أنهى الائتلاف الوطني السوري المعارض اليوم اجتماعاته بإقرار الذهاب إلى مؤتمر جنيف بالغالبية بعد يومين من المناقشات والمشاورات والاستقطابات. وبين شد وجذب لم ينضم معظم المنسحبين إلى اجتماعات الائتلاف السبت رغم محاولات التوفيق والمصالحة في هذا الاستحقاق الأساسي والمفصلي.


بهية مارديني: رغم تلاوة أحمد الجربا رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض على أعضاء الائتلاف المجتمعين بيان الكتائب المعارضة، التي اجتمعت في أنقرة اليوم، ومن بينها الجبهة الإسلامية، والتي باركت الذهاب إلى مؤتمر جنيف، إلا أن البيان لم يكن شفيعًا للمنسحبين بالعودة، فباتوا قسمًا معطلًا، لا هم يشاركون ويدخلون التصويت، ولا هم مستقيلون.

وبتّ الائتلاف مسألة المشاركة في مؤتمر جنيف، متجاوزًا الهوة الدولية، التي كان يمكن أن يسقط فيها في حال عدم التصويت، والقوى الشعبية التي كان من الممكن أن تلومه في حال فوّت هذا الاستحقاق، الذي قد يفضي إلى حل سياسي للأزمة السورية.

وأجرى الائتلاف تصويتًا سريًّا لأعضائه، أفضت نتيجته إلى الموافقة على إرسال وفد للمشاركة في مؤتمر quot;جنيف 2quot; بغالبية 58 صوتًا، ورفض المشاركة من قبل 14 صوتًا، وصوتين رفضا التصويت أساسًا، إضافة إلى ورقة بيضاء.

ارتياح عام
وكان هناك ارتياح عام ساد أجواء الاجتماع بعد الإدلاء بالنتيجة، رغم عدم الدخول في أي ملف آخر، سواء انتخابات الهيئة السياسية أو الوزراء الثلاثة المتبقين في حكومة الدكتور أحمد الطعمة.

وأعلن رئيس الائتلاف أحمد الجربا أن quot;الائتلاف سيذهب إلى مؤتمر جنيف 2 من دون مساومة على أي من ثوابت الثورةquot;، معتبرًا أن quot;النظام السوري باع العالم وهم الأقليات والإرهابquot;.

وأشار الجربا الى أن quot;الائتلاف يدخل جنيف بعد مشاورات طويلة، وليس لكي ننسى مرحلة سابقة، بينما النظام يدخل مكرهًاquot;، لافتًا إلى أن quot;طاولة جنيف 2 هي مدخل لتحقيق أهداف الثورةquot;، مؤكدًا أنه quot;سيحضر جنيف 2 لنضمن السلام للشعب السوريquot;.

لردع إرهاب النظام
واعتبر أن quot;الائتلاف يريد جنيف 2 لمواجهة الإرهاب، ولكن ذلك الذي يمارسه نظام السوريquot;، مشددًا على أننا quot;لسنا قلة، ولا ضعافًا، ومعنا أحرار العالمquot;، وأن quot;طاولة جنيف بالنسبة إلينا هي ممر باتجاه واحد، وهو تنفيذ كامل لمطالب الثوار بلا أدنى تعديلquot;.

وأكد الدكتور عبد الحكيم بشار نائب رئيس الائتلاف في تصريح لـquot;إيلافquot; أن المجلس الوطني الكردي اختار خمسة أشخاص للذهاب إلى جنيف، من بينهم عبد الحميد درويش، والدكتور بشار. وأشار إلى أن المجلس الوطني الكردي، الذي هو جزء من الائتلاف، سيتفاوض مع الائتلاف، لمعرفة عدد الأشخاص المشاركين في الوفد المفاوض الرئيس.

ردود فعل دولية مرحبة
هذا ورحّبت كل من واشنطن وبريطانيا وفرنسا وبرلين بقرار quot;الائتلاف الوطنيquot; المعارض الموافقة على المشاركة في مؤتمر quot;جنيف 2quot; بشأن سوريا المزمع عقده الأربعاء المقبل. ووصف وزير الخارجية الأميركي جون كيري قرار الائتلاف بأنه quot;تصويت شجاعquot;، مؤكدًا أن بلاده quot;ستواصل دعم المعارضة السورية، بعدما اختارت أفضل طريقة للتوصل إلى مرحلة انتقالية سياسية عبر التفاوضquot;.

فيما اعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في بيان أن quot;قرار الائتلاف المشاركة في مؤتمر جنيف-2 خيار شجاعquot;، معتبرًا أنه quot;رغم استفزازات وتجاوزات النظام فإن هذا الخيار هو خيار السعي إلى السلامquot;.

وأكد فابيوس أن quot;فرنسا ستستخدم كل الوسائل حتى يسفر مؤتمر جنيف عن قيام حكومة انتقالية تتمتع بسلطات تنفيذية كاملةquot;. ورأى وزير الخارجية الألماني فرانك ولتر شتاينماير في بيان مقتضب قرار الائتلاف بأنه quot;بريق أمل للناس في سورياquot;، موضحًا أن quot;أي تقدم مهما كان طفيفًا لانتقال القوافل الإنسانية أو للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق نار على مستوى محلي سيكون نجاحًاquot;.

وأشاد وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ بـquot;قرار الائتلاف الوطني المشاركة في مؤتمر جنيف 2quot;، معتبرًا أن quot;الائتلاف اتخذ هذا القرار الصعب، بالرغم من الهجمات الوحشية والمستمرة التي يشنها النظام ضد المدنيين السوريين والعرقلة المتعمدة لوصول المساعدات الإنسانيةquot;.

* الصور المرفقة مع التقرير كلها خاصة بإيلاف