حل في مدينة أربيل عاصمة اقليم كردستان العراق اليوم الأمين العام للأمم المتحدة للقاء رئيس الاقليم بارزاني والاطلاع على أحوال اللاجئين السوريين هناك.. فيما يبحث وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في بغداد الاستعدادات لمؤتمر جنيف 2 حول الأزمة السورية وآخر التطورات السياسية والامنية في العراق وخاصة أزمة الأنبار.


لندن: وصل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اليوم الثلاثاء إلى أربيل (233 كم جنوب بغداد) عاصمة اقليم إقليم كردستان العراق قادمًا من بغداد للإطلاع على أحوال اللاجئين السوريين المتواجدين هناك. كما سيجري مباحثات مع رئيس الاقليم مسعود بارزاني تتناول آخر التطورات السياسية والامنية في العراق والملفات العالقة بين أربيل وبغداد وخاصة ما يتعلق منها بتوزيع الثروات الطبيعية، وفي مقدمتها النفط.

وخلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في بغداد امس قال كي مون إن مباحثاتهما تناولت الوضع السوري وتأثيره على العراق الذي ثمن احتضانه لحوالى ربع مليون سوري، وكان سخيًا معهم في تقديم المساعدات لهم إلى حين عودتهم إلى بلدهم. وتوقع مشاركة اقليمية ودولية قوية لانجاح مؤتمر جنيف 2، وقال إن مساهمة ايران ضرورية في المؤتمر، لكنّ هناك خلافاً الآن حول هذه المشاركة سيتم حله بين روسيا واميركا.

وأشار إلى أنّه ناقش مع المالكي ايضًا العلاقات بين بغداد وأربيل وضرورة العمل على المشاركة الوطنية في الثروات الطبيعية للبلاد. وعن تنفيذ العراق لاحكام الاعدام أشار كي مون إلى أنّه بحث الامر مع المالكي موضحاً أن هناك قرارات دولية بخصوصها متمنياً على بغداد معالجة الامر.

كما أجرى كي مون في بغداد امس ايضًا مباحثات مع رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي ونائب الرئيس العراقي خضير خزاعي تتناول التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر جنيف 2 حول الازمة السورية في سويسرا في 22 من الشهر الحالي من اجل التوصل إلى حل سياسي للازمة السورية، التي تؤكد بغداد حيادها بشأنها بين النظام والمعارضة بالرغم من الاتهامات الموجهة لها بوضع اراضي العراق واجوائه ممراً للاسلحة والرجال إلى سوريا لدعم نظام الرئيس بشار الاسد.

وتطرقت مناقشات كي مون، الذي يرافقه في زيارته هذه أنطونيو غوتيريس المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وفاليري أموس مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، الى العلاقات العراقية الكويتية وتنفيذ بغداد للالتزامات الدولية التي فرضها مجلس الامن في اعادة كامل الارشيف الكويتي والبحث عن المفقودين الكويتيين خلال الاحتلال العراقي للكويت عام 1990 من اجل رفع باقي الالتزامات المنصوص عليها في الفصل السابع من ميثاق مجلس الامن الدولي عن العراق.

وكان مجلس الأمن الدولي قد أكد السبت الماضي دعمه للحكومة العراقية quot;في كفاحها لاستعادة السيطرة على عدد من المناطق في محافظة الأنبار التي كانت سقطت بايدي اسلاميين مرتبطين بالقاعدةquot;. واعرب اعضاء مجلس الامن الخمسة عشر في بيان عن دعمهم للحكومة العراقية في مواجهتها لمسلحي الدولة الاسلامية في العراق والشام المرتبطة بتنظيم القاعدة.

ودان مجلس الأمن هذه الهجمات واشاد بشجاعة قوات الامن العراقية في هذه المحافظة. وقال إن quot;مجلس الامن يعرب عن دعمه التام للجهود المتواصلة التي تبذلها الحكومة العراقية من اجل حماية الشعب في العرقquot;.

وأضاف أن المجلس يحث quot;القبائل العراقية والمسؤولين المحليين وقوات الامن في محافظة الأنبار على مواصلة الانتشار والتوسع وتعزيز تعاونهم ضد العنف والرعبquot;.. مشددًا على quot;الاهمية القصوى في اقامة حوار ووحدة وطنيةquot;. وكانت قوات الأمن العراقية وعشائر تعادي الدولة الإسلامية في العراق والشام قد استعادت الأسبوع الماضي السيطرة على معظم مناطق الرمادي عاصمة محافظة الأنبار المتاخمة لسوريا.

ظريف يبحث في بغداد جنيف 2

ومن جهة أخرى، يجري وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف مباحثات في بغداد، التي وصلها اليوم، مع المالكي ووزير خارجيته هوشيار زيباري تتعلق بالتحضيرات الجارية لانعقاد مؤتمر جنيف 2 حول الازمة السورية التي تدعم فيها طهران حليفها الاسد بشدة وتتبنى سياساته وتقدم له دعماً عسكرياً وماليًا ومعنويًا للانتصار على قوى المعارضة التي تقاتل لاسقاطه.

وقال ظريف في تصريح للصحافيين لدى وصوله الىمطار بغداد الدولي إن quot;الإرهاب والتطرف مشكلة اقليمية تحتاج الى حلول اقليميةquot;... مشددًا على quot;ضرورة تعاون كافة دول المنطقة في مواجهة هاتين الآفتين quot;معلنًاquot; دعم بلاده لجهود الحكومة العراقية في مواجهة الارهاب والتطرفquot;. ودعا الجميع الى quot;التخلي عن الرؤى الضيقة والعمل من اجل مستقبل المنطقةquot;.

وأمس أشار كي مون خلال مؤتمره الصحافي مع المالكي إلى أنّ مشاركة ايران في مؤتمر جنيف ضرورية لكنّ هناك خلافات حول هذه المشاركة يؤمل أن تحل بين واشنطن وموسكو.

كما ينتظر أن يعرض ظريف على قادة العراق آخر التطورات في المباحثات التي تجريها ايران مع الدول الغربية حول ملفها الامني، والتي اسفرت لحد الآن عن اتفاقات مبدئية يؤمل تطويرها وتوسيعها في المباحثات التي ستستأنف بين الطرفين الاسبوع المقبل.

كما ستتناول المباحثات التي يجريها ظريف في بغداد التطورات الامنية والسياسية في العراق على ضوء المعارك الدائرة في محافظة الأنبار الغربية لدحر مسلحي تنظيمي داعش والقاعدة.

وكان مسؤول عسكري إيراني بارز قد أكد الاسبوع الماضي أن بلاده مستعدة لمساعدة العراق عسكرياً في قتاله ضد مسلحي تنظيم القاعدة. وقال مساعد الشؤون اللوجستية للأركان العامة للقوات المسلحة الجنرال محمد حجازي: quot;إذا طلب العراقيون ذلك فسوف نزودهم بالعتاد والمشورة، لكنهم ليسوا بحاجة إلى قواتquot;.

ورداً على سؤال بشأن تقارير متداولة من أن العراق طلب الدعم العسكري من إيران والولايات المتحدةلتنفيذ عمليات مشتركة ضد تنظيم القاعدة، قال quot;لم أطلع على هذا التقرير ولكن على أي حال لو طلب العراق الدعم من إيران فإنها سترحب بالتأكيدquot;. وحول إذا ما كان الدعم بصورة مشتركة مع واشنطن قال quot;لا.. نحن ليست لنا علاقة مع أميركاquot;.

وتأتي زيارة بان كي مون وظريف إلى بغداد في وقت تقاتل فيه القوات العراقية لانتزاع السيطرة على مدينتي الرمادي والفلوجة من أيدي مسلحي داعش.