تطرح بعض الاوساط فرضية تخلي ايران عن بشار الاسد في جنيف 2 مقابل تعزيز نفوذها في الشرق الاوسط، وهي فرضية تستبعدها الاطراف اللبنانية وتؤكد ان دعم حزب الله للنظام السوري أنقذه من السقوط.

بيروت: ماذا لو صحّت فرضية تخلي ايران عن الرئيس السوري بشار الاسد في جنيف 2، مقابل تعزيز نفوذها في الشرق الاوسط، ما هي تبعات هذه الفرضية وهل يمكن لهذه الفرضية ان تتحقق وان ينسحب حزب الله من سوريا؟

يقول النائب نبيل دو فريج ( المستقبل ) لquot;إيلافquot; انه ليس بالسهولة ان تقدِّم ايران تنازلات في جنيف 2 كالتخلي عن بشار الاسد رئيسًا لسوريا، وبالنهاية الاسد باق في مكانه كصورة، وهو لا يملك شيئًا في يده، الواضح اليوم انه يبقى كتمثال، وكرجل آلي يتصرفون به كما يريدون، وهو قد تخلى عن كل مستقبله، لان مصيره ومصير نظامه بيد ايران وروسيا، وهما من دعماه حتى الآن وخصوصًا عسكريًا بوساطة حزب الله.

ويضيف دو فريج :quot; اذا تحدثنا عسكريًا، لو لم يدخل حزب الله بكل قوته بالمعركة في سوريا لكان سقط بشار الاسد.
وايران برأيه، لن تتخلى عن الاسد رغم الحديث عن تقديم تعزيزات لنفوذها في الشرق الاوسط مقابل ذلك، ويعتبر دو فريج ان ايران لا نفوذ لها في العراق، اما في لبنان فلن نجعل نفوذها كبيرًا كما يتحدثون، لان لبنان بلد يتميز عن العراق وسوريا كونه يتمتع بخصوصية وطابع لا احد يستطيع الهيمنة عليه.

ويعتبر دو فريج انه قبل تأمين البديل الذي يعطي كل الصلاحيات لروسيا لن يتم التخلي عن بشار الاسد، ويضيف:quot;الوضع في سوريا اليوم يذكرنا كثيرًا بوضع لبنان في ال1976، وكلما تتأزم عسكريًا يتحدثون عن مؤتمر حوار برعاية العرب والآن سويسرا.

ويلفت دو فريج الى ان الازمة لن تنتهي في سوريا الا كما حصل في لبنان بولادة طائف جديد، الذي يجب ان يكون سوريًا محضًا.

جنيف 2

عن المتوقع من مؤتمر جنيف 2، يقول دو فريج، ان المتوقع قبل حصوله التصعيد، ومع وجود استحقاق حواري يتم التصعيد قبله عسكريًا من اجل تحقيق المكاسب للوصول الى طاولة المفاوضات مع اوراق قوية.

ويعتبر دو فريج ان اغتيال الوزير السابق محمد شطح، وكذلك انفجار حارة حريك كلها امور متعلقة بقضية جنيف 2.
من هنا، يضيف:quot; جنيف 2، سوف تؤدي الى جنيف 3، كما ادى جنيف 1 الى جنيف 2.quot;

وبرأي دو فريج ان الطبخة السورية لم تنضج بعد، ويحاولون ايجاد النكهات لها، لان ايران لديها طموحات كبيرة في المنطقة.

ويعتبر دو فريج ان مصير بشار الاسد ليس بيده، والواضح انه لولا ايران وحزب الله لما كان بقي بشار الاسد.

الرأي الآخر

بدوره يعتبر النائب فريد الخازن ( تكتل التغيير والاصلاح التابع للجنرال عون) في حديثه لquot;إيلافquot; ان مؤتمر جنيف 2 سيكون محطة في سلسلة مؤتمرات، وسيستكمل بمؤتمرات اخرى، لان الازمة السورية ليست جاهزة للحل، وهي كأي ازمة كبيرة بحاجة الى وقت، وسيكون هناك محطات عدة للمساهمة في حل الازمة عندما تصبح قابلة للحل.

ويعتبر ان المعارضة في سوريا في مأزق كبير، وهناك خلافات كبيرة في ما بينها، وميدانيًا هناك نوع من التوازن للقوى، لا بل ارجحية النصر للنظام ميدانيًا وسياسيًا.

وسيكون هناك مقررات لن يرضى عنها الطرفان، اذ ان هناك جانبًا في الازمة السورية مرتبط بالامم المتحدة.

وجنيف 2 سيتحمل مسارًا للامم المتحدة واميركا وروسيا والدول، ولن يكون هناك تسوية بالازمة السورية، ويمكن اعتبار جنيف 2 محطة من سلسلة محطات ولن يكون الاخير.
عن فرضية تنازل ايران والاستغناء عن بشار الاسد لتقوية نفوذها في الشرق الاوسط، لا يرى الخازن ان ذلك على جدول اعمال ايران، فهي تفاهمت حول السلاح النووي مع المجتمع الدولي.

والولايات المتحدة الاميركية يضيف الخازن، تريد الخروج اليوم من افغانستان عسكريًا بعدما خرجت من العراق، وواضح ان ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما لن تتدخل عسكريًا في الازمة السورية، وبالنسبة لايران، فقد انجزت الصفقة مع اميركا والمجتمع الدولي من خلال السلاح النووي، ولا يعتبر أي طرف دولي ان الازمة السورية من الممكن ان تهدد مصالحه بشكل مباشر.