مسلسل من الفضائح الجنسية دكّ وزارات المغرب في عهد الاسلاميين، إلى درجة أن الصحافة المحلية استنبطت مصطلح quot;دعارة الوزاراتquot;، للدلالة على تكرار عمليات التحرّش وممارسة البغاء من طرف مسؤولين كبار في الدولة.


أيمن بن التهامي من الرباط: سُجل في الفترة الأخيرة، عدد من الفضائح الجنسية التي تورط فيها اطارات سامية داخل وزارات الحكومة الحالية، التي يقودها عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ذي المرجعية الإسلامية.

مسلسل فضائح متواصل

عاشت وزارات مغربية على إيقاع مسلسل من الفضائح الجنسية، التي أصبح يصطلح عليها إعلاميًا بـquot;دعارة الوزاراتquot;.

وتفجرت أول فضيحة، حسب ما جاء في تقارير إعلامية محلية، بعد ضبط مسؤولة في وزارة الشباب والرياضة في شقة في الرباط مع رئيس محافظة في جنوب المملكة متلبسين بممارسة الفساد، لتتحول، بعدها بأيام فقط، الأنظار نحو القضاء الذي أدان مسؤولة في وزارة الفلاحة بسنة ونصف حبساً وبغرامة مالية، بعد متابعتها بتهم quot;إعداد وكر للدعارة والوساطة في البغاء، وجلب فتيات لممارسة الفسادquot;.

وفيما كان الجميع يراهن على أن الأيام ستنسي المتتبعين هذه الفضائح، حتى بدأت تفوح رائحة تعرض موظفة للتحرش الجنسي على يد مسؤول كبير في وزارة التشغيل، غير أنه جرى طي الملف قبل وصوله للقضاء.

ولم ينتظر الرأي العام طويلاً حتى أميط اللثام عن فضيحة جديدة بطلاها مسؤول في وزارة التجارة والصناعة، ومسؤولة في وزارة المالية، إذ ضبطا وهما يمارسان الجنس داخل سيارة في حي اشماعوا في مدينة سلا (قرب العاصمة الإدارية الرباط).

وجاء افتضاح أمر المعنيين بالأمر بعد أن حاصرهما رجلا أمن، ليكشف المسؤول عن هويته وأنه متزوج، والأمر نفسه بالنسبة للمسؤولة في وزارة المالية، التي تبين أنها متزوجة ولديها أطفال.

ليس جديدًا

رغم كثرة حالات الفضائح الجنسية وحوادث التحرش المسجلة داخل الإدارات والمؤسسات الكبيرة، إلا أن مراقبين يرون أن هذا الأمر ليس جديدًا في المغرب.

وقال أبو بكر حركات، المتخصص في علم الجنس والأمراض النفسية، إن quot;هذه الأمور كانت دائمًا موجودةquot;، مشيرًا إلى أن quot;الذي تغير الآن هو أنه أصبح يجري تناولها إعلاميًاquot;.

وأضاف أبو بكر حركات، في تصريح لـquot;إيلافquot;: quot;هذه أمور ليست جديدة في المجتمع. فالتحرش الجنسي كان دائمًا في الإدارات والمؤسسات، ومنذ أن دخل التواصل الإيروتيكي للمغرب، منذ حوالى 10 سنوات، يحتل المغاربة المركز الثاني في العالم في ما يخص الضغط على كلمة (سكس)quot;.

وأكد الأخصائي المغربي أن quot;وسائل الإعلام أصبحت تتكلم عن هذه الأشياء بعد أن أضحت تتمتع بحرية أكبر، كما أن وعي بعض الأشخاص الذين يعتبرون أنفسهم ضحايا، جعلهم يفضحون هذه الممارسات، إذ أصبحت لديهم جرأة أكبر على التكلم. وهذا طبيعي، فالترسانة القانونية تتعزز من أجل حماية هؤلاءquot;.

أزمة القيم في المجتمع

قال علي الشعباني، الباحث في علم الاجتماع، إن quot;تزايد حالات التحرش الجنسي ينم أساسًاعن أزمة القيم في المجتمع وانهيار منظومة القيم لأن الذي يقوم بمثل هذه الأعمال فقد تجرد من العديد من الأمور التي كانت تحميه من هذه الأشياء وتجنبه الوقوع فيهاquot;.

وأضاف الشعباني لـquot;إيلافquot;: quot;هذا يعني أن الإنسان يهين الآخر، لأن الذي يتحرش بالآخرين يحتقرهم ويهينهم ويستصغرهم ويجعل من نفسه أعلى منهم وأقوى. فهو يعتبر أن الآخرين يمكن أن يكونوا في خدمته وتلبية رغباته المشروعة وغير المشروعةquot;.

وأوضح الباحث في علم الاجتماع أن quot;هذه الأمور تسيء إلى المجتمع وسمعته ومواطنيه وتعتبر شيئًا خطيرًا يمس بكرامة الوطن والمواطنين، ويهين اللواتي يتعرضن لمثل هذه الممارسات المشينة، التي لا يجب أن تكون في أي مجتمع يطمح بأن يكون متطوراً، ومتقدمًا، وحضاريًاquot;.