بعد مضي أكثر من عامين على اغتيال الديكتاتور الليبي معمّر القذافي، تبرز فظائع جديدة وحقائق رهيبة تكشف عن ممارساته العنيفة والوحشية العديدة، وآخرها اغتصابه الفتيات وحتى الفتيان في غرف سرية أنشأها خصيصًا لملذاته الشاذة تحت الأرض.


عندما خرج القذافي من أنبوب الصرف الصحي وقتل بعد ذلك بقليل في أكتوبر/تشرين الأول 2011، انتهت الحرب الدامية التي قادها حلف شمال الأطلسي ضد العقيد ونظامه. لكن حتى اليوم، لا يزال الرعب يخيّم على الليبيين، الذين يخشون أعمال الثأر والانتقام من الموالين لزعيمهم الراحل.

استعباد جنسي
على الرغم من الخوف، تتكشف حقائق وروايات مفجعة، يفصح عنها المئات من ضحايا القذافي، الذين تعرّضوا على مر السنين للاعتداء الجنسي والاستعباد، من بينهم الآلاف من الفتيات في سن المراهقة والفتيان أيضًا، الذين كانوا طوال حكمه الذي استمر 42 عامًا، ضحية الضرب والاغتصاب، وأجبروا على أن يصبحوا quot;عبيد جنسquot; للقذافي.

صحيفة الديلي ميل نقلت الكثير من القصص المروعة والصور، التي تظهر فيها غرف الجنس السرية تحت الأرض والمخابئ السرية المصممة للاغتصاب، والتي تضم أيضًا أدوات جراحية وطبية لفحص العذارى، والتأكد من خلوهم من الأمراض المعدية، وكذلك لإرغامهن على الإجهاض في حال حملن من العقيد.

كان العديد من العذارى يختطف من المدارس والجامعات، ويبقين سجينات لسنوات في مخبأ سري صمم خصيصًا للجنس داخل جامعة طرابلس أو في القصور الكثيرة التي امتلكها القذافي.

تثقيف عنفي
يشار إلى أن الكثير من الغرف السرية ومعاناة الضحايا، ظهرت في صور فوتوغرافية حصرية ضمن وثائقي عرض على قناة بي بي سي 4 BBC4. إذ كانت الفتيات ترغمن على مشاهدة الأفلام الإباحية، بهدف quot;تثقيفهنquot; جنسيًا، ولتتعلمن أساليب المعاملة المهينة على أيدي القذافي. أما اللواتي تمكن من الهرب من بين أيديه، فكان مصيرهن أن ينتهين منبوذات من قبل أسرهن المتشددة، التي تعتبر أن الفتاة المغتصبة تلطخ شرف العائلة.

عندما تم جر جثة الديكتاتور في الشوارع بعد مقتله، عقدت الحكومة الانتقالية اجتماعًا على عجل، وقررت إغلاق غرف الجنس السرية بسرعة درءًا للإحراج في حال تكشف أسلوب حياة القذافي الوضيع والفاسق أمام العالم الغربي. في الصور، تظهر إحدى الغرف، التي لا تضم سوى سرير مزدوج مع إضاءة باللون البرتقالي وجاكوزي، تمامًا كما تركها القذافي منذ آخر استخدام.

لكن أكثر ما تقشعر له الأبدان هو جناح quot;أمراض النساء السريريةquot; في غرفة مجاورة، مزودة بسريرين مع أدوات تثبيت حديدية وراء طاولة محملة بالأدوات الجراحية، التي يتم استخدامها لفحص ضحايا القذافي لضمان أنهن خاليات من الأمراض التي تنتقل بالاتصال الجنسي. وأرغمت الفتيات أيضًا في هذه الغرفة على الخضوع لعمليات إجهاض في حال حدوث حمل من العقيد.

فياغرا وتجميل
وتشير التقارير إلى أن الضحايا كن يرغمن على استهلاك الكوكايين والكحول والفياغرا. إلى جانب جنون السلطة، كان القذافي يشعر أيضًا بجنون العظمة، وكان مدمنًا على عمليات التجميل من أجل إزالة الدهون من محيط معدته وحقنها في وجهه لملء التجاعيد.

وعلى الرغم من الألم، كان القذافي يرفض التخدير العام خوفًا من أن يموت أو يتعرّض للقتل، ولرغبته في البقاء في حالة تأهب.
ويقول أحد الأطباء إن القذافي أوقفه في منتصف إحدى العمليات ليأكل الهمبرغر. ووفقًا لتقرير البي بي سي، أنشأ القذافي فرقة النخبة من حراسه ndash; كلها من النساء ndash; بهدف استخدامهن لممارسة الجنس، كما إنه أرغمهن على مشاهدة عمليات إعدام بربرية.

انحراف جنسي
ما يزيد من هذه الفظاعات، هو أن القذافي اغتصب أيضًا فتيانًا في الرابعة عشر من عمرهم أو أصغر، أرسلوا إلى الغرف السرية حيث تعرّضوا لأسوأ أنواع التعذيب والانتهاك. المسؤول السابق للبروتوكول في عهد القذافي، نوري المسماري، الذي كان إلى جانب العقيد لمدة 40 عامًا، قال إن القذافي quot;كان منحرفًا جنسيًا، ويستهدف الفتيان الصغارquot;، مشيرًا إلى أنه كان يختطف العديد من الفتيان ويغتصبهم، وكانوا يشكلون ما يسمى بـ quot;مجموعة الخدماتquot;.

واحدة من اللواتي تحدثن عن الأهوال التي ارتكبها القذافي بحق شعبه، هي أرملة وزير الخارجية السابق بهاء الكيخيا، والتي قالت إن القذافي كان يحفظ جثث ضحاياه في الثلاجات، وينظر إليها من حين إلى آخر.

quot;كان القذافي يبقي ضحاياه في ثلاجات لينظر إليها كل فترة وكأنها نوع من الهدايا التذكارية. كان ينظر إلى الجثث ويلمسها كما لو أنه يذكر نفسه بقدراته وسلطتهquot;، تقول كيخيا، مشيرة إلى أن بعض الجثث بقيت في الثلاجات طوال 25 عامًا.