بدأت فعاليات مؤتمر (جنيف 2) لحل الصراع السوري بأجواء يمكن وصفها بالمتشنجة بين الأطراف الدوليين والإقليميين المعنيين بالمؤتمر، وتنسحب هذه الأجواء كذلك على طرفي الصراع السوري.

انطلقت فعاليات مؤتمر (جنيف 2) لحل الصراع السوري، الأربعاء، في منتجع مونترو في سويسرا القريب من جنيف، وألقى كلمة الافتتاح الامين العام للامم المتحدة بان كي مون.
وهذا هو أول اجتماع وجهًا لوجه بين الأطراف المتحاربة منذ بدء الصراع قبل ثلاث سنوات. وسيلقي رؤساء الوفود المشاركة الـ31 كلمات في جلسة الافتتاح مدة كل واحدة منها 7 دقائق، بينما اعطي للوفدين السوريين 10 دقائق لكل منهما مع شرط عدم الخروج عن الأدب الدبلوماسي خلال الكلمات.
وقد بذلت ضغوط دبلوماسية كبيرة لمشاركة ممثلين عن المعارضة السورية في المؤتمر، لكن بعض الفصائل الأخرى رفضت الحضور.
وتحضر المحادثات وفود تمثل حكومة الرئيس السوري بشار الاسد وجماعات معارضة سورية في المنفى، بالاضافة الى الامم المتحدة والولايات المتحدة وروسيا.
وقال مراقبون إن أجواء يمكن وصفها بالمتشنجة بين الأطراف الدوليين والإقليميين المعنيين بالمؤتمر، تسيطر على أجواء جنيف 2، وتنسحب هذه الأجواء المتشنجة على طرفي الصراع في سوريا، السلطة والمعارضة مع عدم ظهور بوادر مرونة في سقف المطالب والتوقعات السياسية لكل طرف، وقد وصل وفدا المعارضة والسلطة بأجندتين متناقضتين لا قواسم مشتركة بينهما.
وتشارك الحكومة السورية ومعارضوها في محادثات للسلام للمرة الاولى، ويقود الوفد الحكومي مسؤولون لهم خبرة دبلوماسية طويلة، بينما تعاني المعارضة السياسية في الخارج من خلافات في صفوفها، وقد أضعفتها تصريحات لمقاتلين في الداخل يرفضون سلطتها.
وفي الآتي وصف للأطراف الاساسية الحكومية والمعارضة حسب (رويترز):

* الحكومة:
- وليد المعلم: وزير خارجية الأسد ورئيس الوفد الحكومي. وكان سفيراً لدى واشنطن في التسعينات إبان المفاوضات السورية الاسرائيلية الفاشلة، وهو ما منحه خبرة مباشرة لأكثر من عقد في المحادثات التي تتوقف عليها أمور كثيرة.
وعيّن الدبلوماسي البالغ من العمر 73 عاماً وزيراً للخارجية في 2006، في إشارة من الأسد لاتباع سياسة خارجية اكثر مرونة. ويمكن للمعلم أن يتحدث بصرامة. وقد رفض نتائج تحقيق للامم المتحدة قالت إنه هدد رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري قبل أسبوعين من اغتياله في تفجير شاحنة ملغومة في بيروت عام 2005.
واتبع المعلم الموقف الرسمي في أحاديثه أمام الاعلام وفي المناسبات العلنية منذ بدء الانتفاضة المناهضة لحكم الاسد في مارس آذار 2011 مرجعًا الاحتجاجات إلى مؤامرة أجنبية ورافضًا احتمال أن يتخلى الاسد عن السلطة. وينتمي المعلم لعائلة سنية في دمشق حيث ظل تحالف بين السنة الاثرياء في المدينة والاقلية العلوية التي ينتمي اليها الاسد دعامة لحكم عائلة الاسد على مدى أربعة عقود.
- بثينة شعبان: مستشارة للاسد ومن بين الشخصيات القليلة التي لها اتصال مباشر بالرئيس من خارج المجال الامني. وهي علوية وكانت مترجمة لوالده حافظ الاسد وتأثرت حياتها المهنية به وبقراره التاريخي قبل وفاته في 2000 برفض اتفاق مع اسرائيل كان من شأنه أن يعيد معظم مرتفعات الجولان لسوريا.
وعملت بثينة شعبان مرارًا كمتحدثة فعلية بإسم بشار، وهي حاصلة على درجة دكتوراه الفلسفة في الأدب الانجليزي من بريطانيا. وكانت من مؤيدي الاصلاح في بداية الانتفاضة لكنها بدت أكثر تشددًا بعد أن حمل المعسكر المناهض للاسد السلاح. ونفت مقتل أطفال في هجوم بغاز الاعصاب على أحياء تسيطر عليها المعارضة في دمشق في أغسطس اب العام الماضي.
- فيصل المقداد: يشغل المقداد من الناحية الرسمية منصب نائب وزير الخارجية وهو من اقوى الشخصيات في الحكومة بفضل علاقاته مع جهاز المخابرات وحزب البعث الحاكم. وكان يحظى برعاية نائب الرئيس فاروق الشرع وهو سني يتولى منصباً شرفيًا إذ هُمش دوره منذ بدء الانتفاضة. والمقداد هادئ ومتأنٍ في التعبير عن دعمه للاسد لكنه شديد الانتقاد للانتفاضة ولصعود المقاتلين الاسلاميين خلالها. وهو من محافظة درعا الجنوبية مهد الانتفاضة.
- عمران الزعبي: وزير الاعلام. وهو محامٍ من درعا وبعثي صريح مثل المقداد وتزايد ظهوره على الساحة المحلية للدفاع عن أسلوب الاسد في التصدي للانتفاضة ومهاجمة المعارضة على أنها مجموعة عملاء لحكومات أجنبية.
- بشار الجعفري: سفير سوريا لدى الامم المتحدة. والجعفري قريب من الاسد وكان دفاعه عن أسلوب تصدي الاسد للانتفاضة أساسيًا في رسم صورة أمام المجتمع الدولي لتماسك الحكومة. والجعفري واسع المعرفة ويبدو واثقًا في ظهوره العلني وقد درس في فرنسا وعمل فيها.
* وفد المعارضة
أما شخصيات المعارضة الاساسية التي تشارك، فهي:
- احمد الجربا: زعيم الائتلاف الوطني السوري المدعوم من الغرب وهو جماعة معارضة في الخارج تضم تحت لوائها العديد من الجماعات. وانتخب الجربا قبل ستة أشهر بعد صراع مرير على السلطة شهد صعود كتلة معارضة مدعومة من الرياض لكنها أقل تأثرًا بالاسلاميين.
وثارت شكوك حول قيادة الجربا، حين صفع عضوًا في الائتلاف أثناء اجتماع للائتلاف قبل شهرين، لكنه تغلب بعد ذلك على تحدٍ لقيادته من جناح مدعوم من قطر وأرسى علاقة مع أحزاب كردية أدخلت الى الائتلاف.
ولد الجربا (44 عامًا) في محافظة الحسكة الشمالية الشرقية والتي يسكنها العرب والاكراد. وهو ينتمي الى قبيلة شمر العربية الكبيرة التي تمتد الى السعودية والعراق. وكان سجيناً سياسيًا لعامين في التسعينات. واعتقل ايضًا اثناء الانتفاضة وفرّ الى السعودية التي تقود الدعم للمعارضة السورية.
- رياض سيف: قام سيف وهو من ابرز الشخصيات في المعارضة بدور اساسي في تأسيس الائتلاف الوطني السوري. وفي الأشهر القليلة الماضية غاب عن الاضواء بسبب مشاكل صحية.
ويظل سيف، وهو رجل اعمال سابق في الستينات من العمر، شخصية مؤثرة على سياسات المعارضة وراء الستار، وله رصيد من السلطة المعنوية بسبب معارضته الطويلة للاسد. ومنذ تولى الاسد السلطة في 2000 سجن سيف مرتين لمدة ثماني سنوات في الاجمال.
- ميشيل كيلو: ناشط مسيحي معارض قاد جهود المعارضة التي يغلب عليها السنة لاجتذاب الاقليات. ويعتبر كيلو مهندس صعود الجربا الى قيادة الائتلاف. وهو ناشط معارض مخضرم وسجين سياسي سابق وله معرفة عميقة بعائلة الاسد والشبكة المعقدة لجهاز الامن. وكيلو كاتب يجيد عدة لغات، وقد سجن ثلاث سنوات قبل الانتفاضة بسبب مقال كتبه ينتقد الهيمنة العلوية على الجيش.
- فاروق طيفور: نصير قوي لجماعة الاخوان المسلمين ضمن الاعضاء الاكثر نفوذًا في القيادة الجماعية للجماعة. ولد طيفور في مدينة حماة عام 1945 وفرّ من سوريا في الثمانينات حين أدت حملة قمع قام بها حافظ الاسد استهدفت جماعة الاخوان بصورة خاصة الى قتل عدة آلاف وتدمير المدينة التي ولد بها طيفور. وهو مفاوض ماكر معروف بولعه بالمواجهات السياسية. ويقول رفاقه إنه يقول قبل الاجتماعات الحاسمة: quot;حان وقت اللعبquot;.
- برهان غليون: رئيس سابق للمجلس الوطني السوري الذي سبق الائتلاف الوطني كمظلة للمعارضة. وغليون استاذ سابق للعلوم السياسية يعيش في فرنسا ويدافع عن الاصلاح الديمقراطي في وطنه منذ السبعينات. وانتقد بسبب اسلوبه المتعالي في القيادة حين كان رئيسًا للمجلس ويقوم غليون بدور غير ملفت في الائتلاف لكنه مؤثر كشخصية على علاقات جيدة مع الحكومات الخليجية والغربية.
- سهير الاتاسي: واحدة من النساء القليلات في الائتلاف وهي سليلة عائلة سياسية من مدينة حمص لها تاريخ طويل من المعارضة لحكم عائلة الاسد. وهي حاصلة على درجة في الادب الفرنسي من جامعة دمشق وساعدت في تنظيم مظاهرة جريئة في وسط دمشق للمطالبة بالافراج عن سجناء سياسيين، في ما ساعد على اطلاق شرارة الانتفاضة. وسجنت شهراً وبعد قليل من اطلاق سراحها انتقدت الاصلاحات التي اقترحها الاسد باعتبارها غير كافية، وقالت إنه لا يمكنه ان يواصل التصرف كأنه quot;سيد سورياquot;.
- أنس العبدة: ويمثل العبدة، الذي درس الجيولوجيا، جيلاً أصغر من الاسلاميين ذوي التفكير العملي ممن لهم خبرة في التعامل مع الغرب. ويعيش العبدة في بريطانيا وهو الممثل الخارجي لحركة quot;إعلان دمشقquot; الداعية للاصلاح السياسي.