أفاد دبلوماسيون غربيون بأن الولايات المتحدة ودول خليجية تدعم فصائل سورية مسلحة للقضاء على داعش، بعيدًا عن الأضواء.


نقلت صحيفة ديلي تلغراف عن أحد مصادرها قولها إن الولايات المتحدة تقدم ملايين الدولارات لفصائل سورية حسنة التسليح في مواجهة الجهاديين، فيما أكد مصدر آخر أن واشنطن تقدم لهذه الفصائل مساعدات غير فتاكة.

ويؤشر هذا التطور إلى مرحلة جديدة دخلها النزاع بتعامل اطراف دولية داعمة تعاملًا مباشرًا مع القادة العسكريين لقوات المعارضة على الأرض، من أجل استهداف خلايا تنظيم القاعدة. وقال قائد عسكري في فصيل ينتمي إلى المجلس العسكري الأعلى للثورة السورية: quot;الجميع يقدم لنا تمويلا لمقاتلة داعش، لم تكن لدينا أسلحة لمقاتلة النظام لكن المخازن عامرة الآنquot;.

وكان أكثر من 1000 شخص قُتلوا خلال العمليات التي بدأتها فصائل في المعارضة السورية المسلحة ضد داعش منذ اسبوعين، فيما قال قادة ميدانيون إن ذلك رد فعل عفوي على موجة الاغتيالات التي ارتكبتها داعش ضد رفاقهم.

أسلحة سعودية

قالت ديلي تلغراف إن وفدًا ضم مسؤولين اميركيين وسعوديين اجتمعوا في كانون الأول (ديسمبر) الماضي مع قيادات في المعارضة السورية المسلحة في تركيا. ونقلت الصحيفة عن مصدرين قالت إن شقيق احدهما حضر الاجتماع قوله: quot;بحثوا قتال داعش والاميركيون شجعوا الرفاق على مهاجمتهاquot;.

واشارت مصادر أخرى قريبة من هذه الاجتماعات إلى أن جبهة ثوار سوريا بقيادة جمال معروف وجيش الاسلام المدعوم من قطر واصلا الاتصال بوكالة المخابرات المركزية الاميركية والاستخبارات السعودية والقطرية. وافاد مصدر يشارك في تسهيل وصول المساعدات الغربية غير الفتاكة بأن السعودية قدمت قبل اسبوع من الهجوم على داعش 80 طنًا من الأسلحة، بينها مدافع رشاشة ثقيلة، بحسب ديلي تلغراف.

وقال مواطن سوري يعيش قرب قواعد لجيش الاسلام وجبهة ثوار سوريا في محافظة ادلب إنه شاهد 15 شاحنة مليئة بالأسلحة ذاهبة إلى القواعد.

رفض تسمية الصحوة

كذلك نقلت ديلي تلغراف عن المصدر أن الولايات المتحدة لا تشارك في التسليح مباشرة، لكنها دعمت السعودية في تمويل فصائل المعارضة، وانها تقدم مليوني دولار شهريًا كمساعدة غير رسمية. وأكد قادة عسكريون كبار في جبهة ثوار سوريا وجيش الاسلام تلقيهم بعض التمويل، لكنهم رفضوا أن يقولوا ما إذا كان هذا الدعم لغرض استهداف داعش تحديدًا.

وهم ينظرون بحذر إلى مقارنتهم بمجالس الصحوة التي ظهرت في العراق في العام 2006 عندما قام الجيش الاميركي بتشجيع مقاتلين سابقين على توجيه سلاحهم ضد تنظيم القاعدة لأن العديد من الفصائل الاسلامية في سوريا ترفض تسمية الصحوة.

وكانت فصائل معارضة ازدادت ثقة وتسليحًا شنت في وقت سابق من الشهر الحالي هجمات منسقة ضد داعش عند مفاصل حساسة في ثلاث محافظات شمالية، فضلا عن مدينة حماة وسط سوريا.

طردناهم!

قال القائد العسكري محمد عيسى، الذي قاد هجومًا على داعش في مدينة سلقين بمحافظة ادلب: quot;جميع القادة توحدوا واتفقنا على ضرورة الاجهاز عليهم. امهلناهم ست ساعات للاستسلام بعد أن سيطروا على أحد بيوتنا، وعندما انتهت المهلة طردناهم. وفي ظرف ساعة ابعدناهم عن اربعة معاقل من معاقلناquot;.

وتحدث ناشط في سلقين عن المعركة قائلًا: quot;جماعة جمال معروف هاجمت بكل قوة، وكان عناصر داعش محاصرين وجمال معروف يهتف على جهاز اللاسلكي (استسلموا وإلا فاننا قادمون لقتلكم كما نقتل عناصر النظام السوري)، وكان هناك جهادي استرالي يرتجفquot;.

وقال مراقبون إن المكاسب التي تحققت ضد داعش يمكن أن تزيد دعم المعارضة على الأرض، وبذلك تعزيز موقفها في مؤتمر جنيف-2. وقال دبلوماسي غربي لصحيفة ديلي تلغراف: quot;ان التنسيق مستمر مع المؤازرين الدوليين الرئيسيين الذين يدعمون الفصائل المسلحة، وان داعش قاتلت ردًا عليها، لكن زخم الفصائل الأخرى متواصل وهذه نقطة انطلاق جيدة لمؤتمر جنيف-2quot;.