يبقى لبنان ساحة مفتوحة للصراعات الاقليمية، التي تنعكس صراعات دموية بين الفرقاء المحليين. ولذا، يسود خوف حقيقي أن ينعكس الصراع في سوريا، المتحول صراعًا إقليميًا ودوليًا بامتياز، على الوضع الأمني اللبناني.


بيروت: عزز تقرير إيراني مشاعر الخوف اللبناني من تفجر الوضع، نشرته وكالة فارس الإيرانية، بتأكيده أن الساحة اللبنانية يمكن أن تكون مسرحًا فعليًا لعمليات دموية خلال الاسبوعين القادمين اللذين يفصلان المنطقة عن مؤتمر جنيف-2.

توسع الدائرة

بحسب التقرير، كانت الشرارة الأولى للأحداث الآتية التفجير الذي استهدف السفارة الإيرانية في بيروت، quot;والخطورة تكمن في تجدد هذا النوع من الأحداث، التي ستستمر خلال الأسبوعين المقبلين على الأقل، إلى حين انعقاد مؤتمر جنيف-2 بشأن الأزمة السورية نظرًا لما لهذه القضية من انعكاسات وتأثيرات كبيرة على لبنانquot;.

ويرى التقرير الإيراني أن دائرة التوتر اللبناني لن تقتصر على العاصمة بيروت، بل سيتوسع البيكار نحو الحدود اللبنانية السورية، وتحديدًا بين عرسال والهرمل، منطقة أي مشاريع القاع، التي تشهد تحركات عسكرية منذ الأسبوع الماضي.

واعتبر تقرير فارس أن تفجير حارة حريك في الضاحية الجنوبية كان إعلانًا عن قرب انعقاد مؤتمر جنيف-2، بالتزامن مع معركة القلمون الوجودية التي سترد الاعتبار للنظام السوري، وكذلك للمعارضة المسلحة والأطراف الداعمة لها، quot;فمعركة القلمون تحظى بأهمية فائقة، والمنتصر فيها يسيطر على ستين إلى سبعين بالمئة من الأرض السورية، وبإمكان الأطراف الداعمة له الحضور في جنيف بموقف قوي

الفريقان مهددان

بتقرير فارس وبغيره، لا ينتظر اللبنانيون التقارير ليعرفوا أنهم يعيشون فترةً دقيقة من تاريخهم. ففريقا الصراع الداخلي، قوى 14 و 8 آذار، قلقان جدًا بسبب التهديدات الجدية التي تطاولهما معًا، ولا توفر فريقًا دون غيره.

فقوى 14 آذار ذاقت الأمرين من عمليات اغتيال قيادييها، وآخرها اغتيال محمد شطح، ما دفعها إلى توخي أقصى درجات الحذر. وهذه القوى تفارق بين تفجيري شطح وحارة حريك، فالأول حلقة جديدة في مسلسل قتل قيادات هذا الفريق منذ العام 2005، بينما الثاني ناتج من إنخراط حزب الله في الحرب السورية، ولولا هذا الانخراط لما استهدفت مناطق الحزب أصلًا. كما أن هذه القوى مستهدفة منذ أسبوع تقريبًا بحملة تهديدات شخصية على الهواتف ومواقع التواصل الإجتماعي، ترتبط الإغتيالات السابقة وسياقها الطبيعي.

أما قوى 8 آذار فليست أفضل حالًا من خصومهم، إذ دفعتهم التفجيرات الأخيرة في بئر العبد والرويس وحارة حريك إلى التساؤل المنطقي عما يمكن أن يمنع القاعدة من نقل عملياتها الإنتحارية إلى إستهداف قياديّين في الحزب، كما حصل للقيادي حسّان اللقيس قبل أسابيع. فالقاعدة وجدت تربة لبنانية خصبة لتعميم الاستهدافات الجسدية، في الضاحية كما سواها، من أجل تسعير النزاع.

المواطن خفير

بعد أيام على انفجار حارة حريك، شاعت بين اللبنانيين قائمة تضم سبع سيارات مفخخة، تناقل الناس أنّها دخلت إلى الضاحية الجنوبية. وقد تزامنت هذه القائمة مع تدابير أمنية مكثفة في مناطق مختلفة من الضاحية، بعد الاشتباه بعدد من السيارات، تبيّن أنّها خالية من أيّ متفجّرات.

ونقلت صحفية الجمهورية عن وزير الداخلية اللبناني مروان شربل تحذيره من إشاعة الأخبار الكاذبة، قائلًا: quot;حرام التلاعب بأعصاب المواطنين بمثل هذه الشائعاتquot;. وأضاف: quot;نتابع بقلق كبير الوضع الأمني، لكنّ ذلك لا يبرّر الهلع الذي تتسبّب به هذه الشائعاتquot;.

غير أن الوكالة الوطنية للأنباء نسبت إلى وزير السياحة اللبناني فادي عبود قوله: quot;طلبنا من جميع اصحاب المراكز التجارية والمطاعم تأمين حراسة خاصة، تحديدًا من الذين يملكون مواقف تحت الأرضquot;، مؤكدًا ان كل سيارة تقف تحت المباني أو تمرّ الى الداخل بعد تفتيشها عبر الآلات الالكترونية.

اضاف: quot;أرسلنا توجيهات عدّة الى اصحاب خدمة إيقاف السيارات valet parking لتوخي الحذر، خصوصًا في ما يتعلق بالجانب الأمني، ونحن نحاول تنفيذ مبدأ كل مواطن خفير، لنتمكن من اتخاذ التدابير الأمنية المناسبة ضمن إمكاناتنا، بالتعاون مع وزارة الداخلية والبلدياتquot;.