تلقى سلة الغذاء الإيرانية التي أقرّ روحاني توزيعها على المعدمين هجومًا منالناشطين والشعب، إذ يرون أنها لا توزّع بعدل، كما إن المواطنين يتكبدون من أجلها الذل والصقيع في طوابير لا تنتهي، تتسبّب غالبًا في حصول تضارب يؤدي إلى سقوط جرحى وقتلى.


السلة الغذائية الإيرانية أول قرار اقتصادي شعبي يصدر من الرئيس حسن روحاني منذ انتخابه، بدأ توزيعها على المعدمين الإيرانيين مجانًا ابتداء من الثاني من شباط (فبراير) الجاري. وبالرغم من أن هذا القرار أتى في وقت يصعب على الفئات الفقيرة تدبر نفسها، إلا أن الخطوة أثارت موجة قاسية من النقد.

قتيلان أثناء التوزيع
وبحسب قرار روحاني، تتكون السلة الغذائية الإيرانية من دجاجتين مجمّدتين و10 كيلوغرامات من الأرز، وعلبتين صغيرتين فيهما جبنة، ودزينتين من بيض الدجاج، وزجاجتين من زيت الزيتون. وتمنح هذه السلة للعمال، الذين يقلّ دخلهم الشهري عن 4.2 ملايين ريال، أي ما يعادل 169 دولارًا، وللمتقاعدين، أي لمن لا يقل عن 5 ملايين إيراني.

يقف هؤلاء المعدمون الإيرانيون في طوابير طويلة أمام أكثر من 100 ألف مركز للتوزيع منتشرة في أنحاء إيران، يتحمّلون البرد والجهد، ويدخلون في تدافع وتشابك شعبي أثناء التهافت على السلال، أدى أخيرًا إلى وفاة شخصين على الأقل، حسبما تناقلته تقارير صحافية إيرانية.

سلة البؤس
وبالرغم من الفائدة التي يجنيها المعدمون الإيرانيون من القرار الحكومي والسلال الغذائية، يتهم الناشطون على تويتر وفايسبوك روحاني باتخاذ قرارات تعبوية شعبوية، يريد منها شراء رضى الشعب، على قاعدة quot;إطعم الفم تستحي العينquot;.

وقال أحد الناشطين الحقوقيين في تغريدة على تويتر إن سلة روحاني لن تعيد إلى الشعب الإيراني كرامته المهدورة، كما وعد أثناء حملته الانتخابية لرئاسة الجمهورية.

وسرت بين رجال الصحافة الإيرانيين تسمية أخرى للسلة الغذائية، إذ سموها quot;سلة البؤسquot;، متسائلين ما الذي يمنع الحكومة من توزيع الثروة القومية الإيرانية بعدل وتوازن، تحفظ للمواطن الإيراني كرامته وماء وجهه، ولا تتركه واقفًا تحت الصقيع، من أجل بعض الفتات. حتى الصحافة المحافظة هاجمت روحاني على خلفية السلة الغذائية، فأدانت صحيفة quot;وطن أمروزquot; المحافظة استمرار اقتصاد الإحسان.

استبعاد المطلّقات والأرامل
إجرائيًا، طلب 40 نائبًا إيرانيًا، معظمهم من المتشددين، بفتح تحقيق برلماني حول استبعاد عدد كبير من الإيرانيين المعدمين من قوائم توزيع السلة الغذائية. ونقلت تقارير صحافية عن النائب جعفر قادري قوله: quot;هناك فئات من الشعب لا يشملها القرار، بينما تستحقه، وهناك من حصل أو سيحصل على السلة، بينما هو ليس بحاجة إليهاquot;.

القرار الحكومي استبعد المطلّقات والأرامل اللواتي يعلن عائلاتهن، والعمال غير الشرعيين والمهاجرين. وكان محمد باقر نوبخت، المتحدث باسم حكومة روحاني، أشار في تشرين الأول (أكتوبر) 2013 إلى احتمال وقف إيداع بدل الدعم الشهري بسبب نقص الإمكانيات.