ذهب عالم الأحياء البريطاني الملحد ريتشارد دوكينز إلى أن الرغبة في الايمان بالله ناجمة عن تضخيم المؤمن لقدراته الفكرية ذاتها.


في حديث صحفي نُشر على موقع يوتيوب، قال عالم الأحياء البريطاني ريتشارد دوكينز : quot;يبدو لي انه إذا كان هناك عقل خارق للطبيعة والقدرات البشرية، فهو خلق كل شيء على نحو يقوض الصرح العلمي برمته، لأن مشروع علم الأحياء التطوري كله يهدف إلى تفسير كيفية الوصول إلى تعقيد هائل من لا شيء عمليًاquot;.

عمليًا ومطلقًا

اضاف دوكينز أن علماء الأحياء التطوريين يسلمون الراية إلى علماء الفيزياء، quot;عندما لا نتمكن من المضي أبعد من لا شيء عمليًا إلى لا شيء مطلقًاquot;. وتابع: quot;لكن إذا بدأ المرء بمستوى متقدم من البكتيريا صعودًا إلى الثدييات والبشر، تكون لدينا نظرية عاملة، نعلم أنها صحيحة، تفسر كيف يمكن التقدم من البساطة العظيمة إلى التعقيد الهائل، وفي النهاية إلى نوع من التعقيد قادر على تصميم اشياء، بل قادر على خلقها، وتحديد طريقة صنع الأشياءquot;.

وقال دوكينز: quot;بسبب قدرتنا على تصميم وخلق اشياء وايجاد طريقة لصنع الأشياء، ينتهي بنا المآل إلى البحث في الكون عن شيء معقد لإيجاد تصميم، أي البحث عن ذكاء يضاهي ذكاءَناquot;.

واستطرد عالم الأحياء الملحد: quot;إذا رحتَ على حين غرة تبحث عن آلة تصميم، عن خالق، عن عقل في اساس الكون، فانك تضعف مشروعك كله، لأن مشروعك برمته هو أن تفسر طريقة الوصول إلى شيء معقد بما فيه الكفاية لصنع تصميم منهquot;.

فشل الاستدراج

وحاول الصحافي الذي اجرى المقابلة مع دوكينز أن يستدرجه إلى الاعتراف بامكانية وجود إله، لا يفعل سوى تحريك الكون، الذي يتولى بعد ذلك انتاج التعقيد، أي محرك أولي ارسطوي ليست لديه يد في تطور الكون.

لكن عالم الأحياء الملحد أصر على موقفه، وقال: quot;إن إلهًا يضع القوانين وينسحب، إذا كان المقصود صوغ هذه القوانين بمكر، وصنعها صناعة ماكرة بحيث تعين أن تظهر ذرات إلى الوجود وان توجد كيمياء وأن تتمكن تفاعلات نووية في النجوم من انتاج عناصر تنفجر لاحقًا ونتوصل إلى كيمياء لصنع حياة... إذا فكر إله المؤمن في ذلك كله ووضع قوانين الفيزياء فإنه لابد أن يكون على قدر خارق من الذكاءquot;.

وخلص دوكينز إلى أن مثل هذا الإله سيكون فيزيائيًا ينهي كل الفيزيائيين، وأن وجوده ذاته سيحتاج إلى تفسير.