرين قبل انعقاد جنيف2، هناك أمر لافت في الموضوع الذي يمكن أن يطرح حوله سؤال بريء، هل الامر يشكل تحذيرًا استنادًا لمعلومات، أم هي quot;أمنياتquot;.

والامر يجب أن يشكِّل تنبهًا كبيرًا من جانب اللبنانيين، لكن رغم كل الحذر والتنبه لا يمكن التحدث عن تدابير حاسمة تضع لبنان في منأى عن الاعمال الارهابية.

ليس عابر سبيل

هل يمكن القول إن الارهاب لا يزال عابر سبيل في لبنان أم غرس جذوره في ارضه؟ يجيب مالك:quot; هناك أنواع عدة من الارهاب، الارهاب العابر يتعلق بفترات زمنية محددة لتحقيق اغراض معينة في تلك الفترة، فمن هذه الناحية لبنان مستهدف لأكثر من سبب، ولاحظنا الامر في الاسابيع الاخيرة، ولكن وجود بيئة حاضنة لهذا الارهاب في لبنان، يؤشِّر الى بقاء الحالات التفجيرية الارهابية لفترة زمنية اطول، وهذا ما يجعل التنبه والحرص اكبر بكثير من أي فترة سابقة مرت على لبنان.

ويشير مالك الى أن الارهاب لديه أساليب معينة لاختراق البيئات غير المهيّأة للدفاع عن نفسها، فلبنان لا يمكن اعتباره خبيرًا الى اقصى الحدود لمواجهة أي اختراق محتمل من جانب التنظيم أو ذاك، وربطًا للامور بعضها ببعض ولأن لبنان يعايش مضاعفات طول الحرب في سوريا، فإنه مرغم على تلقي ضربات بسبب تأجيج المعارك في سوريا.