بروكسل: اعلن الاتحاد الاوروبي انه سيزيد مساعدته الانسانية لضحايا النزاع السوري 165 مليون يورو، لكنه يعرب عن اسفه لاستمرار النظام السوري وبعض المجموعات الجهادية في منع الوصول الى المناطق المدمرة.
وقد تم الاعلان عن هذه المساعدة الجديدة الثلاثاء في بروكسل عشية المؤتمر الثاني للدول المانحة الذي تنظمه الامم المتحدة في الكويت.
وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قالت المفوضة الاوروبية المسؤولة عن المساعدة الانسانية كريستالينا جورجيفا quot;نلاحظ ان الوضع مستمر في التدهور. لم يحصل اي تحسن سواء بالنسبة الى السوريين في الداخل او بالنسبة الى اللاجئين في البلدان المجاورةquot;.
ومن اجل مواجهة هذا الوضع، تدعو جورجيفا الاعضاء الاخرين في المجموعة الدولية الى الاقتداء بالاتحاد الاوروبي الذي يعد الى حد كبير المانح الاكبر لسوريا، اذ قدم ما يفوق الملياري يورو منذ بداية النزاع.
وفي مؤتمر الكويت، ستثبت دول الاتحاد الاوروبي quot;سخاءها ايضاquot; على الصعيد الفردي، كما اوضحت.
وتشير جورجيفا الى مؤتمر المناحين الدولي الثاني الذي يعقد في العاصمة الكويتية من اجل سوريا غدا الاربعاء، بهدف جمع 6,5 مليار دولار لصالح اكثر من 13,4 مليون سوري يعيشون في ظروف بالغة الصعوبة في سوريا او في الدول المجاورة.
وقد تعهدت منظمات غير حكومية الثلاثاء بتقديم اربعمئة مليون دولار للمساعدة في اغاثة السوريين المتضررين جراء النزاع حسبما افاد مشاركون في اجتماع لهذه المنظمات في الكويت عشية المؤتمر.
وتعهدت الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية التي مقرها الكويت بتقديم 142 مليون دولار بينما تعهدت المنظمات الاخرى المشاركة في الاجتماع بالمبلغ المتبقي.
وقالت الهيئة في بيان نقلته وكالة الانباء الكويتية الرسمية ان هذه الاموال ستذهب الى السوريين اللاجئين الى خارج الاراضي السورية جراء النزاع الذي اسفر عن مقتل اكثر من 130 الف شخص وعن ملايين اللاجئين والنازحين.
من جهة اخرى، قالت جورجيفا، ان المنظومة الصارمة للعقوبات التي يطبقها الاتحاد الاوروبي على سوريا منذ 2011 قد تم تخفيفها في الفترة الاخيرة للافساح في المجال امام استيراد الادوية.
وقد تم ايضا تعديل تجميد التحويلات المصرفية لتسهيل شراء مواد غذائية.
واضافت ان على المجموعة الدولية quot;بما فيها روسيا وايرانquot; ابرز داعمين لدمشق ان quot;تتحد لممارسة ضغط على الاطراف حتى يتيحوا وصول المساعدة الى المناطق المدمرةquot;، وخصوصا منطقة حلب.
وقالت جورجيفا انه من جراء المعارك بين المتمردين والجهاديين في الاسابيع الاخيرة، quot;نشهد تجزئة داخل سوريا وهذه التجزئة تزيد من تعقيد توزيع المساعدة ومن المتعذر احيانا معرفة الجهة التي نتفاوض معهاquot;.
واوضحت المفوضة ان بعض المجموعات الاسلامية quot;هي الاكثر تصميما على عرقلة وصول المساعدةquot; من خلال مهاجمة العاملين في المنظمات الانسانية او من خلال منع حملات التلقيح ضد شلل الاطفال.
ومن اجل تسهيل المفاوضات مع النظام حول توزيع المساعدة، ينوي الاتحاد الاوروبي ان يعيد في القريب العاجل اثنين او ثلاثة دبلوماسيين، احدهم خبير في منظمة ايكو الاوروبية للمساعدة، الى بعثته في دمشق.
وهذه البعثة لم تقفل خلافا لسفارات معظم البلدان الاوروبية، لكنها تعمل من دون موظفين اجانب.
واعلنت الامم المتحدة في الفترة الاخيرة انها تحتاج في 2014 الى 2،3 ملياري دولار لمساعدة 9,3 ملايين سوري في داخل البلاد و4,2 مليارات دولار لمساعدة اكثر من اربعة ملايين سوري لاجئين في الخارج.
وقالت جورجيفا ان بلدان الاتحاد الاوروبي قبلت حوالى 60 الف سوري منذ بداية النزاع. واضافت quot;لكن معظم اللاجئين لا يريدون العيش في اماكن بعيدة لان هدفهم هو العودة الى بلادهمquot;.