في نداء عاجل وعبر رسالة صوتية مدتها خمس دقائق، دعا زعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، الجماعات quot;الجهاديةquot; في سوريا، الى وقف المعارك الدائرة بينها.


طالب زعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، المجهول مكان الإقامة، أنصاره في سوريا إلى التركيز على قتال ما سمّاه النظام quot;العلماني الطائفيquot; في سوريا، معتبراً أن أنباء المواجهات بين الجماعات quot;أدمت القلوبquot; ورفض تكفير الجماعات الجهادية، وحضّ على تشكيل quot;هيئة تحكيم شرعيةquot;.

وقال الظواهري، في الرسالة الصوتية، الخميس، التي عرضتها مواقع على صلة بتنظيم القاعدة، والتي تأتي بعد أسابيع على بدء المواجهات بين تنظيم quot;الدولة الإسلامية في العراق والشامquot; وتشكيلات إسلامية وأخرى تابعة للجيش الحر، إن quot;وحدة المجاهدينquot; أهم من الروابط الحزبية.

واضاف: quot;اخواني الكرام مجاهدي الاسلام في كل المجموعات الجهادية في شام الرباط والجهاد، لقد أدمت قلوبنا وقلوب الامة التي تعلقت قلوبها بكم فتنة القتال التي استشرت بين صفوف مجاهدي الاسلامquot;.

وتتراوح جماعات المعارضة التي تقاتل تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام بين جماعات علمانية ومعتدلة واخرى اسلامية منها جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة ودارت بينها أسوأ أعمال العنف التي جرت في صفوف مقاتلي المعارضة منذ بدء الصراع السوري في آذار (مارس) 2011.

وفي نيسان (أبريل) 2013، حاول ابو بكر البغدادي زعيم الدولة الاسلامية في العراق والشام دمج التنظيم مع جبهة النصرة.

الحكومة المسلمة

وتابع الظواهري بالقول إن الرسالة موجهة إلى quot;مجاهدي الإسلام وليوث الجهاد من كل المجموعات الجهادية من شام الرباط والجهاد والفتحquot; وأضاف: quot;تعلمون أني وإخواني في قاعدة الجهاد نكن لكم جميعًا بكل حب احترام وننظر إليكم على أنكم أمل الأمة في إقامة الحكومة المسلمة في شام الرباط والجهاد وأنكم بشرى تحرير بيت المقدس وأن جهادكم المبارك خطوة على طريق إعادة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة قريبا بعون اللهquot;.

وأكد الظواهري أن الرسائل التي كان قد بعثها في السابق quot;لا تفرّق بين مجاهد ومجاهدquot; مضيفاً: quot;أخوة الإسلام التي بيننا أقوى من كل الروابط التنظيمية ووحدتكم أعز عندنا من أي رابطة تنظيمية، وهي تعلو فوق العصبية الحزبية بل يضحى بها دون تردد بتلك الروابط الحزبية إذا تعارضت مع وحدتكم بمواجهة عدوكم العلماني الطائفي الذي تدعمه القوى الرافضية الصفوية وروسيا والصين وبتواطؤ من الحملة الصليبية المعاصرةquot;.

رفض الفرع العراقي

يشار إلى أن الظواهري كان قد رفض مشروع الفرع العراقي من تنظيم القاعدة لتشكيل ما يعرف اليوم بـquot;الدولة الإسلامية في العراق والشامquot; وتنصيب أبو بكر البغدادي قائداً عليه، وطلب إبقاء البغدادي قائدًا للفرع العراقي على أن تتولى quot;جبهة النصرةquot; بقيادة أبومحمد الجولاني العمل بسوريا، وقد رفض البغدادي القرار، وهاجمت وحداته عدة كتائب تابعة للمعارضة السورية، ما أدى إلى تفجر مواجهات مستمرة منذ أسابيع أدت إلى سقوط مئات القتلى والجرحى.

وتابع الظواهري، مؤكداً رفض quot;مس حرمة مسلم أو مجاهدquot; أو أن quot;تلزق به تهم الكفر والردة،quot; مضيفًا: quot;التنظيمات الجهادية في الشام هم إخواننا الذين لا نقبل أن يوصفوا بالردة والكفر والمروق. وتعلمون أننا دعونا وندعو وسنظل الجميع إلى السعي لإقامة الحكومة المسلمة في شام الرباط واختيار من يرضونه ممن تتوفر فيه الشروط الشرعية حاكمًا لهم، وأن من يختارونه هو اختيارنا وأننا لا نرضى أن يفرض أحد نفسه عليهم لأننا نسعى لإعادة الخلافة الراشدةquot;.

اسقاط الأسد

واعتبر الظواهري في التسجيل أن ما وصفه بـquot;فتنة القتال التي استشرت بين مجاهدي الإسلامquot; على حد قوله قد quot;أدمت قلوبنا وقلوب الأمةquot; موجهًا الدعوة إلى quot;كل المجموعات الجهادية وعلماء الدين وفضلاء أهل الشام ومشايخ القبائل والصحافيين والإعلاميين والكتاب وكل حر شريف يسعى لإسقاط حكم الأسد العلماني الطائفي المجرم وإقامة الحكومة المسلمةquot; إلى السعي لـquot;إيقاف هذه الفتنة التي لا يعلم إلا الله نهايتهاquot;.

وختم الظواهري رسالته بالدعوة إلى تأسيس هيئة تحكيم شرعية تفصل بين المجموعات المختلفة وتشكيل آلية لإلزام الجميع بأحكامها، في رد غير مباشر منه على quot;الدولة الإسلامية في العراق والشامquot; التي سبق لها تكفير الجماعات المعادية لها ورفض الاحتكام إلى هيئات شرعية ليست من اختيارها.