أكد وزيرا خارجيتي العراق وإيران قرب إعلان اتفاقهما على حل مشكلة الحدود بينهما، فيما انتقد ظريف شروطًا لمشاركة بلاده في مؤتمر جنيف 2، شدد زيباري على ضرورة هذه المشاركة، بينما اتفقا على العمل لمواجهة الارهاب.. فيما أكد النجيفي لظريف ضرورة حل أزمة الأنبار على اساس تنفيذ مطالب أهلها.


لندن: قال هوشيار زيباري وزير الخارجية العراقي خلال مؤتمر صحافي في بغداد اليوم مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف انهما بحثا الأزمة السورية المتفاقمة وأهمية مشاركة جميع الاطراف المعنية بها ومنها إيران في مؤتمر جنيف 2. وأضاف أنّ جميع الدول المجاورة لسوريا بدأت تتأثر بتداعيات ازمتها إضافة إلى زيادة آلام الشعب السوري لاستمرار عمليات القتل في بلده.

واشار إلى أنّ مؤتمر جنيف هو للسوريين ويمثل الحكومة والمعارضة ومشاركة بقية الدول الاخرى فيه ستكون بروتوكولية لحث الطرفين السوريين على الاتفاق. وشدد زيباري على ضرورة مشاركة إيران في المؤتمر وقال إن مثل هذه المشاركة مهمة للتوصل إلى اتفاقات تنهي الأزمة.

وأوضح زيباري أنه تم أيضًا بحث الاتفاق النووي بين إيران والمجموعة الغربية 5 زائد واحد، حيث يؤيد العراق هذا الاتفاق الذي تؤكد المؤشرات الاولية إلى أنّه يسير بشكل مشجع للبدء بتنفيذه في 20 من الشهر الحالي. واشار إلى أنّه بحث مع ظريف ايضاً العلاقات بين بلديهما.

وقال إنه تم انجاز الكثير على طريق حل الملفات العالقة بينهما وخاصة في مجال ترسيم الحدود كاشفاً عن وجود وفد عراقي فني وقانوني في طهران حاليًا للاتفاق على حل مشاكل الحدود النهرية والملاحة في شط العرب. وقال إنه سيتم قريباً الإعلان عن اتفاقات مهمة في هذا الجانب. واشاد زيباري بدعم إيران لجهود العراق في مواجهة الارهاب، وقال إنها أكدت استعدادها لدعم العراق في هذا المجال بكل امكاناتها.

ومن جهته، اشار ظريف إلى أنّ هناك شروطاً غير مقبولة تفرضها بعض الاطراف حول مشاركة بلاده في مؤتمر جنيف 2 تعيق هذه المشاركة من دون توضيح طبيعتها، لكنه أكد أن إيران لن تحضر المؤتمر الا بدعوة تحترم سيادتها وكرامة شعبها.

وأكد أن مستقبل سوريا يرسمه شعبها وحده وعبّر عن الامل في خروج مؤتمر جنيف بنتائج تؤسس لحوار بين الاطراف السورية الحكومية والمعارضة من اجل رسم مستقبل سوريا. يذكر أن إيران تطالب بمشاركة كاملة في مؤتمر جنيف تحترم دورها في المساهمة بحل الأزمة السورية. وأضاف ظريف ان بلاده متفقة مع العراق على مواجهة الارهاب الذي يعاني منه البلدان... وأوضح أن زيباري سيقوم قريباً بزيارة إلى طهران لتسوية جميع الملفات العالقة بين البلدين.

المالكي: أزمات المنطقة لا تحل بمعزل عن إنهاء الأزمة السورية
ومن جهته، بحث رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي خلال اجتماعه مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف آخر التطورات في المنطقة والأزمة السورية لاسيما مؤتمر جنيف ٢ والعمل على دعم الجهود لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية.

وأكد المالكي quot;أن الجميع بدون استثناء يجب أن يتحملوا المسؤولية في إيجاد حل سلمي للأزمة المتفاقمة في سوريا، وأضاف أن الوضع يدعو الى حشد الجهود ومشاركة كل من له تأثير في حل الأزمة، لا الى تسجيل نقاط من طرف على طرف آخرquot;. وقال إن quot;أزمات المنطقة لا تحل بمعزل عن حل الأزمة السوريةquot;.

من جانبه، أكد وزير الخارجية الإيراني على ضرورة بذل كل الجهود كي لا تتحول سوريا الى قاعدة للتطرف والإرهاب، وأعرب عن استعداد ايران لبذل كل ما تستطيع من اجل إيجاد حل سياسي للازمة السورية مؤكداً أن العراق يمكن ان يلعب دورًا مهمًا في هذا المجال.

مباحثات مع النجيفي حول الاوضاع في الأنبار

وقبيل ذلك، بحث رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي مع ظريف المشهدين الامني والسياسي في العراق والمنطقة، وتداعيات أزمة محافظة الأنبار. وأكد النجيفي خلال الاجتماع على أهمية حل أزمة الأنبار ومعالجة المشاكل السياسية والامنية من خلال تعاون القوى السياسية العراقية والقضاء على المنظمات الارهابية، مشدداً على ضرورة استجابة الحكومة لمطالب المتظاهرين في المحافظة.

وأضاف أنّ quot;عدم اعطاء دور لممثلي المحافظة وغياب الحلول السياسية؛ شجع على تغلغل المجاميع الارهابية في العراق وحسم المشاكل القائمة يتم من خلال الحل السياسي المرافق للحل الامني، كما نقل عنه بيان صحافي لمكتبه الاعلامي تسلمته quot;إيلافquot;.

وقد وجه ظريف دعوة من رئيس مجلس الشورى الإيراني للنجيفي للمشاركة في مؤتمر مجالس الدول الاسلامية لاتحاد البرلمانات المزمع عقده في إيران منتصف الشهرالمقبل. وسيلتقي ظريف في وقت لاحق اليوم مع رئيس الوزراء نوري المالكي لاجراء مباحثات تتعلق بالتحضيرات الجارية لانعقاد مؤتمر جنيف 2 حول الأزمة السورية التي تدعم فيها طهران حليفها الاسد بشدة وتتبنى سياساته وتقدم له دعمًا عسكريًا وماليًا ومعنويًا للانتصار على قوى المعارضة التي تقاتل لاسقاطه.

وكان ظريف قال في تصريح للصحافيين لدى وصوله الى مطار بغداد الدولي صباح اليوم إن quot;الارهاب والتطرف مشكلة اقليمية تحتاج إلى حلول اقليمية.. مشدداً علىquot; ضرورة تعاون كافة دول المنطقة في مواجهة هاتين الآفتينquot;.

وأكد دعم بلاده لجهود الحكومة العراقية في مواجهة الارهاب والتطرفquot;... داعيًا إلى quot;التخلي عن الرؤى الضيقة والعمل من اجل مستقبل المنطقةquot;. وهذه الزيارة إلى بغداد هي الثانية لظريف منذ تعيينه بمنصبه وزيراً للخارجية الإيرانية، حيث كانت زيارته الاولى قد تمت في الثامن من ايلول (سبتمبر) من العام الماضي.

وأمس أشار بان كي مون خلال مؤتمره الصحافي مع المالكي إلى أنّ مشاركة إيران في مؤتمر جنيف ضرورية لكن هناك خلافات حول هذه المشاركة يؤمل أن تحل بين واشنطن وموسكو.

وكان مسؤول عسكري إيراني بارز قد أكد الاسبوع الماضي أن بلاده مستعدة لمساعدة العراق عسكرياً في قتاله ضد مسلحي تنظيم القاعدة. وقال مساعد الشؤون اللوجستية للأركان العامة للقوات المسلحة الجنرال محمد حجازي quot;إذا طلب العراقيون ذلك فسوف نزودهم بالعتاد والمشورة، لكنهم ليسوا بحاجة إلى قواتquot;.

ورداً على سؤال بشأن تقارير متداولة من أن العراق طلب الدعم العسكري من إيران والولايات المتحدةلتنفيذ عمليات مشتركة ضد تنظيم القاعدة قال: quot;لم أطلع على هذا التقرير ولكن على أي حال لو طلب العراق الدعم من إيران فإنها سترحب بالتأكيدquot;. وحول إذا ما كان الدعم بصورة مشتركة مع واشنطن قال quot;لا.. نحن ليست لنا علاقة مع أميركاquot;.