يتوافد المصريون على مراكز الإقتراع، للتصويت على الدستور الجديد، وبدا الإقبال جيداً في بداية اليوم الأول للإستفتاء، ومن المتوقع أن يزداد خلال منتصف النهار، بالتزامن مع خروج الموظفين من أعمالهم، فيما حاولت جماعة الإخوان المسلمين عرقلة الإستفتاء عبر طرق غير تقليدية .

صبري عبد الحفيظ من القاهرة: يتوجه المصريون بكثافة إلى مراكز الإقتراع للتصويت على الدستور، وبدا الإقبال جيداً منذ الساعات الأولىمن اليوم الأول للاستفتاء، ولم تثنهم تهديدات أو دعوات للمقاطعة، رغم إستيقاظهم على تفجير محدود في حي إمباية الشعبي في الجيزة.
وتفقد الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع، مدرسة خلفاء الراشدين بحي مصر الجديدة، وصافح المواطنين والجنود، واطمأن على سلامة عملية الإستفتاء.
وتجولت quot;إيلافquot; في بعض المناطق في وسط القاهرة والجيزة، وبدا أن هناك إقبالاً من المصريين على المشاركة في الإستفتاء، في رفض واضح لدعوة جماعة الإخوان المسلمين للمقاطعة. وأمام مدرسة جواد حسني في القاهرة، اصطف عشرات النساء والرجال منذ الصباح الباكر، حتى قبل افتتاح اللجان، إنتظاراً لدورهم في التصويت على الإستفتاء. وقالت منال موسى، وهي موظفة في وزارة الصحة، لـquot;إيلافquot; إنها فضلت الإدلاء بصوتها قبل الذهاب إلى العمل، لتجنب الزحام في منتصف النهار، مشيرة إلى أن التصويت على الإستفتاء واجب وطني، من أجل الخروج من المأزق الذي وضعت مصر فيه منذ ثلاث سنوات، وأضافت أن الدستور الجديد في مجمله جيد، ويحفظ حقوق المصريين، منوهة بأن جميع مواده جيدة باستثناء مادة المحاكمات العسكرية للمدنيين، وتحصين منصب وزير الدفاع، وتابعت: quot;لكن يمكن تقبل هذه المواد في ظل الظروف الإستثنائية التي تمر بها مصر، خاصة أنه لولا الجيش المصري، لتحولت مصر إلى النموذج السوري أو الليبيquot;.
إنتشار أمني
وتنتشر قوات من الجيش إلى جانب قوات الشرطة بكثافة في الشوارع والميادين الرئيسية، وبالقرب من مراكز الإقتراع، وكثفت قوات الجيش تواجدها في ميدان التحرير وميدان رابعة العدوية وميدان الجيزة، إضافة إلى ميدان نهضة مصر، واستعانت قوات الشرطة في التأمين بالكلاب البوليسية المدربة على الكشف عن المتفجرات، وظهرت قوات مكافحة المفرقعات بزي وأجهزة جديدة في الشوارع وبعض الميادين الرئيسية، إنتظاراً لعمل شاق قد يحصل بالتزامن مع الإستفتاء.
ويشارك الجيش بتأمين عملية الإستفتاء بـ160 ألف جندي وضابط، إضافة إلى قوات ضخمة من الشرطة، وأمام إحدى اللجان في منطقة باب اللوق وعلى مقربة من مقر وزارة الداخلية، وضعت متاريس وأسلاك شائكة وكتل خرسانية، لمنع الإقتراب من الوزارة، فيما قسمت الشوارع المحيطة بها إلى نصفين بشكل طولي، ووضعت فيها كتل خرسانية لمنع مرور السيارات أو توقفها بجوار مقر الوزارة، خشية إستهدافها بالسيارات المفخخة.
يقف الجنود من قوات الجيش في الشوارع والميادين وأمام مقار الإقتراع منذ فجر أمس، وباتوا ليلتهم فوق ظهور دباباتهم وعرباتهم ومدرعاتهم، وقال أحد الجنود لـquot;إيلافquot; ـ رفض ذكر اسمه ـ لحساسية موقفه، إن الجيش يشارك في حماية الجبهة الداخلية لمصر، ولن يتخلى عن دوره الوطني في حماية المصريين وضمان مستقبل آمن مستقر لهم. وأضاف أن لديهم تعليمات واضحة بضرورة التعامل بحزم وقوة مع أية مخالفات أو محاولات من جانب أي طرف لإثارة العنف أو عرقلة عمليات الإستفتاء، حتى لو تطلب الأمر إستخدام الرصاص.
وتابع الجندي، من فوق عربة مدرعة ترابط أمام مدرسة في وسط القاهرة: quot;الإستفتاء على الدستور مسألة حياة أو موت لمصر، فإما أن تغرق في بحور الفوضى أو تنجو وتعبر المرحلة الإنتقالية وتبدأ في بناء مؤسسات الدولة، وتحقق التنمية، هكذا قال لنا القادة، ونحن نعرف ذلك يقينًاquot;. على حد قوله.
وفي الجيزة، كان الإقبال كثيفاً، واصطفت النساء وكبار السن أمام اللجان منذ الصباح الباكر، وأمام مدرسة صلاح الدين الإبتدائية بميدان الجيزة، كان المشهد واضحاً أن الإقبال جيد، وليس ضعيفاً، ورفع بعضهم صوراً للفريق عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع، فيما أطلقت إحداهن زغرودة إبتهاجاً، ووجود قوات من الجيش ترابط على مقربة منها.
كلمة quot;لاquot; تجلب المصائب
وقال محمود سلامة، وهو رجل ستيني، لـquot;إيلافquot; إن الإستفتاء على الدستور مشوار مهم من أجل استقرار مصر والعبور من تلك المرحلة التي وصفها بـquot;الزفتquot;.
وأضاف أنه سوف يصوت بـquot;نعمquot;، وضميره مستريح، مشيراً إلى أن كلمة quot;لاquot; تجلب المصائب على مصر، لا سيما أن الإخوان هم يتبنون هذا الإتجاه، ليس من أجل مصلحة الوطن، ولكن من أجل العودة للسلطة، حتى ولو كانت العودة على جثة مصر.
حيل الجماعة
وحاولت جماعة الإخوان عرقلة الإستفتاء على الدستور، وإظهار أن الإقبال عليه ضعيف عبر حيل غير تقليدية، ولجأت الجماعة إلى تجميع بطاقات الهوية من المواطنين، من أجل منعهم من الذهاب إلى لجان الإقتراع، وكشفت غرفة عمليات الحزب المصري الديمقراطي أن عضواً في الجماعة جمع نحو 700 بطاقة من أهالي مركز ديروط بمحافظة أسيوط في الصعيد، بعد أن إنتحل صفة موظف بوزارة التموين، وأنه مكلف بجمع البطاقات من أجل تعديل بيانات دعم السلع، وزيادتها.
وقالت سكينة فؤاد، مستشارة الرئيس إنها تلقت معلومات مماثلة، وأضافت في تصريحات تلفزيونية: quot;وصلتني تليفونيًا معلومات بمحاولة الجماعة جمع بطاقات المواطنين بعدد من المحافظات لاستغلالها في منعهم من التصويت على الدستورquot;، متهمة الجماعة بمحاولة اسقاط الدولة، وقالت: quot;الإخوان وطلابهم يسعون إلى إسقاط الدولة ولا بد من محاسبة من تلوثت أيديهم بدماء المصريينquot;.