تتقهقرت داعش في سوريا مع إطباق الجيش الحر والكتائب الاسلامية على مركزها الرئيس في الرقة، لكنها تبدو أقوى شكيمة على الجبهتين الإعلامية والعراقية.


بيروت: بث تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام بيانًا هو الأقوى منذ بدء المعارك ضده في العراق وسوريا، فكفّر المعارضة السورية والجيش الحر، ولوح برفد جبهات القتال السورية بالآلاف من عناصره في العراق، متوعدًا بالزحف إلى بغداد والبصرة.

حابل بنابل

وقال أبومحمد العدناني، الناطق الرسمي باسم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، في تسجيل صوتي بث على موقع يوتيوب، إن الوضع في سوريا مختلط الحابل بالنابل، quot;فتن سوداء مدلهمة تنتظر، يرقق بعضها بعضًا، وأعداء الأمة يكيدون للجهاد في الشام، بنفس الكيد الذي كادوا له في العراق قبل عشر سنينquot;.

وجدد العدناني رفض داعش مشروع الدولة المدنية الديمقراطية في سوريا، قائلًا إنها من تدبير أميركا واليهود، ورفضها دولة وطنية تسمى إسلامية كالسعودية. وهاجم الشيعة قائلًا: quot;إنها تكاتفوا وتآزروا وتعاهدوا وتعاقدوا على قتال السنة، فمعركتنا مع الرافضة معركة واحدة في العراق والشام واليمن وباقي الجزيرة وخراسانquot;.

أسود جائعة

وقال العدناني إن تنظيمه، الذي يواجه الجيش العراقي والعشائر في الأنبار، يفتح أبواب التجنيد لكل مسلم يبغي الجهاد في سبيل الله، مؤكدًا أن التنظيم سيعود إلى جميع المناطق التي انسحب منها وزيادة، محددا الأنبار وديالى ونينوى وصلاح الدين وبغداد والبصرة والفلوجة.

وأضاف: quot;كل من يدعو لدولة مدنية هو عميل وشريك لليهود والصليبيين وطاغيةquot;، متهمًا جيش المجاهدين وجبهة ثوار سوريا بالغدر بالموحدين، وتوجه إليهم: quot;يا من وقعتم على قتال المجاهدين، لا تغتروا إن أصبتم منا غرةً جبانةً غادرة، فقد طعنتمونا من الخلف ومقراتنا فارغةُ إلا من بعض الحراس ولو كنتم شجعانًا لأنذرتموناquot;.

وألمح إلى إمكانية سحب داعش قواتها من العراق إلى سوريا، قائلا: quot;إن لنا جيوشًا في العراق وجيشًا في الشام من الأسود الجياع، شرابهم الدماء وأنيسهم الاشلاء، فوالله لنسحبنهم ألفًا ثم ألفًا، ثم والله لن نبقي منكم ولن نذر ولنجعلنكم عبرة لمن اعتبر، وإني منذرٌ لكم، رأيت البلايا تحمل المنايا، أسود غاب جائعةquot;.

وختم العدناني كلمته بدعوة جنوده إلى سحق المعتدين، وأضاف: quot;الدولة الإسلامية في العراق والشام تعلن أن الائتلاف والمجلس الوطني مع هيئة الأركان والمجلس العسكري طائفة ردة وكفر، وقد أعلنوا حربًا ضد الدولة وبدأوها، لذا فكل من ينتمي لهذا الكيان هو هدف مشروع لنا في كل مكان، وقد رصدنا مكافأة لكل من يقطف رؤوسًا من رؤوسهم وقادتهمquot;.

قصف جوي

عراقيًا، تستمر مغامرة داعش في التعاظم، فالاشتباكات تجددت بعنف في مدينتي الفلوجة والرمادي بين القوات الأمنية ومسلحي التنظيم، في محاولة من القوات الأمنية لإعادة السيطرة على المدينتين، اللتين سيطرت عليهما داعش. المعارك تدور على أطراف المدينتين، بمشاركة قطاعات عسكرية ومروحيات قتالية.

وقال مصدر أمني عراقي في محافظة الأنبار اليوم الأربعاء إن 10 عناصر من التنظيم سقطوا بين قتيل وجريح، جراء قصف جوي نفذه الطيران الحربي العراقي على قضاء الخالدية شرق الرمادي.

وأضاف المصدر الأمني: quot;قصف طيران الجيش تجمعًا لتنظيم داعش في قضاء الخالدية شرق الرمادي، ما أدى إلى مقتل 6 من عناصر التنظيم وإصابة 4 آخرين بجروح، وذلك ضمن الهجوم الواسع على منطقة الجزيرة بقضاء الخالدية، لضرب مسلحي داعش الذين يحتمون في الأحياء السكنية بالمنطقةquot;.

وكانت مساجد الفلوجة أعلنت عن اتفاق وجهاء المدينة مع قوات الجيش على الانسحاب وإنهاء المظاهر المسلحة، وفتح الطريق الدولي السريع أمام الأرتال العسكرية، ودعت المواطنين إلى العودة لمنازلهم، وإعادة فتح المحال التجارية، وفقًا لتقرير السومرية نيوز، تضمن انسحاب الجيش من المدينة وتولي الشرطة وأبناء العشائر زمام الأمور الأمنية، فضلاً عن إنهاء المظاهر المسلحة. فقد اتفق وجهاء الفلوجة مع الجيش على إعادة فتح الطريق الدولي السريع أمام حركة الأرتال العسكرية، وتعيين قائد لشرطة المدينة وقائم مقام للقضاء.