في محاولة لنقل معركتهم ضد السلطات العراقية إلى العاصمة بغداد، نجح خمسة انتحاريين يرتدون أحزمة ناسفة بالسيطرة على مقر شركة نقل الوفود التابعة لوزارة النقل مستهدفين مكتب الوزير قبل أن تهاجمهم القوات الأمنية وتقتلهم... في وقت ينتظر العراق وصول طائرات وطيارين وخبراء عسكريين أميركيين ضمن صفقة تسليحية قيمتها مليارا دولار لحسم معركته ضد القاعدة.

لندن: هاجم صباح اليوم خمسة انتحاريين مبنى شركة نقل الوفود التابعة لوزارة النقل في ضواحي بغداد الشرقية بعد أن فجروا سيارة مفخخة ما أدى إلى مقتل 18 شخصًا واصابة عدد آخر. ويجاور مقر الشركة ومرآبها مبنى وزارة النقل العراقية بالقرب من المركز الوطني لحقوق الانسان التابع لوزارة حقوق الانسان، وهي تقع في شارع المغرب الحيوي المعروف لدى العراقيين.

وقالت مصادر عراقية إن المهاجمين كانوا يخططون لاقتحام ديوان وزارة النقل حيث يقع مكتب وزيرها هادي العامري رئيس منظمة بدر الشيعية المقربة لايران ضمن ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي.

وعلى الفور انتشرت قوات quot;سواتquot; الخاصة بمحيط وزارة الداخلية القريبة من موقع الحادث ومنعت دخول وخروج الموظفين من المبنى فيما أخلت عدد من الوزارات الأخرى موظفيها خشية تعرضها إلى هجمات مماثلة. وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية العراقية العميد سعد معن إن القوات الأمنية نجحت في قتل اربعة من الانتحاريين الخمسة، فيما تحاصر الخامس في مبنى الشركة.

ومن جهته اعتبر رئيس لجنة الأمن والدفاع بمجلس النواب العراقي حسن السنيد عملية اقتحام مقر الشرطة بأنها محاولة استعراضية يحاول تنظيم القاعدة اثبات وجوده وأنه قادر على القيام بعمليات مسلحة اثر الهزيمة التي لحقت به في محافظة الانبار الغربية.

وقال في تصريح لقناة العراقية الحكومية من مكان الحادث إن القاعدة وبعد خسارتها لمعركة الانبار قد اوعزت على ما يبدو لخلاياها النائمة في العاصمة للتحرك وتنفيذ عمليات مسلحة ضد اهداف ثانية قد تكون غير محصنة بشكل جيد، ومنها مثل مرآب شركة النقل الذي هوجم اليوم.

أما مستشار وزير النقل كريم النوري فقد أشار إلى أنّ الهجوم كان يستهدف وزارة النقل موضحًا أنهم،وبعد أن فشلوا في اقتحام مبنى الوزارة تحصنوا في مبنى شركة نقل المسافرين والوفود المجاورة للوزارة حيث تعاملت معهم القوات الأمنية. وقبيل ذلك أشارت مصادر أمنية إلى أنّ المسلحين اقتحموا مبنى المركز الوطني لحقوق الانسان واحتجزوا موظفيها رهائن لكن وزارة حقوق الانسان نفت في بيان عاجل ذلك.

وكانت السلطات العراقية قالت مؤخرًا إن قوة من الفرقة الرابعة اشتبكت مع مجاميع ارهابية مسلحة حاولت التقرب بعجلاتها من قاطع الفرقة في منطقة الزيدان غربي بغداد. واضافت quot;أن الارهابيين تكبدوا خسائر فادحة بعد مساندة طيران الجيش والقصف بالمدفعية الثقيلة ما دفع المتبقين من المجاميع الارهابية إلى الهرب بعد الهزيمة باتجاه مدينة الفلوجة (60 كم غرب العاصمة العراقية)quot; والتابعة لمحافظة الأنبار المجاورة من دون الإشارة إلى عددهم، وإلى أي الفصائل ينتمون.

واليوم الخميس قتل ستة اشخاص وأصيب عشرات آخرون بجروح في هجومين منفصلين استهدفا سوقًا ومطعماً شعبيًا في بغداد حيث انفجرت سيارة مفخخة في سوق الكسرة بضواحي بغداد الشمالية ما اسفر عن مقتل خمسة اشخاص واصابة 16 آخرين بجروح. وفي هجوم آخر انفجرت عبوة ناسفة امام مطعم شعبي في منطقة الطالبية ما اسفر عن مقتل شخص واصابة ستة آخرين بجروح.

وتأتي هذه الهجمات بعد سلسلة تفجيرات ضربت العاصمة العراقية الليلة الماضية واسفرت عن مقتل تسعة اشخاص. وقد قتل اكثر من 900 شخص في اعمال عنف متفرقة في عموم العراق خلال الايام الماضية من الشهر الحالي، وفقاً لحصيلة رسمية.

بغداد تنتظر طيارين وفنيين عسكريين أميركيين

وفي الوقت الذيلا يزال فيه مسلحون ينتمون إلى القاعدة وآخرون إلى العشائر المناهضة للحكومة، تنتظر الحكومة العراقية وصول طائرات وطيارين وخبراء عسكريين أميركيين إلى البلاد قريباً، تنفيذًا لعقود تسليحية بين البلدين بلغت قيمتها ملياري دولار لحسم معركتها ضد القاعدة.

وتبدأ الولايات المتحدة قريبًا بتنفيذ عقد تسليحي مع العراق قيمته مليارا دولار في وقت أشار رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى قرب الاستعانة بمدربين أميركيين لتدريب القوات الحكومية في العراق أو الأردن الذي رحب باستضافة هذه العملية.

وقال قائد عسكري في سلاح الجو العراقي إن دفعة من طائرات الاباتشي الأميركية ستصل إلى بغداد خلال ايام قليلة برفقة 12 طياراً و11 خبيراً فنيًا أميركيًا للمشاركة في معارك الأنبار ضد تنظيم القاعدة، موضحًا أن 200 خبير عسكري أميركي سيتوافدون على العراق قريباً للإشراف على تدريب الطيارين العراقيين الذين سيتولون قيادة طائرات الأباتشي.

وكشف الطيار المقاتل الذي يحمل رتبة لواء ركن عن أن العراق سيتسلّم 10 طائرات خاصة بعمليات الاستطلاع بدون طيار، بالاضافة إلى طائرات الهليكوبتر (الاباتشي) التي quot;سيقودها طيارون أميركيون لحين تدريب طيارين عراقيين على قيادتهاquot;. واضاف أن 12 طياراً امركياً و 11 خبيراً فنياً هم من سيقومون بقيادة الطائرات والاشراف على تحركاتها وفق المعطيات التي سيزودها بهم الجانب العراقي.

وأشار إلى أن الادارة الأميركية سترسل اكثر من 200 خبير عسكري إلى العراق للاشراف على تدريب الطيارين العراقيين والفنيين كما نقلت عنه صحيفة quot;العالمquot; البغدادية اليوم، موضحاً أن quot;مدة وجود هؤلاء الخبراء في العراق ربما تستمر ثلاث سنوات.

واكد القائد العسكري العراقي أن القوات الأمنية العراقية تتلقى دعمًا من أجهزة الاستخبارات ومكافحة الإرهاب الأميركية التي ترصد مواقع تنظيم القاعدة في العراق وتتبادل معها تلك المعلومات التي مكنتها من تحديد مواقع المسلحين.

وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قال امس إن بلاده وضعت quot;النواة الصلبةquot; لتنظيم القاعدة على طريق الهزيمة إلا أن الخطر يتزايد مع ظهور فروع للتنظيم في مناطق متعددة حول العالم، في اليمن والصومال والعراق ومالي، مؤكداً مواصلة quot;العمل مع شركائنا لضرب تلك الشبكات.

وقد ابلغت وزارة الدفاع الأميركية quot;البنتاغونquot; الكونغرس الثلاثاء الماضي بمشروع لبيع 24 مروحية قتالية من نوع اباتشي للعراق بقيمة 4,8 مليارات دولار، حسب ما ذكرت الوكالة المكلفة ببيع اسلحة الى الخارج. وطلبت بغداد منذ اشهر من واشنطن تزويدها بهذه الطائرات لكنّ عددًا من البرلمانيين الأميركيين كان يعترض على الصفقة خشية أن يستعملها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لمهاجمة مجموعات أخرى غير القاعدة من خصومه بمناطق غرب العراق.

وامام الكونغرس 30 يوًما لكي يقدم اعتراضات محتملة والا تصبح الصفقة سارية المفعول حيث يتناول مشروع العقد 24 مروحية مع تجهيزاتها وقطع غيارها اضافة إلى بيع العراق 480 صاروخ هيلفاير، وهو سلاح مضاد للدبابات يمكن أن يطلق من مروحيات او طائرات.

وتؤكد وكالة التعاون من اجل الدفاع والأمن الأميركية المكلفة بيع اسلحة إلى الخارج ان quot;مشروع البيع هذا يدعم المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة من خلال تزويد العراق بأجهزة اساسية ليحمي نفسه من التهديدات الارهابية والتقليدية وتحسين حماية المنشآت النفطية الاساسيةquot;.

وأشارت إلى أنّ هذه المروحيات سوف تستعمل في quot;مهمات دعم جوي للقوات على الارض ولعمليات استطلاع ومهمات ضد الدباباتquot;. وبالاضافة إلى ذلك فقد ابلغت الوكالة الكونغرس عن مشروع عقد منفصل لتأجير العراق ست مروحيات اباتشي اخرى بقيمة 1,37 مليار دولار. وتسمح هذه الصفقة للجيش العراقي quot;البدء بعمليات تدريب عملانية وصيانةquot; بانتظار تسلمه المروحيات الاربع والعشرين، وهي عملية تتطلب اشهرًا ان لم يكن سنوات.

كما ابلغ البنتاغون الكونغرس بمشروع عقد اخر لبيع بغداد 500 صاروخ هيلفاير بقيمة 82 مليون دولار. وكانت واشنطن قد سلمت 75 صاروخ هيلفاير لبغداد في منتصف الشهر الماضي. وأشار البنتاغون إلى أنّ مئة صاروخ هيلفاير اضافية و10 طائرات بدون طيار من طراز quot;سكان ايغلquot; ستسلم لبغداد في الربيع المقبل.

وفي السادس من الشهر الحالي، قال البيت الأبيض إن الولايات المتحدة تسرع مبيعاتها من السلاح وتعجل بتسليمها للعراق لمساعدته في محاربة الجماعات التابعة للقاعدة في إطار استراتيجية لعزل الجماعات المسلحة. وأشار المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني في تصريحات للصحافيين إن الولايات المتحدة تتطلع لتزويد العراق بشحنات إضافية من صواريخ هيل فاير بحلول الربيع المقبل على أقرب تقدير.

واضاف أن الولايات المتحدة ستزود العراق أيضاً بعشر طائرات استطلاع دون طيار طراز سكان ايجل في الاسابيع القادمة و48 طائرة طراز رافين في وقت لاحق هذا العام لمساعدته في ملاحقة الجماعات التابعة للقاعدة.

واحاطت وزارة الدفاع الأميركية الكونغرس مؤخراً علماً بنيتها بيع العراق معدات عسكرية بقيمة ملياري دولار حيث تتكون الصفقة من ثلاثة عقود، الاول يتعلق ببيع العراق 12 طائرة مروحية من طراز بيل 412EP اضافة إلى المعدات الخاصة بها وتبلغ قيمتها 300 مليون دولار.

اما العقد الثاني والذي تبلغ قيمته 900 مليون دولار فيتعلق ببيع العراق 50 عربة رصد نووي وجرثومي وكيميائي من طراز سترايكر M1135. والعقد الثالث الذي تبلغ قيمته 750 مليون دولار يتعلق بتوفير خدمات الصيانة للآليات التي اشتراها العراق من الولايات المتحدة سابقًا.

وكانت الولايات المتحدة قد وافقت في كانون الاول (ديسمبر) عام 2011 على بيع العراق 36 طائرة مقاتلة من طراز ف-16 في صفقة تبلغ قيمتها عدة مليارات من الدولارات.