كشف تقرير صحفي بريطاني عن زيارات قام بها عدد من قياديي أجهزة الاستخبارات الغربية لدمشق لمناقشة بعض النقاط الساخنة أمنيًا في سوريا.


قال تقرير بريطاني إن عددًا من المسؤولين الأمنيين الأوروبيين زاروا دمشق والتقوا علي مملوك المستشار الأمني للرئيس السوري بشّار الأسد، وذلك رغم وجود المسؤول السوري على قائمة العقوبات التي أصدرها الاتحاد الاوروبي.

ويأتي تقرير صحيفة (ديلي تلغراف) اللندنية، الذي نشرته الخميس، غداة تصريحات لنائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد أذاعتها (بي بي سي) قال فيها إن مسؤولي أجهزة مخابرات بعض البلدان الغربية المناهضة للرئيس بشار الأسد زاروا دمشق لمناقشة التعاون الأمني مع حكومته.

ويقول التقرير إن من بين النقاط الساخنة أمنيًا التي تمت مناقشتها مع المسؤولين في سوريا قضية توسع سيطرة الإسلاميين على الأرض. ويشير التقرير إلى زيارة قام بها مسؤول سابق في الاستخبارات البريطانية quot;إم أي 6quot; لدمشق للتداول حول سيطرة الإسلاميين هناك قبيل اجتماعات جنيف 2.

وتقول الصحيفة إن كل المسؤولين الأوروبيين الذين زاروا دمشق نسقوا مع نظام الأسد بخصوص مواجهة الجماعات المسلحة الإسلامية الجهادية. وتبرز في تقريرها رفض مسؤولين أوروبيين على اطلاع بما يدور في المنطقة وجود أي نوع من التنسيق الاستخباراتي مع دمشق.

إعادة العلاقات

ويشير الكاتب إلى المقابلة التى أجرتها (بي بي سي) مع فيصل مقداد نائب وزير الخارجية السوري، والتي قال فيها إن بعض الدول التي قطعت علاقاتها مع سوريا في وقت سابق تفكر الآن في إعادة العلاقات.
وفي رده على سؤال إذا ما كان يعني بريطانيا قال: quot;لن أحدد لكنّ كثيراً من ممثلي هذه الدول زاروا دمشق مؤخرًا .. نعمquot;.

ويتحدث تقرير (ديلي تلغراف)عن الموقف الأميركي الذي يسعى الى دعم الجيش السوري الحر كمحاولة لمواجهة التنظيمات الجهادية مثل جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام، quot;وتشير هذه الخطوة إن صحت الى زيادة مخاوف الغرب بشأن المسلحين الأجانب في صفوف المعارضةquot;.

وكان فيصل مقداد قال إن مسؤولين بأجهزة مخابرات غربية زاروا دمشق لاجراء محادثات. وأذيعت تصريحاته بعد يوم واحد من تقرير نشرته صحيفة (وول ستريت جورنال) وجاء به أن جهازي المخابرات الفرنسي والاسباني اجريا اتصالات بحكومة الاسد. ونشرت وسائل اعلام فرنسية تقارير مماثلة.

وقال مقداد في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) quot;لن أدخل في التفاصيل لكنّ الكثيرين منهم زاروا دمشق بالفعلquot;.

ورأى مراقبون أن أي اشارة الى أن دولاً غربية تجري محادثات مع حكومة الاسد يمكن أن تعقّد علاقات هذه الدولمع جماعات المعارضة المدعومة من الولايات المتحدة واوروبا ومع دول الخليج التي تمول المعارضة.

وقال مقداد quot;بصراحة لقد تغيّرت الروح... تلقينا طلبات من عدة دول لتنسيق التدابير الامنيةquot; مضيفًا أنه حين تسعى هذه البلدان لتعاون أمني مع سوريا فإن هذا علامة في ما يبدو على شقاق بين القيادات السياسية والأمنية.

نفي كيري وفابيوس

وقد نفى وزير الخارجية الاميركي جون كيري حين سئل في الكويت علمه بمثل هذه الاتصالات من نظام الأسد، وقال: quot;لا أعلم شيئًا عن هذا. بالقطع ليس تحت إشرافيquot;. وفي باريس رفض وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس التعليق غير أنه قال عند الالحاح عليه بالسؤال إن موقفه هو quot;نفس موقفquot; كيري.

وكانت صحيفة (لوفيغارو) الفرنسية ذكرت في كانون الاول (ديسمبر) أن مسؤولين من المديرية العامة للامن الخارجي في فرنسا ذهبوا الى دمشق لمناقشة التعاون بشأن الارهابيين. وقالت إن دمشق ردت بأنها ستفعل ذلك اذا اعادت فرنسا فتح سفارتها.

وقالت وزارة الخارجية البريطانية إنها لن تعلق على أمور تخص المخابرات لكن عدة مصادر تتابع السياسة البريطانية قالت إن المخابرات البريطانية لم تجرِ اتصالات بحكومة الاسد. ورفضت وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي.آي.إيه) من جانبها التعليق، كما لم يصدر أي تعليق من مسؤولين في المانيا أو اسبانيا.

ويشار في الختام، إلى أن البلدان الغربية تشعر بالقلق لوجود جهاديين إسلاميين أجانب في صفوف مقاتلي المعارضة سافروا الى سوريا للانضمام إلى القتال المستمر منذ قرابة ثلاثة أعوام للإطاحة بالأسد. ويقول بشّار الاسد دائماً إن الانتفاضة ضده يديرها (ارهابيون)، وأن الدعم الغربي للمعارضة يضر بمصالح الدول الغربية.