اختتمت قوات البحرية الأميركية والفرنسية مناورات مشتركة امتدت لخمسة أسابيع في شمال بحر العرب والخليج العربي لتعزيز قدراتهما.

قالت مصادر أميركية إن المجموعة الضاربة على حاملة الطائرات هاري ترومان التابعة لسلاح البحرية الأميركي وقوات المهمة 473 لسلاح البحرية الفرنسي، أنهت خمسة أسابيع من المناورات المشتركة بين المجموعتين الضاربتين على حاملات الطائرات في 2 شباط (فبراير).
وكانت المجموعتان الضاربتان بدأتا إجراء عمليات متكاملة في 26 كانون الأول (ديسمبر) في خليج عُمان وعملتا سوية في شمال بحر العرب وفي الخليج العربي لتعزيز الأمن البحري والاستقرار في المنطقة.
وتضمّنت السفن الأميركية المشاركة حاملة الطائرات quot;يو إس إس هاري ترومانquot; والطرادين quot;يو إس إس غتيسبرغquot; وquot;يو إس إس سان جاسينتوquot;، والمدمرتين quot;يو إس إس بالكلي وquot;يو إس إس مايسونquot;. وشملت السفن الفرنسية حاملة الطائرات وسفينة القيادة لقوة المهمة 473 quot;أف أس شارل ديغولquot;، والمدمرتين quot;أف أس فوربينquot; وquot;أف أس جان فيانquot;، وسفينة التزويد بالوقود موز.
وقال الأدميرال البحري كفين سويني، قائد مجموعة حاملات الطائرات الضاربة رقم 10، quot;لقد نفذنا طيفًا واسعًا من العمليات مع المجموعة الضاربة شارل ديغول. وأجرينا عمليات طيران موحدة انطلاقًا من حاملتي الطائرات ترومان وشارل ديغول، كما اختبرنا قدرات الهبوط على متن حاملتي الطائرات.quot;
شهادات مشاركين
نقل موقع وزارة الخارجية الاميركية شهادات لعدد من الضباط والقادة المشاركين في المناورات، ومنهم الرائد البحري روب ليتمان هو طيار في سلاح البحرية الأميركي الذي سُنحت له الفرصة للهبوط على حاملة الطائرات شارل ديغول.
وقال الطيار ليتمان، وهو قائد طائرة أف/أي-18 (F/A-18 ) quot;إن الهبوط على حاملة الطائرات شارل ديغول كان بمثابة تجربة رائعة. وما تجدر الإشارة إليه هو مدى مشابهتها للهبوط على حاملة الطائرات ترومان. كان الفرنسيون يتمتعون بمهنية عالية واتسمت عملية الانتقال هذه بسلاسة كاملة.quot;
وقال النقيب بوب روث، ضابط القيادة على حاملة الطائرات ترومان، إنها كانت تجربة فريدة من نوعها لناحية تمكننا من إجراء عمليات طيران مع طائرات نفاثة وطيارين من حاملة الطائرات الفرنسية.
ورأى روث أيضًا، quot;أن التخطيط وإجراء مهمات فعلية سوية في هذه المنطقة قد جعلا وحدتينا المقاتلتين أقرب إلى بعضهما البعض. فثقافة الطيران المتبعة في الحاملتين متشابهة للغاية، ولذا تم تنفيذ المهمات المتبادلة في العالم الحقيقي باستخدام تكتيكات مألوفة، ولكن مع مزيج فريد من المنصات. أقلعت الطائرات الأميركية بسلاسة من حاملة الطائرات شارل ديغول، مثلما هبطت وحلقت طائرات رافال وسوبر إيتندار بدون جهد من حاملة الطائرات ترومان. إننا نشكل فريقًا جيدًا وأتطلع قدمًا إلى الفرصة القادمة للعمل مع حلفائنا الفرنسيين الذين نثق بهم.quot;
تأهيلات هبوط
وقال سويني إن العمليات لم تقتصر فقط على حاملات الطائرات، مضيفًا: quot;لقد أجرينا تأهيلات لهبوط طائرات الهليكوبتر على سطح سفننا الصغيرة. ونفذنا مناورات للنزول على السفن، وتمارين مدفعية بالذخيرة الحية، ومناورات للدفاع الجوي، وتدريبات على عمليات القتال والبحث والإنقاذ. أي جميع أنواع المهمات التي قد يُطلب منا انجازها في أي لحظة. ونفذنا حتى ما نسميه quot; مبادلة البنادقquot;، الذي جعل المدمرة فوربين تتولى مراقبة الدفاع الجوي الفعلي لحاملة الطائرات ترومان، والمدمرة غتيسبرغ تتولى مهمة تزويد نفس الدفاع لحاملة الطائرات شارل ديغول.quot;
وذكر سويني أن العمليات المشتركة لم تحسِّن فقط من إمكانية العمل المتبادل بين سلاحي البحرية الفرنسي والأميركي وحسب، إنما وفّرت أيضًا تطمينات إلى شركائنا الإقليميين.
وأضاف، quot;لقد صمّمت هذه العمليات لتعزيز مستويات التعاون والعمل المشترك بيننا. وبنفس القدر من الأهمية، إنها تساعد في تعزيز الاستقرار في المنطقة على المدى الطويل، ومن خلال وجودنا المستمر، فإننا نبني الثقة والاطمئنان في جميع أنحاء المنطقة.quot;

زيارات متبادلة
وقال التقرير الأميركي انه تسنت لأفراد معظم السفن الأميركية والفرنسية فرصة زيارة سفن بعضهما البعض والاجتماع مع نظرائهم وتعلم كيفية قيامهم بمهامهم على متن السفن الخاصة بكل منهما.
ولقد أمضت ضابطة الصف من الدرجة الثانية كاثرين بوستوس ثلاثة أيام على متن حاملة الطائرات الفرنسية.
وقالت بوستوس، quot;إن البحّار الفرنسي الذي تشاركت معه كان برتبة تعادل رتبة تقني الكتروني في سلاح البحرية الأميركي. وقد أصلحنا أجهزة اللاسلكي المائية وسماعات الرأس التي يرتديها البحّارة الفرنسيون على مدرج الطيران وقمنا بصيانة المعدات الإلكترونية الأخرى معًا.
وأضافت، quot;كانت تجربة سوف أتذكرها طوال حياتي. فقد قابلت أناسًا على متن حاملة الطائرات شارل ديغول سوف أبقى على اتصال معهم حتى بعد الانتهاء من عملية الانتشار والعمليات المشتركة هذه. كان البحارة الفرنسيون مرحبين وودودين للغاية.quot;